كان جمهور الناظور على موعد مع العرض المسرحي “بُوتْرَاخِي” لفرقة الريف للمسرح الأمازيغي بالحسيمة، مساء يوم الإثنين 17 أكتوبر 2022 بالمركب الثقافي بالناظور على الساعة السابعة مساء، حيث يأتي هذا العرض المسرحي في إطار برنامج دعم المشاريع الثقافية والفنية، لوزارة الشباب والثقافة والتواصل- قطاع الثقافة- مجال دعم إنتاج وترويج الأعمال المسرحية برسم الدورة الأولى لسنة 2022.
لقد عرفت المسرحية الأمازيغية “بُوتْرَاخِي” تجاوبا جماهيريا وإنصاتا ومتابعة دقيقة لأطوارها من قبل الجمهور، وخلف هذا العمل المسرحي انطباعا جميلا وأشاد به كل من تتبع العرض المسرحي، وتحية لرواد الخشبة ولكل من ساهم في انجاح هذا العمل الابداعي ولفرقة الريف للمسرح الأمازيغي بالحسيمة برئاسة الأستاذ لعزيز إبراهيمي.

والملاحظ كذلك أن المسرحية مقسمة إلى ثلاثة أجراء، أولها عبارة عن أغنية تمهيدية من كنس الشوارع الذين يغنون عن حياتهم ووظائفهم. والجزء الثاني، إذا صح التعبير، هو عبارة عن مناقشة فلسفية بين الكناس 1 والكناس 2 حيث يظهر الفرق جليا بين الإثنين عند مقارعة الأفكار، حيث يواجه الكناس رقم 1 تحديات فكرية ولغوية بعض الشيء عند مقارنته بالكناس رقم 2 الذي يتميز بذكائه وفكره الفلسفي وقدرته على إقناع الآخرين بمفهومه ونظرته للعالم.
ومن خلال تطور النقاش بينهم وبعد تفكير جدي وعميق من طرف الكناس 1 أصبح لديه اعتقادا راسخا أنه ليس مجرد جامع قمامة بسيط ومتواضع، ولكن ربما قد تكون مكانته أكبر من ذلك بكثير. وينتهي المشهد بوصول امرأة من المحتمل أن تكون هاربة من الشرطة وتحتاج إلى مساعدتهم لإخراجها من مأزقها.

مسرحية “بُوتْرَاخِي” من إنتاج فرقة الريف للمسرح الأمازيغي بالحسيمة، عن نص “أحدهما عار والآخر بثياب السهرة” للكاتب الإيطالي “داريوفو”، اقتباس وترجمة النص: لعزيز إبراهيمي، سينوغرافيا وإخراج: يوسف العرقوبي. تشخيص: محمد بنسعيد، طارق الصالحي، نوميديا، حدوش بوتزكونت، سليم بوعثمان. التأليف الموسيقي: عبد العزيز البقالي، غناء: إيمان أومغار، تنفيذ السينوغرافيا: عبد السلام فزاكة، تصميم الملصق والإنارة: كريم أوعمو، مساعد تقني الإنارة: عمر الموساوي، التواصل والعلاقات العامة: نبيل بلحاج، مدير الفرقة: لعزيز إبراهيمي.
وبالمناسبة فإن الطاقم الفني والتقني والإداري لفرقة الريف للمسرح الأمازيغي بالحسيمة، بعد تقديم العرض المسرحي “بُوتْرَاخِي” بقاعة عروض المركب الثقافي الناظور، يتقدم بجزيل الشكر إلى المصور الفني محمد العبوسي وكذلك مدير المركب الثقافي الناظور السيد مصطفى قالو لمجهوداته القيمة ودعمه الدائم للمسرح الأمازيغي، وإلى جميع الأطر الساهرة على تسيير إدارة المركب الثقافي الناظور.
وفي الختام يمكن القول بأن فرقة الريف للمسرح الأمازيغي بالحسيمة استطاعت أن تحمل مشعل المسرح الأمازيغي وتعيد له بريقه وتألقه، وتؤسس لفعل مسرحي أمازيغي جاد، باحثة عن الاحترافية في العمل والتنوع في الأداء والجودة في المواضيع، وأن ترتحل بعروضها نحو أصقاع وتُخوم مختلفة، لتوصل الفرجة لكل عاشقيها، وما المسرح في نهاية المطاف إلا التقاء الناس بالناس.
جريدة العالم الأمازيغي صوت الإنسان الحر
