بيان مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة حول كارثة الحرائق بغابات مديونة والسلوقية …

طنجة في: الأحد 02 يوليوز 2017

تتواصل منذ ثلاثة أيام حرائق مهولة بمناطق غابوية متفرقة على مستوى مديونة والسلوقية والغابات المجاورة.

وقد تتبع المرصد عن قرب و بشكل مستمر طيلة الأيام الماضية ظروف وتطورات الحريق ، حيث سجل خلال اللحظات الأولى استصغار السلطات للحريق في بدايته و عدم ايلائه الأهمية المطلوبة، إذ كان من الممكن محاصرته و القضاء عليه في الساعات الأولى من مساء الجمعة أو خلال صبيحة يوم السبت، خاصة أن الغابة قريبة من المصادر اللوجيستيكية للإطفاء، لكن مع توالي الساعات وتمدد المساحات التي شملتها النيران لوحظ غياب المواكبة الكافية و الاكتفاء بالامكانيات المحلية المحدودة و الضعيفة، مع منع المواطنين من تقديم المساعدة التطوعية.

إن فداحة هذه الحرائق و تعدد مواقعها تطرح علامات استفهام كبرى، و المرصد يتطلع إلى نتائج التحقيق الذي باشرته السلطات حول الموضوع.، و في انتظار ذلك، يسجل المرصد بأسف كبير عدم مسارعة الهيئات المنتخبة و ولاية طنجة و مندوبية المياه و الغابات إلى الخروج بمواقف رسمية حازمة و واضحة و قاطعة عبر اتخاذ ما يناسب من إجراءات لوقف النيران و المبادرة إلى طمأنة الساكنة حول مستقبل هذه الغابة.

بناء على ماسبق فإن المرصد يسجل ما يلي:

– تقديره الكبير للمجهودات الجبارة للفرق الميدانية التي تعمل على امتداد ساعات الليل و النهار و تسابق الزمن في ظروف جوية صعبة و قلة الوسائل المادية.
– استياءه الكبير من تعاطي الإدارات العمومية من ولاية و مندوبية المياه والغابات و محاربة التصحر و الوقاية المدنية مع هذه الكارثة و التي لم تعرها الاهتمام الكبير في لحظاتها الأولى و عدم مواكبة الحريق بما يلزم من اجراءات. كما يستهجن صمتها المطبق و رفضها تقديم المعلومات الضرورية بهذا الخصوص.
– يدعو المجالس المنتخبة من مقاطعة طنجة المدينة و المجلس الجماعي لطنجة و مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة كل في مجال اختصاصه إلى تحمل مسؤوليته الكاملة في هذا الخصوص.
– تجديد الطلب الذي تقدم به المرصد في مذكرته بخصوص مشروع تصميم التهيئة الحالي و ذلك بالتنصيص على منطقة مديونة و السلوقية و الرميلات كمنطقة خضراء و محمية طبيعية.
– المطالبة بالتزام واضح و معلن بضرورة إعادة التشجير الشامل للمنطقة المنكوبة في أقرب الآجال مع ضرورة نزع الملكية من الخواص و تحفيظ الغابة كملك للدولة المغربية.
– ضرورة الإسراع بإخراج المخطط الجهوي للمناخ و تضمين جزء منه لتناول مسألة حماية الغابات من الحرائق ضمن وسائل التكيف و الملائمة.

لقد كانت الغابات الحضرية للمدينة على امتداد سنوات طويلة مجالا مستباحا لوحوش العقار ولوبياتها الوسيطة، والتي لا تزال إلى اليوم تتربص بما تبقى من هذا المجال الغابوي، و نتذكر في هذا الصدد ملف غابة السلوقية سنة 2012 والتي كانت قاب قوسين من القطع و التدمير لولا تصدي أبناء طنجة مؤسسات و ساكنة لتلك الهجمة العدوانية التي تراجعت إلى حين.

فعبر تقاريره السنوية المتعاقبة لسنوات 2012 و 2013 و 2014 و 2015 و 2016 و من خلال جميع الندوات والأيام الدراسية و الموائد المستديرة أكد المرصد باستمرار على المخاطر المحدقة بالملك الغابوي للمدينة، فبالإضافة إلى مشكل القطع العشوائي الجائر و رمي الردمة و السكن العشوائي و “المرخص” وسط الغابة تظل الحرائق من أعوص الإشكالات التي تواجه غابات المدينة.

في هذا الصدد يعبر المرصد عن تخوفه من أن تكون الحرائق الجارية هو فصل جديد من فصول الإجهاز على غابات المدينة.

إن المرصد و هو يثمن دور و يقظة أبناء طنجة و إجماعهم ساكنة و مجتمع مدني و صحافة على حماية ما تبقى من غابات المدينة. يتطلع إلى إطلاق مبادرة ميدانية بتعاون بين جميع المؤسسات والفعاليات بالمدينة لتشجير المنطقة كتدليل على إرادة أبناء المدينة و تشبثهم بغابتها و ذلك وفاء لتعاقد مبدئي يجعل من ” غابات طنجة خط أحمر”

المكتب التنفيذي
لمرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة

شاهد أيضاً

أكادير تحتضن الملتقى الأول لتجار المواد الغذائية

تحتضن مدينة أكادير من 24 الى 26 يوليوز الجاري الملتقى الأول لجمعية تمونت لتجار المواد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *