بعد رفض إدراج اللغة الأمازيغية في الأوراق والقطع النقدية الوطنية أزطا تسائل الأحزاب بمدى جديتها في التعاطي مع مطلب إنصاف الأمازيغية

تلقت أزطا أمازيغ بغضب شديد نبأ رفض تعديل المادة 57 من مشروع القانون 17.40 المتعلق ببنك المغرب، التي تقضي بإضافة فقرة للمادة المذكورة بخصوص إدراج اللغة الأمازيغية في الكتابات المطبوعة أو المنقوشة على الأوراق والقطع النقدية، وذلك للمرة الثانية من طرف لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب.

واستغربت أزطا، في بيان لها،  للمبررات والأعذار الساذجة التي ربطت إدراج حرف تيفيناغ في الأوراق والقطع النقدية بصدور القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وباحتمال أن يضيق التنصيص على اللغتين الرسميتين على استعمال لغات أخرى في هذا الصدد.

وقالت “إن هذا الإجراء التدبيري البسيط، والكبير رمزيا وهوياتيا لا يحتاج سوى لإرادات وطنية صادقة داخل المؤسستين التشريعية والتنفيذية، تقطع مع التمييز والعنصرية وتنتصر للتعدد والتنوع المنصف. وتُجسد المقتضى الدستوري بكْون الأمازيغية لغة رسمية للدولة، باعتبارها رصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء”.

وأكدت بأن ” سياسة التسويف في كل الإجراءات والتدابير المتعلقة باللغة والثقافة الأمازيغيتين، على مدى ثماني سنوات التي تلت دسترتها لغةً رسمية، بدعوى ضرورة إصدار القانون التنظيمي المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي  للغة الأمازيغية؛ ليست سوى استمرارا لنهج الإقصاء والطمس الذي طال لغة الشعب المغربي وهويته، لكن بأشكال احتوائية جديدة اتجاه تنامي الوعي بالحقوق اللغوية وتزايد المساندة الشعبية لها والتوجس من العصيان اللغوي”.

وأشارت “أزطا أمازيغ”  إلى أنه “سبق أن احتجت غير ما مرة على مراسيم الموافقة على مقررات بنك المغرب بشأن ترويج القطع والأوراق النقدية التذكارية والمتداولة”، واعتبرت أن “خطوة استبعاد الأمازيغية وتيفناغ في الأوراق والقطع النقدية يؤكد الخلاصات الأولية للمقررة الأممية الخاصة بالقضاء على كافة أشكال التمييز، عقب زيارتها للمغرب خلال شهر دجنبر الماضي، والتي صنفت ما يتعرض له الأمازيغ بالمغرب انتهاكا للاتفاقية الدولية لمناهضة كافة أشكال التمييز العنصري”.

وستنكر بيان “أزطا”  كل “الممارسات العنصرية والتمييزية التي تستهدف اللغة والثقافة الأمازيغية، ودعت الدولة المغربية إلى الوفاء بكافة التزاماتها الدولية والدستورية لمناهضة كافة أشكال التمييز ضد الأمازيغ والأمازيغية”.

وعبرت عن قلقها الشديد بخصوص مآل وصيرورة مشروع القانون المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، والتي طالبت بضرورة مراجعته وإدماج الملاحظات الجوهرية للحركة الأمازيغية، وإخراجه فورا إلى حيز الوجود.

واعلنت “ازطا” عن استمرارها في الترافع والنضال” من أجل إقرار سياسة عمومية عادلة ومنصفة للأمازيغية لغة وثقافة، ومستجيبة لمطالب الشعب المغربي الثقافية والاقتصادية والاجتماعية”.

ودعت الشبكة الأمازيغية  كل الديناميات الاجتماعية والسياسية والمدنية إلى التنسيق حمايةً للمكتسبات والترافع المشترك من أجل بناء الديموقراطية الحقة، وتعزيز الحريات العامة.

وعبرت عن رفضها بأن “تكون حياةُ لغتنا رهينةَ المزايدات السياسية بين الأحزاب، بدعوى ضرورة التوافق، وهو ما ضَّيع لحدود الآن ثماني سنوات من الأجرأة الفعلية لمشروع النهوض باللغة والثقافة الأمازيغيتين، والذي بلغ مستويات غير مقبولة، وستدفع ثمنه غاليا اللغة التاريخية لهذا الوطن، والتي لا تتوانى كل الأحزاب السياسية من تكرار أسطوانة الدفاع عنها في كل مناسبة”.

وأكدت أنه وعلى -إثر احتجاج الشعب المغربي على الاستخفاف الذي تم التعامل به مع إدماج اللغة الأمازيغية بحروفها تيفيناغ في العملة الوطنية-  “اتَّضح بشكل جلي أن الأحزاب السياسية بالبرلمان لا تملك رؤية واضحة وملزة لممثليها ومسؤوليها، وهو الأمر الذي يُسائل جدية هذه الأحزاب في التعاطي مع مطلب إنصاف الأمازيغية”.

رشيدة امرزيك

اقرأ أيضا

منظمة السياحة العالمية: المغرب يرسخ مكانته كفاعل رئيسي في السياحة بإفريقيا

أكدت منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، أن المغرب عزز مكانته كفاعل رئيسي في السياحة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *