تم، يوم امس الأربعاء بالرباط، تنظيم حفل تتويج 28 من الشباب الحائزين على جائزة النسخة الأولى للجائزة الوطنية” الجيل المتضامن”.
وتهدف هذه التظاهرة، التي نظمت تحت شعار ” التعاونيات: رافعة للإدماج الاقتصادي والاجتماعي للشباب الإفريقي” بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للتعاونيات وذلك بمبادرة من مكتب تنمية التعاون وبشراكة مع وزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، إلى مواكبة ودعم وتمويل أحسن المشاريع التعاونية المبتكرة والمستدامة للشباب، وذات التأثير الاقتصادي والاجتماعي والبيئي. وقد تم تتويج بجائزة “الجيل المتضامن” ، التي تبلغ قيمتها 50 ألف درهم لكل تعاونية وعرفت مشاركة 252 تعاونية عضوا تشكل النساء نسبة 65 في المئة منها، 8 من حاملي مشاريع تعاونية و20 تعاونية قائمة للشباب، منها 4 محدثة بين مواطنين منحدرين من دول جنوب الصحراء ينتمون إلى 8 دول أفريقية .
وأشار المدير العام لمكتب تنمية التعاون، يوسف الحسني ،في كلمة بالمناسبة، إلى أن هذه المبادرة تروم تطوير وتقوية دور تعاونيات الشباب باعتبارها مقاولات اجتماعية تساهم بامتياز في التمكين الاقتصادي للشباب، وتشجعهم على الابتكار الاجتماعي لتحسين الوضعية الاقتصادية والاجتماعية والتربوية لأعضائها.
وشدد السيد الحسني ، الذي سلط الضوء على التطور الملحوظ الذي يشهده القطاع التعاوني في المغرب ، على أن هذه الجائزة تميزت بالانخراط الإيجابي والمسؤول لبعض الشركاء من القطاع الخاص لدعم وتطوير المشاريع التعاونية المبتكرة في العديد من الأنشطة، مضيفا أن هذا الاهتمام ينبع من قناعتهم الكاملة بأهمية العمل التعاوني ودوره الحاسم في الإدماج الاقتصادي والاجتماعي لفئة عريضة من المواطنين.
وذكر بأن القطاع التعاوني قد سجل تطورا هاما خلال العشرين سنة الأخيرة حيث بلغ عدد التعاونيات 40 ألفا و 531 تعاونية تضم ما يفوق 640 ألفا و901 عضوا، تشكل النساء منهم نسبة 34 في المئة.
وسجل أن سنة 2020 عرفت بخلاف كل التكهنات، إحداث 4782 تعاونية وهو رقم قياسي يتضمن إحداث على الأقل 23.000 منصب شغل، على اعتبار أن عدد أعضاء التعاونية القانوني لا يجب أن يقل عن 5 أعضاء.
من جانبها ، أشارت لولاك إيمي ، المشاركة من جمهورية الكونغو الديمقراطية والفائزة بالجائزة الأولى ، إلى أن الظروف الدينامية الحالية والجديدة التي يعيشها المغرب مشجعة على بروز التعاونيات بشكل عام وتحقيق التمكين الاقتصادي للنساء على وجه الخصوص.
وأكدت، في هذا الاطار أن هذه المبادرة ، التي تندرج ضمن استراتيجية الوزارة لمواكبة تأهيل الاقتصاد الاجتماعي وتطويره ، “تؤكد مرة أخرى الاندماج الملحوظ للمهاجرين في المغرب و الذين انخرطوا أيضا في النسيج الاقتصادي المغربي .
يذكر أنه ساهم في تمويل هذه الجائزة العديد من المانحين والشركاء من القطاع الخاص ويتعلق الأمر بكل من مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط ، والطاقة موروكو ، وطنجة المتوسط والقرض الفلاحي للمغرب، إلى جانب عدد من التعاونيات (كوباك والحليب الممتاز وكولينور و كوليمو).
وبمناسبة هذا الحفل، تم توقيع اتفاقية شراكة تهم إنهاء الشطر الرابع من برنامج مرافقة لمواكبة 600 تعاونية حديثة التأسيس بين وزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي ومكتب تنمية التعاون ومؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بابن جرير.
وتهدف هذه الاتفاقية إلى وضع برنامج شامل ومبتكر لتقوية مهارات التعاونيات من أجل إنجاز وإنجاح مشاريعهم التعاونية مع تخصيص تمويل ودعم لأفضل المشاريع. وتندرج هذه الشراكة في إطار استمرارية الجهود التي يبذلها الشركاء في دعم وتعزيز القطاع التعاوني ونظامه البيئي في المغرب بروح الابتكار والتجارب والتعاون المتبادل.