تجمع أمازيغ العالم بعيون مصرية.. رزق المدني صحفي مصري: يكتب حديقة الزهور

رزق المدني

بعد أن إلتئم الحضور، رُفع السِتار، طَاف صَوت زهرة، كطائر يشدو، صوتها جبلي، عميق أسّكَر الحُضور، اضاف للمكان رهبةً و للزمان عنوان. اشبع الأَذان طرباً، فكتبت سطراً من سطور الجمال، تُؤكد على تفَرّد ثقافة الشعوب الأمازيغية، وإن إختلفت جغرافية الأماكن و إمتداد الزمان.

بدعوة كريمة من السيدة امينة رئيسة تحرير مجلة العالم الأمازيغي، تَشرفت بحضور المؤتمر العاشر لأمازيغ العالم بمدينة ورزازات، عاصمة الصفاء والنقاء والهدوء.

تنَاوب كلمات الترحيب وقت الافتتاح، اذابت كل رواسب الإرهاق من وعثاء السفر، كلماتهم كُتبت بحروف من الحب والابتسامة اضاءت ارجاء المكان.

على مدى ثلاثة أيام، رسم الحضور لوحة فنية غارقة في الجمال.
فالأصالة كانت حاضرة، ألوان الثياب، أسماء الأمكان، السهول والوديان، لغة الخطاب، روايات عن حضارة قامت منذ قديم الزمان، قصص غارقة بعيدة، بطولات حاضرة تحكي امجاد رجال ونساء رهنوا حياتهم دفاعاً عن الهوية و الأغنية والحرف الأمازيغي، فلسفة حياة شكلت عنقود وجودي حباته من الحَرف، الأرض و الإنسان، الذي عاش فوق هذه الربوع قبل الميلاد بميلاد، حاملاً في قلبه حب الأوطان، مدافعاً عن حضارته.

على الرغم من تكرار غروب الشمس لمئات القرون و مرور المستعمرون إلا أن ثقافة الأمازيغ لم تتغير، تلك اهم سمات عبقريتهم التي تأبى، الطمس و الهرولة ناحية الغرب أو الإستسلام لأهل الشرق, وأنت مستغرق في تفاصيل روعة الاصالة لا يمكنك أن تغفل، تأكيد الحضورعلى ركب قطار الحداثة والمعاصرة، قولاً وفعلاً، قيادات عدة كانت حاضرة طوارق الصحراء من النيجر و مالي الى اقليم الباسك و هموم اكراد سوريا والعراق وامازيغ الجزائر و الكناري، لغاتها مختلفة، رسالتها واحدة، ضرورة إحترام حق الشعوب في هويتها.

مباديء الديمقراطية في إدارة الجلسات، كذلك آلية إختيار اعضاء الكونجرس قواعد ثابتة، حتى الحديث عن الإكراهات التي يتعرض لها الحرف الأمازيغي وبعض الساكنة الذين يعانون التهميش تارة و سلب حقوقهم تارة اخرى، تم مناقشتها في اطار ضرورة احترام القانون من ناحية و السعي للمطالبة بمزيد من الحقوق من ناحية اخرى، مع الالتزام الكامل بواجبات العمل و الإخلاص للوطن تحت قيادته الرشيدة، وتلك هي أجل و ارفع قيم الموطنة.

في النهاية يمكنني القول بأن المؤتمر استطاع أن يؤكد على عدة نقاط، وحدة المصير الإنساني مهما تباعدت المسافات.
التعايش السلمي مع الأخر.

الإختلاف و التنوع، قيمة حضارية تقوى المجتمعات.
لا يضيع حق وراءه مطالب.

أيام مرت كالسويعات، جمالها، تأثيرها، افرازاتها، ذكرياتها، طريقة إدارتها، ستبقى طويلاً في الأذهان بإنتظار صورة اخرى تجمعنا في محطة نضال سلمي و حق إنساني اصيل يرفض عوامل التجريف.

اقرأ أيضا

الإحصاء العام: استمرار التلاعب بالمعطيات حول الأمازيغية

أكد التجمع العالمي الأمازيغي، أن أرقام المندوبية تفتقر إلى الأسس العلمية، ولا تعكس الخريطة اللغوية …

تعليق واحد

  1. جميل لازال الحديت عن الموتمر الأمازيغي العالمي، بعد مدة غياب طويلة، حتى طاله النسيان، هاهو من جديد يرجع لارض الواقع. لعله يلقى المكان اللائق به والمناضلين الذين سيوصلنه الى العالمية حقا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *