تشرع الإذاعة الامازيغية ابتداء من اليوم24 يونيو 2020 ، في بث برامجها يوميا 24/24 ساعة، وذلك بعد تمديد ليلي مستر من منتصف الليل إلى حدود الساعة الثامنة صباحا، وهو ما قد يمكنها من استغلال الفترات الصباحية المبكرة والليلية للتواصل المستمر مع مستمعيها، باعتبارها إذاعة القرب ذات مرجعية عامة ، تقترح تنوعا واسعا في شبكة برامجها التي تبث باللغة الأمازيغية، مترجمة على أرض الواقع الإرادة الهادفة إلى تقديم منتوج إعلامي عصري أمازيغي هدفه دعم الأمازيغية لغة و ثقافة و فنا و حضارة و كذلك إبراز التنوع الثقافي والتعدد اللغوي الذي يوطد وحدة بلادنا و هويتها المتجذرة، بشكل تحمل به قيم مغرب منفتح و متسامح و عصري.
قبل ظهور القناة التلفزية الأمازيغية سنة 2010 ، كانت ولا زالت الإذاعة الأمازيغية المنبر الإعلامي الذي ساهم بشكل كبير في تطوير والحفاظ على اللغة الأمازيغية، مع الاحتفاظ بالطابع الخصوصي لكل جهة من الجهات اللسنية الثلاث، وفي الوقت نفسه تساهم في تطوير المشترك بين هذه الجهات، بشكل سلس ومرن، حتى تساهم في معيرة وتوحيد اللغة الأمازيغية على المستوى الشفوي. فالإذاعة خزانة للإرث الشفوي الأمازيغي ومنتجة في الآن ذاته لثقافة متجددة عبر الزمن والمكان.
فالإذاعة الأمازيغية قطعت أشواطا مهمة فيما يخص التواصل مع مستمعيها، منذ سنة 1938، حيث كانت البداية محتشمة بتخصيص 10 دقائق لتعبير تشلحيت ضمن برامج راديو ماروك إلى جانب القسمين الفرنسي والعربي، ، تطورت الحصة الى ان أصبحت نصف ساعة ، وفي سنة 1952ثم تخصيص عشرة دقائق لتعبير “تمازيغت” (الوسط)، وفي سنة 1955 ستخصص عشرة دقائق أيضا لتعبير “تاريفيت” (الشمال.
وبعد الإستقلال حضيت الإذاعة الأمازيغية باستوديو خاص وأمواج بث خاصة، وتمديد مدة البث الى 9 ساعات بمعدل ثلاث ساعات لكل تعبير أمازيغي ، وفي عام 1974 ارتفع حجم البث الأمازيغي إلى اثني عشر ساعة بمعدل أربع ساعات يوميا لكل تعبير، إذ يبدأ الإرسال من منتصف النهار ويستمر إلى منتصف الليل.
وابتداء من يوم 15 نونبر 2005، شرعت الإذاعة الأمازيغية، في إطار الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، في خوض تجربة تمديد فترات بث برامجها، ما مكن الإذاعة من التواصل مع مستمعيها على مدى ست عشرة ساعة، تبدأ من الثامنة صباحا إلى غاية منتصف الليل، وبذلك أصبح لكل من التعبيرات الأمازيغية الثلاث خمس ساعات من الإرسال يوميا. ومنذ ذلك الحين والإذاعة الأمازيغية تبدل مجهودات مهمة لتمديد بث برامجها، لتصل إلى 24/24 ساعة، حتى يمكنها ذلك من استغلال الفترات الصباحية المبكرة والليلية للتواصل المستمر مع مستمعيها.
متمنياتنا أن تضطلع الإذاعة الأمازيغية ،في حلتها الجديدة ، باعتبارها مرفقا عاما، بتقديم خدمة عمومية في المجال السمعي الأمازيغي قائمة على معايير الجودة والمهنية والتنوع والتنافسية والمنفعة العمومية والحرية والمسؤولية .
وابتداء من الغد سنخصص هذه الزاوية لنشر المسار المهني لبعض الرواد والأعلام الذين بصموا تاريخ ومسارهذه الإذاعة .
الاعلامي محمد الغيداني