على الرغم من الدور الكبير الذي يشهد به العالم للكورد في محاربة تنظيم داعش الإرهابي بالعراق وسوريا، والإنتقادات المتكررة لتركيا التي تتمسك بموقف المتفرج مما يجري على مرمى حجر من حدودها، وما أثاره ذلك من اتهامات بوقوفها إلى جانب الدول الداعمة للإهاب، إلا أن أنقرة لا يبدو أنها تكترث لكل ذلك وعلى عكس العالم كله تركز جهودها على محاربة الأكراد وتحاول منعهم من الحصول على الدعم الذي يحتاجونه لمواصلة حربهم ضد “داعش”، وهو ما فشلت فيه تركيا فشلا ذريعا.
هذا وبعد ان أعلنت قوات سوريا الديموقراطية، عن إطلاق عملية استعادة الرقة التي يتخدها “داعش” عاصمة له بدءا من ريف شمال المحافظة، وفي خضم العمليات وتدوال أنبائها، نشرت وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب) صورا لجنود أمريكيين يشاركون في العملية وقد وضع بعضهم شعار وحدات حماية الشعب الكردية، وهو ما أثار حفيظة تركيا وسارع وزير خارجيتها، مولود تشاووش أوغلو، إلى انتقاد الولايات المتحدة واتهمها بالكيل بمكيالين بقوله “إذا قالوا نحن لا نرى أن وحدات حماية الشعب وهذه الجماعات الإرهابية هي الشيء ذاته، فإن جوابي هو هذه معايير مزدوجة وكيل بمكيالين” وتابع “من غير المقبول أن يستخدم جنود أمريكيون شعار وحدات حماية الشعب وهي جماعة إرهابية.” حيث تعتبر أنقرة الوحدات امتدادا وفرعا لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه مثل الولايات المتحدة جماعة إرهابية. لكن وزراة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) رفضت التعليق على ذلك وعندما سئل بيتر كوك، السكرتير الصحفي للوزارة، خلال مؤتمر صحفي فيما إذا كان من المناسب ارتداء هذا الشعار رفض التعقيب على الصور، لكنه قال إنه عندما تعمل القوات الخاصة في منطقة ما فإنها تبذل كل ما في وسعها للاندماج مع المجتمع لتعزيز أمنها. أما قوات سوريا الديمقراطية فنفت مشاركة جنود أمريكيين في القتال مباشرة وقال الناطق باسمها، العقيد طلال سلو، “هذه الصور عارية عن الصحة، حيث هناك مقاتلون ضمن وحدات حماية الشعب من جنسيات مختلفة يمكن أن تكون الصور لهؤلاء” وتابع في حواره مع DW عربية أنه ليست هناك “قوات أمريكية على الأرض، فقط هناك مدربون أمريكيون وخبراء. وإن دور الأمريكيين حتى الآن هو التدريب وفي غرفة العلميات لتوجيه الطيران“.
من جانت آخر أوردت “روسيا اليوم” أن صحيفة “ستار” التركية الموالية للحكومة ووسائل إعلام أخرى، أفادت بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتهم روسيا، بإرسال أسلحة وصواريخ مضادة للطائرات إلى مقاتلي حزب العمال الكردستاني.
وذكرت الصحيفة يوم الاثنين 30 ماي أن أردوغان اتهم موسكو في كلمة للصحفيين على متن طائرته، بعد زيارة لإقليم ديار بكر في جنوب شرق البلاد مطلع الأسبوع، بنقل أسلحة إلى حزب العمال الكردستاني عن طريق العراق وسوريا.
ونسبت الصحيفة لأردوغان قوله “في هذه اللحظة يستخدم الإرهابيون مدافع وصورايخ مضادة للطائرات أرسلتها روسيا. المنظمة الانفصالية الإرهابية لديها هذه الأسلحة التي سلمت لها عن طريق سوريا والعراق“.
وتستخدم الحكومة التركية مصطلح “المنظمة الانفصالية الإرهابية”، للدلالة على حزب العمال الكردستاني الذي بدأ تمردا منذ ثلاثة عقود سقط خلالها أكثر من 40 ألف قتيل معظمهم من مسلحي الحزب في جنوب شرق تركيا الذي تسكنه غالبية كردية.
ورغم أن أردوغان سبق أن انتقد روسيا لدعمها المقاتلين الأكراد في سوريا، إلا أنه لأول مرة كما يبدو يتهم موسكو بتسليح حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية.
من جانبه نفى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في وقت سابق تسليم موسكو أسلحة إلى أكراد سوريا، بينما ذكرت القنصلية الروسية في أربيل أن الجانب الروسي سلم لقوات كردستان العراق مجموعة من المدافع للدفاع الجوي من نوع “زو-23-2” والذخائر لها.
وأكد السفير الروسي في العراق إيليا مورغونوف أن تسليم الأسلحة إلى قوات البيشمركة الكردية يجري بالتنسيق مع الحكومة العراقية في بغداد.
من جهته أكد رودي عثمان ممثل أكراد سوريا في موسكو استعداد القوات الكردية للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن روسيا والولايات المتحدة تلعبان دورا بارزا في المفاوضات السورية ومجموعة دعم سوريا. وقال إن التعاون مع هاتين الدولتين ضد الإرهاب والجهات الداعمة له، مثل تركيا، سيكون فعالا.
وكالات