أسدلت الحركة الثقافية الأمازيغية موقع “بوجمعة هباز” بورزازات الستار على أيامها الثقافية التنويرية التي نظمتها أيام 03-04-05-06 أبريل الجاري، بالكلية متعددة التخصصات، تحت شعار “إيمازيغن: تقييم التراكم النضالي، سؤال الثروة وترسيخ قيم الديمقراطية والسلمية.. مدخل أساسي لتوسيع بؤر الاحتجاج، تقوية المشروع المجتمعي وفضح السياسات المخزنية”.
ونظم المكون الطلابي الأمازيغي على مدى أربعة أيام، مجموعة من الأنشطة الثقافية، عبارة عن دردشات و حلقيات مركزية، إضافة إلى مسابقة ثقافية، وقراءة في كتاب…، مبرزا في بيانه الختامي أنه من ” البديهي أن يبرز شعار دورة “الشهيد بوجمعة هباز” في مبدأ الأمر حين نحاول النظر فيما يعيشه الشعب الأمازيغي اليوم ( الاعتقال/الاغتيال السياسي، استمرار نهب الثروات، نزع الأراضي، أزمة النسق التعليمي…)”.
وأشار الطلبة الأمازيغ إلى أن ” التفكير والنقاش وتدقيق الإشكاليات والأطروحات الخاصة بالزمن الراهن يستدعي من الحركة الثقافية الأمازيغية وانضباطا لمهمتها ومسؤوليتها التاريخية، أن تقوم بتقديم النقد الذاتي والتسلح بالنقد التاريخي لاستخلاص ما هو ذاتي، إيديولوجي، سياسي واجتماعي…خصوصا وان النظام المخزني مازال يعمل جاهدا على ﺇﻋﺎﺩﺓ تكريس ﻧﻔﺲ ﻧﻤﻂ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، بالاعتماد على إيديولوجية محكمة التوظيف من ماكنات الاستبداد، التسلط والخنوع”. حسب تعبيرهم
واسترسل ذات البيان الختامي للأيام التنويرية للطلبة الأمازيغ “رغم رياح التغيير، نمو وتكاثر فلسفة الفعل الاحتجاجي، وتزايد الوعي بالأمازيغية في شتى أبعادها لم يمنعنا من طرح إشكالية الفعل والتغيير المرتبطة بالنخبة الأمازيغية القادرة على التأمل والتفكير، القادرة على تقييم تراكمات الماضي المريرة، وتحليل بؤس الواقع الحالي، أي الفئة التي بوسعها صنع التاريخ الإنساني، رسم ملامح التغيير الاجتماعي، وممارسة دورها التاريخي الذي يتجلى أساسا في الوقوف عند مكامن الخلل، تضميد الجراح، زحزحة الشلل والركود الذي يعاني منه النضال الأمازيغي بسبب الأزمة التنظيمية”.
ودع المكون الأمازيغي إلى ” الجلوس والنقاش، قصد تجاوز الصورة النمطية للأمازيغية، وصياغة أرضية توافقية مشتركة رغم اختلاف الرؤى وتعددها، لأنه أي تفكيك بسيط لبنية المجتمع (المغربي) سيتضح للمتقصي أن الصراع قائم بين نفس أفراد يتقاسمون ويلات الواقع الاجتماعي، السياسي، الاقتصادي… فأي تقييم للتراكم النضالي دون موضوعية الرؤية والهدف!! خصوصا بعد المنعطف التاريخي الذي يتمثل في الاغتيال السياسي الذي طال مناضل الحركة الثقافية الأمازيغية “إزم”.”
وزاد المصدر ذاته:”أمام واقع استمرار السلطة بعقلية التهجير والترحال في تعاطيها مع المجال بمقتضى الظهائر واستنزافها للخيرات الطبيعية، سيتبلور لدى الحركات الاحتجاجية بالمغرب، حركة على درب 96 أطوال اعتصام في التاريخ الاجتماعي للمغرب المعاصر (إميضر) الذي يعتبر من أغنى المناجم في شمال إفريقيا، الحراك الاجتماعي بالريف، الحراك المعدني بجرادة…” سؤال تاريخي كاستفهام استنكاري يفرض نفسه على الشكل التالي : أين الثروة ؟؟. وهذا الطرح يعين في بدايات الفهم والتحليل، لكن فور الانتقال إلى التأويل تتضح صعوبة الإحاطة الممكنة والنقد المقبول لبناء النظرية الصلبة حول استمرار نهب الثروات وفي المقابل مطالبة هذه الحركات بالتوزيع العادل للثروات، العدالة المجالية…”.
وأضاف ذات البيان الذي أصدرته “الإمسيا” بورزازات، أنه “في ظل هذا الغليان الاحتجاجي الذي يعيشه المشهد السياسي يتوخى الأمر الوقوف عندما مقاربة السلطة للفعل الاحتجاجي، فالمتأمل في كرنولوجية أحداث الحراك الاحتجاجي بالريف منذ اغتيال محسن فكري سيتضح له أن الأنساق الذهنية للنظام المخزني مبنية على مقاربة ثنائية (احتوائية/قمعية) سعيا منه الدائم لإخضاع المجال والتعامل معه كبؤرة تفجر التوتر، لهذا لا يتوارى أبدا في نخر النسيج الاجتماعي، وكسر رابطة المواطنة بين أبناء الشعب الأمازيغي، و خلق صراعات ونزاعات عبر رموزه وآلياته الخفية والظاهرة. لذا من الضرورة تكثيف الجهود من أجل بلورة أعمال تبرز الرهان الذي تتضمنه الأصوات الحرة المنادية بالتغيير وتوسيع بؤر الاحتجاج”. على حد قوله
وأكدت الحركة الثقافية الأمازيغية باعتبارها “تتطلع للتغيير والحداثة وذلك بغرس قيم تموزغا والقيم التي راكمتها الإنسانية في المجتمع، وذلك لطبيعة مشروعها التنويري الثقافي وبعدها السياسي بخطابها الديمقراطي النسبي ألتعددي الحداثي السلمي… وكحركة اجتماعية انبثقت من رحم المجتمع الأمازيغي”، على “ضرورة الانكباب والتفرع الأخذ بالإشكالات التاريخية والاجتماعية والاقتصادية.. والبحث لها عن الحلول في إطار المشروع المجتمعي الأمازيغي المتكامل الذي تناضل من أجله وتسعى لتحقيقه”، مشيرة إلى أن “فشل الإيديولوجيات والمشاريع الخطابية اليسارية من القوميين البعثيين الاشتراكيين وكذا المشاريع الحركات الإسلاموية في بلاد مراكش وشمال أفريقيا عامة لا خير دليل على أن مشاريعها الإيديولوجية غير منبثقة من عمق حضاري وتاريخي وثقافي وهوياتي بل هي خطابات مستوردة ذات أبعاد استلابية للذات الأمازيغية”. يورد ذات المصدر
وجدّدت ” MCA ” تحمل مسؤولية ﺍﻏﺘﻴﺎﻝ ﺍﻟﺸﻬيد “عمر ﺧﺎﻟﻖ” لمن وصفته بـ”النظام المخزني”، مشيرة إلى ضرورة إﻃﻼﻕ ﺳﺮﺍﺡ ﻣﻌﺘﻘﻠﻲ الحراك ﻭﻛﺎﻓﺔ ﻣﻌﺘﻘﻠﻲ اﻻنتفاضات ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﻗﻴﺪ ﺃﻭ ﺷﺮﻁ”، وكذا على “ضرورة الإسهام الجدي والمسؤول في الانتفاضات والاحتجاجات الشعبية المنادية بالكرامة والعدالة الاجتماعية”، معبرة عبر ذات البيان عن تضامنها مع عائلات ﺍﻟﺸﻬﺪﺍء ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ السياسيين وكافة الانتفاضات الشعبية ومعتقليها”.
العالم الأمازيغي / منتصر إثري