أحيت فرقة تاسوتا ن ايمال الموسيقية، الجمعة بفيلا الفنون بالرباط، حفلا فنيا مزجت فيه بين التراث الموسيقى الأمازيغي لمنطقة الجنوب الشرقي للمملكة، وإيقاعات البلوز والروك.
وعلى مدى أزيد ساعة ونصف من الزمن، استمتع جمهور الحفل الذي نظمته مؤسسة المدى – فيلا الفنون الرباط، بأداء (تاسوتا ن ايمال) التي ينحدر أعضاؤها من منطقة تنغير، متفاعلا بكثير من الإعجاب والتصفيق مع أغانيها الأمازيغية التي تعكس غنى الموروث الثقافي للمملكة، وذلك على إيقاعات آلات تجمع بين الآلات المغربية التقليدية والآلات الموسيقية العصرية.
وردد الجمهور مع أعضاء الفرقة لازمات أغاني “تيمناتين” و”ايت ما” و”يما” و”امكراز” و”تانجتيت” و”فاضمة”، وهي أعمال فنية تتغنى في المجمل بالقيم المغربية الأصيلة وتحتفي بالمرأة الأمازيغية، كما أنها تمتح من التراث المتنوع (أحيدوس، أحواش، إيزلان ن تييرزا، تيزرارين، تيمنادين، تاكناويت.. وغيرها) لمنطقة جنوب شرق الأطلس الصغير.
وقال عضو الفرقة، إسماعيل خالص، إن الفرقة “فلسفة الفرقة تقوم على إشاعة الموروث الموسيقي والغنائي الأمازيغي الذي تتميز به منطقة تنغير والذي نشأنا عليه”.
وأضاف خالص في تصريح لوكالة المغرب للأنباء بالمناسبة، أنه “نسعى لتقديم هذا التراث واستدامته ونقله للأجيال المقبلة وهو ما يوحي بها اسم مجموعتنا الذي يعني في اللغة الأمازيغية (أجيال المستقبل)”.
واعتبر المتحدث أن حضور (تاسوتا ن ايمال) إلى الرباط يشكل مناسبة لتقاسم إبداعاتنا مع جمهور العاصمة، “سيما وأن أغانينا لقيت نجاحا كبيرا، ونحن نسعد للتجاوب الكبير للجمهور مع الفن الذي نقدمه”.
وعن المشاريع المستقبلية للفرقة، قال خالص “نشتغل حاليا على ألبوم جديد يحتفي بالتراث والشعر الأمازيغيين، كما نعمل على تصوير فيديو كليب لعدد من أغانينا”.
وحسب المنظمين، فإن هذا الحفل يسعى لأن تكون مساهمة في الإشعاع الثقافي الذي تشهده مدينة الرباط التي تم إعلانها عاصمة للثقافة الإفريقية، ويتوخى تثمين الثقافة الإفريقية باعتبارها عاملا مهما لتنمية المجتمعات.
وتتكون مجموعة (تاسوتا ن ايمال) التي تأسست سنة 2008، من ستة أعضاء، هم إلى جانب اسماعيل خالص، أمزيل حسن، وأمزيل عبد السلام، وعبد العالي اليعقوبي ورضوان أورابح، وعبد الكريم أيناز.
وتهدف المجموعة إلى تناقل تاريخ وتقاليد وقيم المناطق الجبلية والرحل وسكان جنوب شرق الأطلس الصغير بالمغرب، وكذا الحفاظ على غنى تراث هذه المنطقة ونقله للأجيال المقبلة وللعالم برمته عبر الموسيقى.