حبلى هي الكتابات الوطنية والكولونيالية بأسماء مقاومين من المغرب العميق (الجنوب الشرقي تحديدا) على رأسهم المجاهد عسو أبسلام ،خدجو موح.. وشهد لهم العدو قبل الحبيب على عظيم ما قدموا في سبيل الدود عن أرضهم، عرضهم، حقهم، وفي المقابل هناك العديد من الشخصيات التي لعبت ادوار ثانوية لم تنصفها الأقدار أو الأقلام لنقول، وعرفت في مجال لا يتعدى نطاق العائلة ،وهنا يأتي الدور علينا أهل المنطقة في البحث عن من تبقى منهم على قيد الحياة والتعريف بهم وتدوين ما تزال ذكرتهم تحتفظ به، تجنبا لتكرار نفس الخطأ أي عندما تركنا تاريخنا يدونه غيرنا فأضافوا له ما أضافوا ونقصوا منه ما نقصوا ،وعلى اعتبار أننا أهل الجنوب الشرقي نمتلك فوبيا من التدوين ونقدس ونتوارث الأشياء بشكل شفاهي و بالتالي في حالة وفاة مسن كان قد عاصر أحداث مفصلية تكون النتيجة أشبه بحرق مكتبة عن بكرة أبها.
نستحضر اليوم بكل اعتزاز شخصية من الشخصيات التي لعبت ادوار ثانوية في ملحمة بوگافر الشهيرة التي دارت فصولها بين أحضان جبال صاغرو الأبية، “بزة عدي ” 109 سنة على أقل تقدير، ما تزال تتذكر أحدث هذه الملحمة رغما مرور أزيد من 7 عقود، فتقول مستذكرتا ذلك “كان اليوم الذي اخبرنا فيه أن “ارومي” يريد أن يغزو أرضنا قصد إخضاعنا شاحبا تماما كالخبر الذي سمعناه، أمرنا بالصعود إلى أعالي جبال بوگافر باعتبارها الحصن المانع أمام قوة عدة وعتاد لفرانسيس، وتضيف قائلة :”إن بزوغ الفجر طالما كان بشرة وبداية ليوم جميل لكن في خضم دلك العدوان كان بشرة شؤم لان طائرة الفرنسيين كانت تقصف وتلقي علينا وابل من القنابل قبل أن تعود أدراجها وكانت النسوة يتغنين بمجموعة من الأشعار دما لهذه الطائرة كا (tragrat nghor itran aydi isdo3An tragra adam irz lolb am ibatin )وتضيف عتي بزة إن الخوف على أنفسهم لم يكون يقدر خوفهم على أملاكهم (اولي د تغطن) والخوف على مصير بلاد طاهرة في أن يدنسها احتلال، وعبرت النساء البالغات على شهامة منقطعة النضير، وكان كلما سقط شهيد لا تسمع نحيبا أو صياح بل تكبرا وزغاريد تعلو المكان ،أما نحن الفتيات اليافعات كان دورنا يقتصر أحيانا على ملئ بعض القوارير بالمياه، وكثيرا ما كانت مختلطة بدماء ومع دلك شربنها، على اعتبار أن لا بدل وان تلك الدماء طاهرة كيف لا وهي لشهداء قضوا نحبهم دفعا عن الحق، لكن ما كان مؤلما لنا أكثر هو أن وجدنا خونة من بعض القبائل في صفوف “الفرانسيس” وألمنا أكثر حنما انتهت المعركة ونزلنا وجدنا “الشامتين” بنا ومن أبناء جلدتنا ولم يكونوا أصلا من المشاركين قائلين (arraw n ait bougafer ami tlaq tbagha oryad rorin aromy olad sogzn olli imasyad talimt ighaln aha lhraki )
وكان رد المجاهدين رائعا أخرصهم ;chahrayn ons ayd nka gr likhra d
doniyt l3Mr ayd ighzifan gan iskla lanfat arghifi zrin igin izran agari…. ayahboch nbougafer abo lmojahidin wda yra rbi hat bougafer ag ganin mr ligh tawnza ligh bougafer ag ganagh lig noly bougafer aha nbiy izwaragh alig ngz bougafer aha nbi ordi idi ida nbiy taworins iman dimzwora qimind imgora dgh ibab irdbola , arw n ait bougafer amiylaq ljawi ilaqsn wodi dimawn ntgziwin nowi nbiy ngh tawimt lhakm ayodayin ima lmal ntafoyt aday diwjd ilin ifadn ayd ghoron ifadn aydghori
هكذا كانت جزء بسيط من ملحمة كبيرة، وهكذا يجب أن نبدل جهود بغية الحفاظ على تاريخنا من أيادي عابثة، وللحكاية بقية انشاء لله، أطال الله في عمر “عتي بزة” وحفظها، وتغمد برحمته كل الشهداء الدين استرخصوا دمائهم من أجل هذا الوطن .
بقلم: إسماعيل ازكي