تأملات.. يوميات الحجر الصحي

ابراهيم عفيف

رمضان بدون تراويح

وتستمر سفينة التأملات في الإبحار، وهي مثقلة بالخواطر والتأملات التي تفرزها لحظات الحجر الصحي باستمرار. فمن حسنات هذه الوضعية المفروضة علينا أنها أزالت تلك القشور الخفيفة التي كانت تخفي الكثير من حقائقنا وعمق فكرنا. فكل يوم تقرأ أو تسمع عن نمط تفكيري يجعلك تتأمل وتتساءل إزاء البنيات الذهنية المنتجة له…..

تأمل اليوم سيكون حول تمثل بعضنا لرمضان، الشهر الذي أنزل فيه القرآن. من بين النقاشات التي استوقفتني في هذا السياق، التساؤل بشأن سبل إقامة صلاة التراويح في ظل الحجر الصحي، الذي تم تمديده بقرار حكومي رسمي. فبين مقترح الصلاة خلف إمام عبر وسائل الاتصال عن بعد، وبين مقترح السماح بإقامة الصلاة بأعداد محدودة…. اتضح مجددا أن تعامــــل البعض منا مع أمور الديــــن يحتاج للخضوع لنقاش جدي ومسؤول يؤطــــره أصحاب الاختصاص في الفقه ومقاصد الشرع، وذلك حتى يتم الفرز بين المهم والأهم، أو لنقل بلغة الشرع بين الفرض والسنة….

هذه مناسبة للحسم في بعض الظواهــــر الاجتماعية التي تكتسي عباءة دينية وتبرز بالخصوص في هذا الشهر المبارك….ففي الوقت الذي يكون فيه رواد المساجد، في بعض القرى وبعض الأحياء في المدن، أثناء الصلوات المفروضة معدودا على رؤوس الأصابع، تجد نفس المساجد مكتظة إلى درجة الازدحام الهستيري خلال صلوات التراويح….مع العلم أنها صلوات غير مفروضة….فهل ذلك يعكس فهما مغلوطا للمهم والأهم أم أن قدسية الشهر المعظم هي التي تساهم في إفراز هذه الظاهرة؟

فأن يتأسف بعضهم بكون رمضان هذا العام سيمر بدون تراويح هو في حد ذاته سبب للتأمل والتفكير العميق حول تمثلنا لرمضان ومقاصده الدينية والاجتماعية ….فهل بنيننا صورة مغلوطة حول رمضان والصيام في مخيالنا الاجتماعي وجب إعادة تصويبها، بتأطير من أهل الاختصاص ؟ ….أم أن الأمر لا يعدو أن يشكل استثناء لدى قلة قليلة، والاستثناء مهم لترسيخ القاعدة….

رسالة اليوم…..من الضروري جدا أن نميز بين المهم والأهــــم لنؤسس لممارسات مبنية على أسس سليمة …….وإلى رســــالة أخرى وتأمل جديد بحول الله.

سوس ماســـــة*

اقرأ أيضا

قراءة وتحليل لقرار مجلس الأمن رقم 2756 حول الصحراء المغربية

قبل أن نبدأ في التفصيل وشرح مقتضيات القرار 2756، يبقى جليا بنا أن نقف على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *