بنكيران وحزب “العدالة والتنمية ” هما المسؤولان عن الاحتقانات والاحتجاجات والاخفاقات والتخبطات التي يعرفها المغرب

يحاول حزب “العدالة والتنمية” ودعويوه أن يستغلوا هذه الأيام موضوع نقاش لغات التدريس لاستعادة الحماس الايديولوجي والدعوي في صفوف منخرطيهم، وللتغطية وصرف النظر عن إخفاقهم السياسي والاجتماعي في تدبير الشأن العام، وحالة الاحتقان والاحباط الكبير والعام  التي أوصلوا إليها البلاد.

وبالتوقف عند الأسباب والمسببات، يتضح جليا أن عجرفة عبد الإله بنكيران وحزبه وقراراته المتسلطة وتزلفه  الوصولي، واستخفافه بذكاء المغاربة، وخصوصية وانتظارات  السياق الاجتماعي والسياسي الذي أوصله إلى رأسة الحكومة بعد 2011، هي السبب المباشر في جل الاحتقانات والاخفاقات والاحتجاجات  والتخبطات، وتعقد الأوضاع التي عرفها المغرب خلال 8 سنوات الأخيرة، والتي تأججت خلال الشهور الأخيرة بشكل كبير، ومنها:

– الحراك الاحتجاجي ومطالبه المشروعة بالريف، وكل التعقيدات التي عرفها الموضوع وما ترتب عنها من احتقان كبير واعتقالات ومحاكمات..

– تدهور الأوضاع الاجتماعية والقدرة الشرائية لشرائح واسعة من المواطنين وما نتج عنها من احتقانات في جل القطاعات والمجالات..

– حالة اليأس والاحباط الاجتماعي التي عمت كل الفئات الاجتماعية خاصة المتوسطة والفقيرة.

– احتقان كل قطاعات وأسلاك الوظيفة العمومية وتدهور أوضاع الموظفين بشكل ودرجة غير مسبوقة، وتعميم الاحتجاجات والإضرابات: التربية الوطنية، التعليم العالي، الصحة ، الجماعات المحلية، العدل…

– يث اليأس والاحباط في صفوف المجتمع المدني الأمازيغي بتعطيل مقتضيات الدستور خاصة فيما يرتبط بتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية وإحداث المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، والاستهتار بمسار المصالحة  والانتظارات الملحة للفاعلين في الشأن اللغوي والثقافي الوطني.

– احتقار قطاع التعليم ورجاله ونسائه، والتبجح بذلك للرأي العام – ياك ربيتهوم- والاعتقاد بأن الاقتطاع من أجور المضربين سيمكن من السطو على حقوق الموظفين وتخويفهم واسكات اصواتهم، وهذا من أهم العوامل التي راكمت الاحتقان وأججت السخط وسوء الثقة في المستقبل في القطاع الأكثر أهمية واستراتيجية في حسم مستقبل الدول والشعوب، وبلغة الأرقام في قطاع يضم أكثر من 300 ألف موظف ويهم بشكل مباشر وحيوي ويومي حياة أكثر من 9 مليون تلميذ وطالب، ومن خلالهم عامة الأسر والشعب المغربي.

– تهديد وضعية التجار الصغار والمقاولات الصغيرة والتضييق عليها، مما اضطرها للخروج عن صمتها وتحملها والالتحاق بالحركات الاحتجاجية.

– احتجاجات ساكنة مناطق سوس وتدمرها من قوانين المراعي وتحديد الملك الغابوي ونزع الأراضي والرعي الجائر، وحرمانها من الاستفادة العادية من المجال والثروات الطبيعية، مما اضطرها لتنظيم احتجاجات كبرى وطنية وجهوية ومحلية للتنديد بما لحقها من أضرار وتهديد لوجودها وانتمائها الترابي واستقرارها.

هناك إجماع الكل أو الجل اليوم في المغرب بشكل غير مسبوق على أن لا شيء على ما يرام، وبأن أوضاع البلاد  والمواطنين تأزمت على جل الأصعدة،  فهنيئا لحزب “العدالة والتنمية ” ولعبد الإله بنكيران وسعد الدين العثماني على انجازهم، أو بالأحرى إخفاقهم   “الوطني” الكبير!

رشيد الحاحي

شاهد أيضاً

«مهند القاطع» عروبة الأمازيغ / الكُرد… قدر أم خيار ؟!

يتسائل مهند القاطع، ثم يجيب على نفسه في مكان أخر ( الهوية لأي شعب ليست …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *