غير بعيد عن مدينة الحسيمة، وبالضبط مدينة إمزورن حيث رأى النور أول مرة في 2001 ذات يوم خريفي، في هذه المدينة المنسية على شرفة التاريخ، ينطلق أيمن الجامعي المعروف فنيا بـ”بروكمان” أي “الرجل المحطم” في مجال الموسيقى، موسيقى الراب تحديدا، ويصدر مجموعة الأغاني التجريبية، قبل أن يقرر شق طريقه الفني، مستلهما مواضيع أغانيه التي يكتبها ويلحنها ويوزعها موسيقيا بنفسه، من الواقع الريفي وما يعتمر قلبه من أفراح وأحزان.
أيمن الجامعي طالب بشعبة الدراسات الإنجليزية، يتابع دراسته بكلية الآداب والعلوم الإنسانية المنضوية تحت لواء جامعة عبد المالك السعدي بمارتيل.
من خلال هذا البورتريه، سنحاول التقرب من هذه الموهبة الموسيقية، والتعرف أكثر على التيمات التي يشتغل عليها “بروكمان“، ومعرفة جديده في عالم الراب.
“حرام” تيمة الصداقة الزائفة
سنة 2020، وبعد عدد من الإصدارات التجريبية في موسيقى الراب، قرر “بروكمان” إصدار أغنيته “حرام” بتقنية الفيديو كليب من توقيع المخرج الصاعد محمد المحدالي، كلمات أغنية اختارها بعناية بعيدا عن الكلمات النابية الطاغية على معظم موسيقيي فن الراب الريفي، محاولا تشريح واقع الصداقة وزيفها، وبعض العقليات المنتشرة في المجتمع، التي تحاول قدر استطاعتها الوقوف حجرة عثرة أمام أي تقدم فردي أو جماعي، مؤكدا ضمن كلمات الكليب إصراره على المضي قدما رغم أنف العراقيل وداعيا الشباب على التمسك بأحلامهم ومحاولة تحقيقها من خلال العمل الدؤوب.
“مليح” رسالة التشبث بالأمل
بعد شهرين من تراك “حرام“، “بروكمان” يبعث من جديد رسالة أمل إلى الشباب، بأغنية “مليح“، التي يتحدث فيها بلسان أقرانه، ليبعث فيهم جرعة أمل، ويحذرهم من الإنسياق وراء المظاهر الخداعة، ويدعوهم للإبتعاد عن طريق المخدرات، هذا الطريق الذي أتعب عائلات كثيرة بسبب انحراف أبنائهم.
“ساهي” هجرة مع وقف التنفيذ
في صيف 2021، ومع انشغال معظم الشباب الريفي الفتي بالهجرة إلى الضفة الأخرى، ضفة الفردوس المفقود، يقرر “بروكمان” الإشتغال على هذه الظاهرة التي طفت على السطح من جديد ليفاجئنا بإصداره الثالث “ساهي“، وبطريقة الفيديو كليب أيضا، من توقيع المخرج ياسين السقيفاتي هذه المرة، يروي قصة شاب راح ضحية رفاق السوء، والآثار المترتبة عنها، إما سجنا أو موتا أو هجرة سرية، ودموع والديه التي تأبى الإنكفاف، وألم لا يأبى الفراق.
“23/07“ ذكرى فقدان مصدر الحنان
“يما ثوكور ثنغايي يما ذكور ثزذغايي” لازمة تعكس ما يعتصر قلبه من آلام جراء فقدان والدته، وهو شاب لم يكمل عقده الثاني بعد، ألم وفقدان ترجمه كلمات تدمع لها العين، أغنية حاول من خلالها تكريم أمه في ذكرى وفاتها الأولى.
“بروكمان” قلم وصوت يأبى الإستسلام
بالإضافة إلى ما احتوته قناته على اليوتيوب من أغاني، نجد أن فناننا الشاب قد شارك رابورات آخرين إما غناء أو توزيعا موسيقيا، أو هما معا، وفي تصريح خص به “جريدة العالم الأمازيغي” عن جديد أغانيه، وبعض التيمات التي يشتغل عليها، يقول: “بروكمان قلم وموسيقى لن يتوقف عن ترجمة الواقع إلى “تراكات”، ولن يبخل يوما عن مد يد العون لكافة المواهب حتى تتمكن من إصدار إبداعاتها.. نحن سائرون نحو الإرتقاء بفن الراب الريفي، انتظرونا قريبا بتراك جديد نتمنى أن يوقظ فينا وفيكم ما تم اسكاته“.