خرج مساء اليوم، الخميس 29 دجنبر 2016، عدد من المناضلين بمعية ساكنة مدينة ميضار ونواحيها، في وقفة احتجاجية وسط المدينة، أعلنوا من خلالها تضامنهم مع الحراك الشعبي بكل من الناضور والحسيمة، كما نددوا بما أسموه سياسة “البلطجة” التي ينهجها المخزن لمواجهة الاحتجاجات السلمية بالريف، قبل أن يتم مهاجمتهم من قبل “بلطجي” مسلح، هدد المناضلين بالتصفية الجسدية، وحاول إحرق العلم الأمازيغي.
وفي تصريح للناشط الأمازيغي، أنديش إدير، قال بأن ما وقع في ميضار يعتبر استمرارية موضوعية لما حدث في الناضور “فقد تم إرسال بلطجي يتوعد المناضلين بإحراقهم بمادة “الماء القاطع”، كما حاول حرق العلم الأمازيغي والتشويش على الشكل النضالي بألفاظ نابية”، مضيفا “هذا يجعلنا نفهم أن هنالك جهات تحاول تسخير البلطجية من أجل جر المناضلين إلى منزلق العنف المادي”.
وأكد أنديش أن المناضلين الأحرار واعون تماما بهذا المعطى ويحاولون التعامل معه بنضج تنظيمي، “نعتقد أن هذه الأساليب البالية التي تعبر عن المخزن العتيق لا تأتي أكلها اليوم في ظل مستوى الوعي الذي تعبر عليه الذوات”، وأضاف “النظام السياسي المغربي مُطالب بالإستجابة الفورية للمطالب و الإبتعاد عن هذه المقاربات البئيسة”.
وفي حديثه لأمضال بريس، يروي الناشط الأمازيغي، إبراهيم ملول، تفاصيل ما وقع، إذ قبل بداية الشكل النضالي، يقول “لاحظنا سيارة الدرك الملكي تطوف بالمكان ذهابا فإيابا وأعوان السلطة يجوبون مكان الشكل النضالي بشكل مستفز، لكن مباشرة مع انطلاق الفعل الاحتجاجي غاب الدرك الملكي وأعوان السلطة”. مسترسلا “وبينما يشرع أحد المناضلين في شرح أهداف الشكل الاحتجاجي حضر أحد البلاطجة في سيناريو مشابه لسيناريو الناظور مدججا بالسلاح الأبيض ومتحاملا في نفس الوقت عن المناضلين ممنيا نفسه في جر أحدهم إلى مستنقع العنف دون أن يتحقق له ذلك نتيجة رحابة صدر المناضلين وإدراكهم للمكيدة التي زرعها المخزن”.
وأضاف ملول أنه “من غرابة الأمر أيضا أن يتم في نهاية الشكل النضالي حضور الدرك مجددا بسيارة عادية لإيهام العموم بالتدخل لكن في باطن الأمر قد يكون لهكذا تدخل أبعاد أخرى كحمايته من غضبة شعبية”.
وفي نهاية حديثه أكد ملول “أن هكذا ممارسات مشبوهة لن تغير من سلمية الحراك شيئا ولن تمنع النشطاء من الاستمرار إلى حين إنصاف روح محسن فكري ورفع كافة أنواع التهميش والحصار الممنهجين عن الريف”. مضيفا “إن هكذا مقاربات قمعية لن توقفنا عن تسطير أشكال نضالية موحدة على مستوى كل ربوع الريف باعتباره منطقة منكوبة ذات تاريخ وذاكرة مشتركة”.
كمال الوسطاني