نظمت جمعية سلا المستقبل وهيئات حقوقية ومدنية، مساء السب 03 مارس الجاري، حفل تأبين بالرباط، للراحل الأستاذ والمحامي محمد طارق السباعي، رئيس الهيأة الوطنية لحماية المال العام بالمغرب، الذي وافته المنية يوم الخميس 18 يناير الماضي، بعد صراع مرير مع المرض.
وعرف اللقاء التأبيني الذي حضرته عائلة الفقيد وأصدقائه من محامين وهيئات حقوقية ومدنية، عرض شريط توثيقي لحياة الراحل طارق السباعي المعروف بدفاعه المستميت عن حقوق الإنسان، ومحاربته لنهب المال بالمغرب، تطرق إلى مختلف العطاءات المدنية والحقوقية التي ميّزة حياة الراحل طوال مساره النضالي والحقوقي الطويل.
قبل أن يتناول الكلمة كل من الشقيق الأكبر للراحل الأستاذ إدريس السباعي، الهيئة الوطنية لحماية المال العام بالمغرب، تلتها كلمة نجلة الراحل الأستاذة سحر طارق السباعي وكلمة نقيب هيئة المحامين، إضافة إلى كلمة النقيب السابق لهيئة المحامين بالرباط ، والإتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان، وكذا كلمة عدد من التنظيمات وأصدقاء الراحل، كالقاضي السابق محمد الهيني، ورشيد الراخا، رئيس التجمع العالمي الأمازيغي. اللقاء، عرف مشاركة عدد من النقباء السابقين لهيئة المحامين بالرباط، والمحامين و رؤساء الجمعيات والمنظمات الحقوقية و النقابية وكذا أعضاء وعضوات جمعية سلا المستقبل والهيئة الوطنية لحماية المال العام بالمغرب التي أسهم الراحل في تأسيسهما.
وذكر الأستاذ عبد الرحيم زنيبر الذي تعذر عليه الحضور، أن أخير “معركة خاضها المرحوم ضد الفساد هي معركة نفايات إيطاليا، وقد و ضع كامل تقله و قوته في هذه المعركة لأنه كان يقول لي بالحرف الواحد، هذا خط أحمر لا يمكن تجاوزه مهما كلف الثمن”.
وأشار زنيبر إلى أن الدولة اقتنعت بعد معركته بـ”خطورة النفايات الإيطالية وألغت جميع الصفقات المتعلقة بها. لقد كان انتصارا كبيرا يحسب للمرحوم، و إن بإنقاذه حياة مئات الآلاف من ساكنة عبدة و دكالة و حسب ما وعد به الله فإنه کأنما أحيا الناس جميعا و الله لا يخلف الميعاد”. على حد قوله
بدوره، أشاد الأستاذ رشيد الراخا بالدور الهام الذي لعبه المحامي الراحل في دفاعه عن معتقلي تيليلى بكلميمة أوساط التسعينيات، مشيرا إلى المرحوم محمد طارق السباعي، يُعتبر من الأصدقاء الأوفياء للنضال الأمازيغي وكان دائما بجانب الأمازيغ في معاركهم الحقوقية والقانونية.
كما أشار الراخا في معرض مداخلته إلى دفاع الراحل عن ضحايا سياسة نزع الأراضي وأراضي الجموع في مختلف مناطق المغرب، معتبرا أن في رحيله خسارة للنضال الحقوقي المغربي عامة والدفاع عن المستضعفين خاصة.
من جانبه، قال القاضي السابق، محمد الهيني، إن الراحل كان يقض مضجع كل ناهبي المال العام وترتعد فرائصهم بمجرد سماع اسمه، لا يخافهم ولا يهابهم، اختط لنفسه ممارسة دفاعية خاصة للترافع في مجال حماية المال العام قوامها الشجاعة الأدبية والفضح وإقامة المساطر لان هيبة المال العام وهيبة القانون أحق وأجدر”، مشيرا إلى أن “مرافعته في هذا المجال مرجعية وأصبح وأشهر من نار على علم حتى بات بيته ومكتبه قبلة لكل ضحايا المال العام”.
وأضاف الهيني أن المرحوم السباعي يعد من مفاخر مهنة المتاعب، مهنة الدفاع، كان يعشق مهنته ويعتبر نفسه جنديا يقاتل من أجل إثبات الحقيقة ورفع الظلم والدفاع عن الحقوق والحريات وصوم الأمن القضائي، رافع من أجل الوطن بشجاعة ونكران الذات وآمن اشد الإيمان بقضيته”. يورد الهيني
الرباط/ منتصر إثري