أثار إعلان إدارة حسنية أكادير، عن إقالة المدرب الأرجنتيني، المدير الفني للفريق، ميغيل أنخيل غاموندي بسبب ما قالت عنه “سوء تدبيره” للمباراة النهائية التي جمعته بفريق الاتحاد البيضاوي في منافسات نهائي كأس العرش، الاثنين الماضي بوجدة، استياء وغضب شديد في صفوف أنصار وعشاق فريق “غزالة سوس”.
وتسود حالة من الغليان والغضب في صفوف أنصار ومحبي الفريق السوسي، منذ إعلان المكتب المسير للحسنية، صباح أمس الأربعاء برئاسة الحبيب سيدينو، عن إقالة غاموندي.
ودبج الأنصار عشرات التدوينات والمنشورات المنددة بقرار الانفصال عن المدرب الأرجنتيني، الذي قاد الفريق إلى نهائي كاس العرش، وإلى دور المجموعات من كأس الكونفدرالية الإفريقية للموسم الثاني على التوالي، ناهيك يقول الأنصار عن خلق فريق تنافسي مزج فيه المدير الفني الأرجنتيني بين لاعبين شباب من أبناء الفريق، ولاعبين متمرسين. وامتلأت صور غاموندي “بروفيلات” المشجعين وأوفياء الفريق.
استهجان فك الارتباط مع المدرب الأرجنتيني، لم يبقى حبيس المواقع الاجتماعية، إذ دعا أنصار “الغزالة السوسية” إلى تنظيم وقفة احتجاجية، تنديدية بقرار المكتب المسير، أمام مقر النادي، مساء الخميس. كما دعا الأنصار لمقاطعة المباراة المقبلة للحسنية أمام المغرب التطواني بملعب “أدرار”.
وقال بلاغ لفصيل “أولتراس إيمازيغن” المساند للفريق السوسي، “لم تجف منادلنا بعد عن دموع حسرة ضياع لقب كافحنا من أجله واستحقيناه بفضل المدرب غاموندي وأولئك اللاعبين الأبطال لولا لعنة النهائيات، وما حبك في الكواليس. جروح الهزيمة لم تندمل والمكتب المسيَّر يأبى إلا أن يضع أصبعه على الجرح مرة أخرى مستفزا أكادير وجمهور الحسنية العريض”،
وأوضح بلاغ إيمازيغن “كنا ولازلنا وسنظل بالبات وبالمطلق مع السيد ميغيل أنخيل غاموندي، باعث الحسنية الجديد، من أعاد لفريقنا هويته الحقيقية، وصنع من تجانس الشباب والخبرة كتيبة متألقة مقاتلة؛ فاضحا المشوشين ورموز الفساد بالمكتب المختفي وسط الغبار ومحيط النادي وكل “شفار”. وفق تعبير البلاغ.
وأضاف الفصيل المساند للحسنية:”غاموندي أزال ذلك الغبار وصنع لنفسه اسما بمهنيته واحترافيته وصراحته وعشق الجمهور” مضيفة أن إقالة المدرب بهذه الطريقة المستفزة هي جريمة في حق الحلم والشغف والحب، قد تطوى صفحته، لكن نقسم أننا لن ندع الفاسدين يغمضون جفونهم، وسيذوقون معنا طعم الحرب الضروس حتى إسقاطهم جماعيا، بداية بالسبب المباشر لخسارة الكأس، الكاتبة وكل البيادق وصولا إلى الرئيس ضعيف الشخصية إن وُجدَت أصلا”. حسب تعبيره.
وقال البلاغ، إن “المجموعة عقدت اجتماعا عاجلا ليلة الخميس، بخصوص هذه الأحداث الصادمة، وخرجنا بقرار أولي ردا على ما طبخ في الكواليس بمقاطعة المباراة القادمة، في معركة ندعو كل الغيورين إلى المشاركة فيها، وسيتم موافاتكم بالخطوة القادمة، حرب لن تتوقف حتى إسقاط رموز الفساد”.
بدوره وصف فصيل “الريد ريبلز” المساند لفريق حسنية أكادير، الخطوة التي أقدم عليها المكتب المسير بإقالة ميخيل غاموندي، بـ”خطوة رجعية ترتد بنا إلى ماضي الفساد، وأجهضت جهود ثلاث سنوات، ولأن ما يطفو على السطح ينبئ عن غليان داخلي “.
وقال الفصيل في بيان له، إن “إقالة المدرب غاموندي في أوج عطائه، وفي نكرانٍ للجَمِيل، و جَـحْدٌ لِعَمَلِه، يُعدُّ طيشا من المكتب و فضيحةٌ غير مسبوقة تَشِي بغباء المُسَيِّر، وجمودِ التَّسيير، بإحراق الورقة الرابحة في الفريق..خطوةٌ أثارت الكثير من السخرية علَى غباوة مكتب هاوٍ متسرّع منفعل”.
وأكد أن المبررات التي قُدّمَت في بيان الإقالة “ساذجة و مرفوضة، ونبرئ منها السيد ميخيل غاموندي، ونحمِّلُ خسارة اللّقب، ونكسات الماضي والحاضر لهذا المكتب الذي يضم عجائز شَبُّوا وَ شَاخُوا على الفساد وإغراق الفريق منذ عقود، وهم أولى بالطرد وتنظيف بيت الحسنية من أياديهم غير النظيفة”. حسب تعبيره
وأوضح “الريد ريبلز” أن “الضغينة على السيد غاموندي بدأت يوم وقف جبهة ضد عناصر متنفِّذة وغاشمة في سلطويتها، و متطفّلة على اختيارات من اختصاص المدرب، وحرص السيد غاموندي على توفير حقوق لاعبيه، الذين لم يتوصلوا لمستحقاتهم للسنة الماضية في البطولة و الكونفدرالية سواء، وهي مطالب ألحّ عليها المدرب وأزعجت المتلاعبين فأقدموا بطيش على قرار فاضح. عرَّى حقيقتَهم..وهم من سمّم كواليس الفريق، وأشاعوا الاضطراب والنزاع فيه قبل المباراة، فهم إذا السبب الرئيس في إجهاض حلم السوسيين بلقب كأس العرش”. وفق تعبيره البيان دائما.
وقال إن “القرار يطغى عليه نزق وطيش يُغَلِّبُ المصالح الشخصية لمشبوهين سِجِلَّاتِهِم في التّلاعب والفساد يعلمهُا الدّاني والقاصي، وما ذكر في بيان الإقالة يبرهن على هذا ويعكس نبرةَ استعلاء فجّة لمكتب سيّء السمعة يَعتَبِرُ الفريقَ غنيمةً، و الجمهورَ رعايَا، حيث ضرب عرض الحائط إرادة الآلاف من الجماهير ليتصرف بمزاج طاغية لا يرى في الظل سوى “أناهُ المتضخّمة””.
وزاد :”جاء القرار ولا تفصلنا سوى أيام عن خوض غمار مباراة في البطولة الوطنية، مع خوض نزال الكونفدرالية، ووفق أخبار صحيحة فإن معنويات اللاعبين منخفضة، مع الإرهاق البدني والنفسي جراء الهزيمةـ وزادها سوءًا قرار إقالة المدرب والذي يعني بصريح العبارة مغادرة الركائز للفريق التي وثقت في السيد غاموندي، وغير مستعدة للاستمرار إلا تحت قيادته”.
وشدّد فصيل “الريد ريبلز” المساند لفريق الحسنية، على أن المطلب الجوهري الوحيد يتمثل في إعادة المدرب “القدير ميخيل غاموندي بدون شروط، مع الاعتذار للرجل الذي يعود له الفضل في صحوة الفريق الماضية، فأعداء المدرب هم أعداء الفريق والجمهور و الانتصارات، وهم أصدقاء الفساد والإخفاق والقرارات الانتحارية…إما عودة غاموندي أو فليحفظ هذا المكتب ما تبقى من ماء وجهه ويقدم استقالته الجماعية”.
وقالت مصادر محلية، إن عبد الله تدرارين، نائب رئيس فريق حسنية أكادير لكرة القدم، تقدم، مساء أمس الأربعاء، باستقالته بشكل نهائي من المكتب المسير للنادي بسبب ما أسماه “القرارات الانفرادية” للرئيس.
منتصر إثري