قام وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى، الجمعة ببوسكورة، بزيارة مؤسسة “مدارس.كم” (Medersat.com)، النموذجية في تعليم اللغة الأمازيغية بالمغرب، وهي مدرسة تابعة لشبكة مؤسسة البنك المغربي للتجارة الخارجية للتربية والبيئة (BMCE Bank).
وبهذه المناسبة، قام الوزير، بحضور رئيسة مؤسسة BMCE Bank السيدة ليلى مزيان بنجلون، بزيارة لمختلف قاعات المدرسة، خاصة القاعة متعددة الوسائط، وقاعات الروبوتيك وتعليم اللغات العربية والفرنسية والأمازيغية والماندرين.
وفي تصريح للصحافة على هامش هذه الزيارة، أكد بنموسى أن هذه الشبكة تتميز عن غيرها من المؤسسات بالأهمية التي توليها لتعليم اللغات، خاصة الأمازيغية، مشيرا إلى أن هذه المدرسة، ورغم وجودها في منطقة غير ناطقة بالأمازيغية، إلا أنها تقدم عملا نموذجيا في تلقين الأمازيغية، ابتداء من مرحلة ما قبل التمدرس إلى السادس ابتدائي.
وأبرز الوزير أن الأمازيغية تدرس كلغة منطوقة ومكتوبة بتواز مع إتقان اللغتين العربية والفرنسية، معتبرا أنها تجربة بالغة الأهمية بالنسبة لمنظومة التعليم بأكملها في المغرب، وهي التجربة التي تبين أنه من الممكن إحداث دينامية فعالة عند استيفاء الشروط الضرورية لذلك.
وأضاف، في هذا الصدد، أن تلك الشروط مرتبطة بتكوين المعلمين، وبالجانب التربوي، خاصة ما يتعلق بمواكبة الطفل الذي يشكل مركز اهتمام المدرسة، وصلب انشغالاتها.
وبمناسبة هذه الزيارة، تم تقديم عرض للوزير حول نموذج شبكة Medersat.com وطريقة إدارتها، والجوانب التربوي والتعليمي، والتقنيات الجديدة المدمجة في مدارس الشبكة، وخصوصيات شبكة Medersat.com في مجال تدريس الأمازيغية.
وفي هذا الصدد، أكد عدد من المتدخلين على أن الأمر يتعلق بشبكة اختارت التعددية اللغوية المبكرة (الأمازيغية والعربية والفرنسية)، وذلك بفضل المعلمين المؤهلين الذين خضعوا لاختيار دقيق وتقييم صارم لأدائهم، والذين استفادوا من التأهيل والتكوين والتحفيز.
وأشاروا إلى أن التلاميذ، بهذه الشبكة، يتابعون دراستهم في ظروف جيدة بفضل استخدام التقنيات الجديدة (لوحة تفاعلية TIB وRobotics وقاعة متعددة الوسائط والولوج إلى الإنترنت)، مضيفين أن نمط حكامة الشبكة يتسم بالمرونة، ويستند إلى نظام معلومات يمكن من الإشراف عن قرب، فضلا عن إدارة تشاركية، مشيرين إلى أن الأمر يتعلق بشبكة مدارس مواطنة منفتحة على محيطها.
وفي ما يتعلق بتدريس اللغة الأمازيغية، أوضح المتدخلون أن الشبكة تعد نموذجا في هذا المجال بفضل تبنيها لرؤية مبتكرة وممارسة رائدة، باعتبار أن هذه المؤسسة هي الفاعل التاريخي في مجال تدريس الأمازيغية في المغرب منذ سنة 2001، مشيرين إلى أن المؤسسة قد بادرت إلى توفير المعدات البيداغوجية والوسائل الديداكتيكية لتدريس اللغة الأمازيغية في المغرب لمستويي التعليم الابتدائي وما قبل التمدرس.
كما أنها تعد أول من قام بتكوين معلمين لتلقين اللغة الأمازيغية، وقامت بإدخال الأمازيغية في مرحلة ما قبل التمدرس، وإعداد حقائب بيداغوجية لمستوى الروض المتوسط والروض الكبير، مع إعطاء مكانة مهمة لتقييم إنجازات التلاميذ.
ومن جهته، ذكر مستشار المؤسسة، السيد عبد السلام زروال، بأن هذا المشروع، الذي انطلق سنة 2000، كان يروم في البداية دعم وزارة التربية الوطنية في مجال تعميم التعليم الأولي، مشيرا إلى أنه بعد أن قطع هذا المشروع 20 سنة، تتوجه الشبكة حاليا نحو مدرسة الجودة، خاصة بالنسبة للمدارس التي تقع في مناطق قروية، مما سيشجع على تمدرس الفتيات، وإدخال التعددية اللغوية ابتداء من مرحلة ما قبل التمدرس، وكذا إدماج تقنيات جديدة في النظام التربوي.
وتضم شبكة “مدارس.كم”، 63 مدرسة بالمغرب و6 مدارس بإفريقيا، وتتوفر على 136 قاعدة للتعليم الأولي، كمساهمة من المؤسسة في البرنامج الوطني لتعميم التعليم الأولي دعما للوزارة.
ويبلغ عدد التلاميذ المستفيدين من خدمات هذه الشبكة 31 ألف و522 تلميذا، 50 في المائة منهم إناث، بينما يبلغ عدد الأطر التربوية بهذه الشبكة من معلمين ومربيات 578 إطارا، 46 في المائة منهم معلمات.
أما عدد الحاصلين على شهادة البكالوريا بشبكة Medersat.com، منذ أول فوج سنة 2012، فيصل إلى 2516، منهم 63 في المائة من الإناث، في حين أن عدد المدارس التي تحمل علامة “eco.school” يبلغ 34 مدرسة.