بعض الأسئلة على هامش الإحصاء الذي جعل الأمازيغ أقلية

بقلم: حسن حوريكي
بقلم: حسن حوريكي

هل تريدون أن تؤكدوا ما كانت تؤكد عليه الحركة الامازيغية الحداثية بالمغرب بان المكاسب التي حصلت عليها الامازيغية لم يتم تفعيلها  بالمدرسة وباقي مناحي الحياة لذا تراجع الناطقون بالامازيغية؟

وهل منع تدريس الامازيغية ببعض الأكاديميات يهدف ويعمل على جعل الناطقين بالامازيغية بالمستقبل أي في الإحصاء المقبل سيصل 2 بالمائة؟

هل الإحصاء الذي أعلن عنه خضع لمعايير علمية، أم غلبت عليه الإيديولوجية المهزومة التي فشلت في الشرق ويريد البعض بعثها في شمال إفريقيا وهي إيديولوجية لا تؤمن بالاختلاف وتبحث عن جميع الوسائل لتأكيد بان المغرب عربي ضدا على الدستور المغربي الذي يؤكد على أن المغرب ينتمي إلى المغرب الكبير، وضدا على التاريخ الذي يؤكد بان المغرب جزء من “بلاد البربر”كما تجمع عليه جميع المصادر التاريخية وحتى المكتوبة بالعربية؟ ( فأي عمل لا يمكن فهمه إلا بفهم صاحبه).

هل لازال أصحاب الإحصاء ينطلقون من تصورات ما قبل ظهور “الأداة الجديدة” لفرانسيس بيكون الشئ الذي جعلهم يريدون أن يخضعوا الواقع لقوالبهم؟ ألا تحرك الأرقام المعلنة وتساءل الجميع خاصة لدى الذين ينتصرون لها ويدافعون عنها أو لدى القوى التي تدعي الديمقراطية، (لأننا لا ننتظر من القوى المحافظة والرجعية والشمولية أن تدافع عن لغات الشعب لأنها تاريخيا تؤمن بالتمييز على جميع المستويات ولا تؤمن بالمساواة)، خاصة وأن الجميع يؤكد بأن الأمازيغية لغة وطنية، والتاريخ يؤكد بأنه إذا أردت أن تبيد شعوبا فاقتل أو اترك لغاتها تموت تدريجيا؟ هل تعتقدون بأنه يمكن انجاز نهضة بدون لغة الأم كما تؤكد الدراسات المتخصصة وتاريخ البشرية؟ ألا يدعو ذلك إلى التحرك السريع لإنقاذ لغة وطنية التي هي ثروة تتجاوز أي متعلم يعتقد نفسه من النخبة؟ ولإيقاف ما يحاك ضد الأمازيغ من طرف الفكر القومي العربي الذي يريد أن يجعل كل شئ عربي (وطن عربي من المحيط إلى الخليج، المغرب عربي، مشرق عربي …) والشعوب الأخرى أقليات، ويعتقد بان الوحدة في اللغة الواحدة والدين الواحد والتقاليد الواحدة بل أصبحنا نرى من يدعو إلى لباس واحد وكأننا في قبيلة، فهذا التصور أخذت به دول ولم ينتج إلا المآسي (العراق سوريا ليبيا الاتحاد السوفياتي سابقا …).

صفو القول، الأمازيغية لا يمكن أن تكون لغة الأقلية بالمغرب وشمال إفريقيا، لأن هذه الأخيرة وبدليل جميع المصادر الأجنبية والمسلمة قبل مجئ إيديولوجيا القومية العربية التي خلقتها انجلترا وفرنسا على عهد الاستعمار لضرب الوحدة الإسلامية تؤكد بأنها بلاد الأمازيغ، لذا على الجميع العمل على النهوض بلغة المنطقة (بدل التفاني لإظهارها بأنها لغة الأقلية بشكل مباشر أوفير مباشر)، طبعا إلى جانب اللغات الأخرى، لأن الوحدة في التنوع، أما إذا كان هنا من يريد أن يقنعنا بأن الأمازيغ أقلية فهو واهم لأن جميع الذين يستقرون بشمال إفريقيا أمازيغ، من حيث لا يشعر أو يشعر، فالأوربيون الذين هاجروا إلى أمريكا مثلا وحولوها إلى أكبر قوة أصبحوا أمريكيين.

وصفوة صفوة القول، متى ستفتخر بعض مؤسساتنا بمظاهر الديمقراطية بدل الإعلان والافتخار ونشر ما يؤكد الإقصاء والهزالة والأزمة في التصورات؟ هذه بعض الأسئلة التي نطرحها ونتمى أن يتم نقاشها بهدوء فالاختلاف رحمة.

شاهد أيضاً

سيدي وساي: تأويلات ممكنة لتاريخ مشهد ساحلي مشهور (الجزء الخامس والأخير)

– الضروف العامة لقيام ثورة بوحلايس أول ملاحظة نريد تسجيلها فيما يتعلق بثروة بوحلايس، انها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *