أكد التجمع العالمي الأمازيغي دعمه القوي للخطوة الهامة التي اتخذها أمازيغ ليبيا خلال اللقاء الذي ضم المجالس البلدية الأمازيغية، والمجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا، والمؤسسات المدنية والنشطاء الحقوقيين، يوم أمس الخميس 28 يناير 2021/2971، بمدينة جادو، والرامية إلى إقامة إقليم أمازيغي كإقليم رابع بالبلاد إسوة بالأقاليم الثلاثة الأخرى ”برقة، فزان، وطرابلس”.
ووصف التجمع العالمي الأمازيغي في بيان له، الخطوة ب”الهامة في مسار رد الاعتبار للحقوق الأمازيغية في إطار الدولة الفيدرالية الموحدة والقوية بمؤسسات ديمقراطية”، وهذا ما “لبث التجمع العالمي الأمازيغي يطالب به في إطار “ميثاق تامزغا” من أجل كونفدرالية ديمقراطية، واجتماعية عابرة للحدود، مبنية على الحق في الحكم الذاتي للجهات، في مختلف بلدان شمال إفريقيا، وهو المشروع الذي اعتمده التجمع العالمي الأمازيغي في الجمع العام بتيزنيت يوم 15 ديسمبر 2013″.
في ما يلي نص البيان كاملا:
بيان التجمع العالمي الأمازيغي بخصوص الأحداث القائمة في ليبيا وما يتعلق بالحقوق الأمازيغية
يتابع التجمع العالمي الأمازيغي، باستمرار، الأحداث الجارية في ليبيا، خصوصا ما يتعلق منها بالإقصاء المستمر للأمازيغ من المفاوضات الدولية التي تسعى لإنهاء الصراع الليبي/الليبي، سواء في ملتقى تونس أو جلسات المفاوضات في المغرب أو في جنيف أو غيرها من الدول التي ترعى الحوار الليبي، وكان آخرها الاجتماع المنعقد بالقاهرة والمُتعلق بمسودة الدستور الليبي الجديد، وهي المسودة التي رفضها الأمازيغ وباقي مكونات الشعب الليبي بسبب افتقارها لمواد تخص الحفاظ على الهوية والخصوصية الليبية وارتباطها بمحيطها المغاربي، وافتقارها لبنود تحفظ للأمازيغ الذين ساهموا بقوة في ثورة فبراير التي خلصت ليبيا من عقود الاستبداد والديكتاتورية، حقوقهم الثقافية واللغوية والسياسية والاجتماعية..
كما يتابع التجمع مختلف الردود الدولية إزاء ما يجري في ليبيا، والتدخلات الأجنبية التي زادت من تعقيد الأمور وجر الدولة إلى مزيد من الفوضى والخراب وتشتيت اللحمة الوطنية والوحدة الليبية/ الليبية، من خلال تدريب وتمويل فصائل مسلحة و”مرتزقة” متدربة، استقطبتهم الأطراف المعنية بالصراع المسلح، سواء منها المحلية أو الدولية، إلى داخل الأراضي الليبية بغية فرض الأمر الواقع على الشعب الليبي، وهذا ما أشارت إليه الأمم المتحدة في أكثر من مرة، وحذرت من وجود أزيد من عشرين ألف “مرتزق” في ليبيا، وهذا في حد ذاته يقوض كل المبادرات الدولية.
وفي هذا الصدد يرحب التجمع العالمي الأمازيغي بالجهود التي تبذلها؛ كل من مؤسسات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمغرب وغيرها من الدول التي تسعى لإيجاد حلول سياسية توافقية وسلمية، تضمن الاستقرار واحترام السيادة والاستقلال ووحدة أراضي ليبيا. لكننا في نفس الوقت نشعر بخيبة أمل كبيرة إزاء استمرار إقصاء الأمازيغ والأمازيغية من المفاوضات السياسية ومن مسودة الدستور المقترحة ومن المناصب السيادية التي يتفاوض حولها الأطراف الليبية.
ونذكر الأطراف المعنية بإيجاد الحل للأزمة الليبية، وبأن إقصاء الأمازيغ والتبو وباقي مكونات الشعب الليبي لن يأتي بالحل، أبدا، ولن يكون هناك دستور معترف به من طرف كل الليبيين ما لم يتضمن الاعتراف بالتعددية اللغوية والثقافية وباللغة الأمازيغية لغة رسمية في الدستور، واعتماد نظام سياسي فيدرالي يضمن لكل مكونات الشعب الليبي الحق في تسيير أمورهم وفق خصوصيتهم المحلية في إطار ليبيا قوية موحدة تضمن الحقوق لكل أبنائها.
وإذ يُجدد التجمع العالمي الامازيغي ـ مجددا ـ مطالبته الدول الأجنبية والأطراف المختلفة بوقف التدخل في الشؤون الداخلية لدولة ليبيا واحترام شؤونها الداخلية وفق القوانين والمواثيق الدولية، ووقف تدفق ونقل الأسلحة والمرتزقة والإرهابيين إلى ليبيا وتمويلهم من أجل تخريبها وتخريب مقوماتها ومنشأتها، وإذكاء مزيد من الصراع والاقتتال الداخلي بين الأشقاء، كما يؤكد من جديد على أن الحل الليبي في يد الليبيين بعيداً عن أي تدخل وتأثير أجنبي.
ويشيد التجمع العالمي الأمازيغي في هذا السياق بالموقف الحازم والرزين للإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة الرئيس المنتخب جو بايدن، والتي طالبت كل من “تركيا وروسيا والإمارات والأطراف الخارجية كلّها، بالشروع فوراً في سحب قواتها من ليبيا، بما يشمل القوات العسكرية والمرتزقة، مع احترام السيادة الليبية وإنهاء جميع التدخلات العسكرية فيها فوراً..”.
كما يعبر عن ارتياحه لموافقة مجلس الأمن الدولي على تعيين الدبلوماسي السلوفاكي يان كوبيش مبعوثا للأمم المتحدة إلى ليبيا (وقد سبق للتجمع العالمي الامازيغي أن راسل الأمين العام للأمم المتحدة في هذا السياق) وذلك بعد نحو عام من استقالة المبعوث السابق غسان سلامة، وكلنا أمل أن يتخذ المبعوث الجديد لانطونيو غوتيريش إجراءات وتدابير فورية لوضع حد للتمييز العنصري والإقصاء الممنهج والمستمر ضد الأمازيغ وباقي مكونات الشعب الليبي.
وفي الختام، يدعم التجمع العالمي الأمازيغي بقوة الخطوة الهامة التي اتخذها أمازيغ ليبيا خلال اللقاء الذي ضم المجالس البلدية الأمازيغية، والمجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا، والمؤسسات المدنية والنشطاء الحقوقيين، يوم أمس الخميس 28 يناير 2021/2971، والرامية إلى إقامة إقليم أمازيغي كإقليم رابع بالبلاد إسوة بالأقاليم الثلاثة الأخرى ”برقة، فزان، وطرابلس”.
ويؤكد أنها خطوة هامة في مسار رد الاعتبار للحقوق الأمازيغية في إطار الدولة الفيدرالية الموحدة والقوية بمؤسسات ديمقراطية، وهذا ما لبث التجمع العالمي الأمازيغي يطالب به في إطار “ميثاق تامزغا” من أجل كونفدرالية ديمقراطية، واجتماعية عابرة للحدود، مبنية على الحق في الحكم الذاتي للجهات، في مختلف بلدان شمال إفريقيا، وهو المشروع الذي اعتمده التجمع العالمي الأمازيغي في الجمع العام بتيزنيت يوم 15 ديسمبر 2013.
رشيد الراخا
رئيس التجمع العالمي الامازيغي