1- نهاية عولمة متوحشة وانتصار أممية جديدة عمادها الثورة الرقمية حيث العمل و الدراسة و مرافق ومعاملات كثيرة ستكون رقمية، وستلفظ جانبا من لن يستطيع مواكبتها. كما أن التعصب القومي سيتراجع نظرا لتأثير مفعول كورونا في قلب مفاهيم التنظيمات الانفصالية مثل “عصبة الشمال في إيطاليا ” التي كانت إلى وقت قريب تحتقر الجنوب و تدعو لانفصال شمال إيطاليا( بؤرة فيروس كورونا بايطاليا) لكن فيروس كورونا جعلها تستنجد بالأحزاب الشيوعية في كوبا و الصين و أعضاؤها يهرولون للجنوب للاختباء من هجوم كورونا الفتاك. نفس الأمر ينسحب عن “انفصاليي كاطالونيا” بإسبانيا.
هذا لا يعني اندثار التمايزات الجهوية والهوياتية بل تلك التنظيمات ستغير من عقيدتها الإديلوجية و ستتجه مستقبلا نحو الدفاع عن أشكال مؤسساتية وتنظيمية جديدة لحل إشكالية التعدد القومي وعلاقة المركز بالهامش كنماذج الكنفدراليات التضامنية بناءا على مبادئ: لا وحدة قسرية ولا انفصال قومجي.
2- التركيز على القطاع الصحي و البيئي وعلاقات جديدة ستظهر بين الإنسان والطبيعة و الحيوانات. فالأوبئة هي سلاح الحيوانات لردع جبروت الإنسان واحتقاره للعالم الحيواني.
أيضا الإنسان سيهتم أكثر بصحته وتغذيته لأن فيروس كورونا يقهر أساسا بواسطة الوقاية واليقظة والمناعة الصحية الذاتية للإنسان. كذلك مفهوم الأمن الصحي sécurité sanitaire اي صحة المواطن والسياسات المرتبطة بها في مجالات الصناعة و البحث العلمي ستستاثر باهتمام أكثر و القطاع الصحي يعتبر مجالا سياديا كباقي القطاعات السيادية الأخرى مثل الجيش والأمن ..
3- علاقة الإنسان مع الموت ستبنى وفق مفاهيم عقلانية او “روحانية” غير دوغمائية، حيث فيروس كورونا استطاع أن يحدث ثورة أعادت الدين إلى مكانه/بيته الطبيعي الذي هو المجال الخاص.
4- العلاقات الاجتماعية ستتغير مع عودة روابط التضامن و التعايش بين الناس.
5- الحجر الصحي سيقرب المواطن”الحر” من العالم السجني ومحرومي الحرية و سيعطي قيمة أكثر للحريات الدنيا الأساسية les libertés fondamentales.
في كل الأحوال عالم ما بعد كورونا ليس كسابقه!
Très bien