لابد من الإعتراف أن الزمن تغير اما ان نتغير معه و اما ان نتحول إلى المتحف. نوستالجية 70و80 عندما كنا طلبة في كلية الآداب بالرباط و نضع قبعة تشي جيفارا على رؤوسنا اضطررنا إلى إزالتها منذ بعيد لأنها لا تنطبق على الواقع المغربي. وقررنا أن نكون مغاربة حتى النخاع. أن نستوعب، ونستلهم كل الطبقات الاركيولوجية المغربية والحضارية للمغرب، بدءا بانسان جبل ايغود إلى الآن. فوجدنا كل ما نطلب من وطننا المغرب. وجدنا فيه مقاومة عريقة ضد الغزاة بدءا من الرومان إلى الأوربيين دون استثناء الأمويين، ووجدنا فيه مفكرين كبار مثل ابن رشد وابن خلدون كمنارة إشعاعية لنا.
وجدنا فيه ثقافة روحية تتقاطع مع كل الديانات السماوية اليهودية والمسيحية والإسلامية، ووجدنا فيه أنواع الفنون قل نظيرها ووجدنا فيه عمق الوجود السيادي كدولة منذ المماليك الأمازيغية إلى الأدارسة والبورغواطيين المرابطين والموحدين إلى الآن، للمغرب عمق سيادي قليل من يعرفه، فهو أقدم دولة في البحر الأبيض المتوسط، امام هذا الوطن الضخم قررت بعد استيعابي للتجارب التاريخية لوطني أن اعتبره مركز العالم وانطلاقا منه انظر إلى بلدان أخرى في المشرق والغرب، فهو المركز على مستويات عديدة فهو اصل البشرية باكتشاف انسان ايغود ومركز إشعاع ثقافي وفكري عندما تصل إلى هذه المرتبة من الوطنية من تامغريبيت تصبح لك هوية مريحة. لا يحرجك شيء لا يحرجك عندما تسمع كل اللغات الامازيغية العربية العبرية ولن تكون ضد الأديان عندما تصل إلى درجة النرفانا ( نسبة إلى البوديا) تامغريبيت تصبح واثقا من نفسك معتزا بوطنك، مدافعا عنه قبل كل شىء، واذا لم تصل إلى تلك الدرجة فإنك غير مرتاح في هويتك وتبحث عنها في هويات أخرى.
كل القضايا الانسانية بالنسبة للمغربي ذي الهوية المريحة تستحق المساندة وضمنها فلسطين، وكل الأجناس تستحق الاحترام، لقد أصبح الجميع يعيد ويرجع ليقول ماذا يقول هؤلاء الامازيغ الذين أسسوا حركة فكرية سموها الحركة الثقافية الأمازيغية؟ هؤلاء لم يفهموا(مبني للمجهول) حوصروا، اتهموا، بجميع أنواع التهم، من طرف فريقين من الناس من طرف القوميين والبعثيين يتهمون بأنهم صهاينة، ومن طرف الاسلاميين يتهمون بانهم كفار وملحدين علمانيين. ومن طرف البعض الاخر انهم سيقسمون المغرب. لكنهم صمدوا يصعدون السلم للوصول إلى النرفانا بالفكر والعلم ومصلحة الوطن. حتى تبين للجميع ان هؤلاء وطنيين متصوفة حتى النخاع، الأمازيغية لم تفرق، التاريخ بدأ يصحح، الاسلام المغربي بدأ يرجع، والوطن يكبر ويكبر واصبح خطاب الحركة يتبناه الجميع بما فيه الدول. الصحراء مغربية وجغرافيتها أمازيغية ومشروع القومية العربية مع جورج حبش والقذافي وبومدين في إنشاء جمهورية عربية فشل لا تستوعبها الأرض الأمازيغية.
الآن وبعد ان مر زمن طويل ، فان الذين يفضلون فلسطين على المغرب ويحلمون بوطن هلامي، الوطن العربي، ويتعاطفون مع معاناة أطفال فلسطين دون غيرهم من جيرانهم أطفال الكرد المحروقين بالقنابل الكيماوية لصدام، ينقصهم شىء من النرفانا المغربية. انهم لا ينظرون إلا بعيون عربية.
اننا نحب العرب والعربية لأنها ملك لنا وجزء من ثقافتنا لكننا مغاربة يسكننا التنوع والتسامح والانفتاح ويسكننا بالخصوص كل ما هو مغربي.
امام الحدث التاريخي، اعتراف اكبر دولة بمغربية الصحراء هو حدث تاريخي وعظيم يستحق أن يحتفل به لأنه سيقلب معادلة مشروع محاصرة المغرب وهذا ما لا يستحضره أولئك الذين يتحفظون من الحدث. أمام المغرب فرصة تاريخية لاستعادة عمقه الإفريقي ويسير على خطى الموحدين وخطى القائد جودر هذه المرة سيحقق امبراطورية اقتصادية.
اقامة علاقة واعتراف بإسرائيل يتعين النظر اليه من زوايا إيجابية وننسى ما نقوله في العهد البائد وننسى هيرزيل ،مؤتمر بازل وبلفور ونتجه نحو المستقبل ونستلهم صلح الحديبية ونعترف أن زمن البندقية انتهى وأنها لثورة حتى النصر انتهت و استبدالها بالمصالحة الإبراهيمية. والمغرب بقوته وطبيعة أفكاره المبنية على الذهنية العقلانية والنسبية قادر على المساهمة في رفع المعاناة على الفلسطينيين. إن الذين واجهونا بكل التهم وانا لنا علاقة بإسرائيل وعندما انصفنا التاريخ فإن أصبح متجاوز و أصبح ورائنا من أجل مستقبل يغنى بالسلام والمحبة بين الشعوب.
قال لي صديقي القومي الناصري لقد صدقتكم. واجبته بالامازيغية ، نكني ورانتيغزين ابلا ايمال
nkni ura tighzin abla imal