علق عدد من النشطاء والفنّانين الأمازيغ على برقية تعزية التي عبرت عنها وزارة الثقافة والاتصال، في موقعها الإلكتروني، على إثر وفاة الممثل مولاي عبد الله العمراني، مساء يوم أمس الثلاثاء 14 ماي الجاري، مقابل تغاضيها عن تقديم التعزية في وفاة الفنّان الأمازيغي الراحل، أحمد أزناك الذي توفيّ هو الآخر يوم الثلاثاء الأول من شهر رمضان الحالي، بمستشفى الحسن الثاني بأكادير، بعد صراع طويل مع المرض.
وعبر عدد من الفنّانين والعاملين في الحقل الفني الأمازيغي، والنشطاء الأمازيغ عن استغرابهم من “الميز” الذي دأبت وزارة الثقافة على تكريسه كلما تعلق الأمر بوفاة الفنّانين المغاربة، واستمرارها في استثناء الفنّانين الأمازيغ سواء في حياتهم أو بعد مماتهم من اهتماماتها وانشغالاتها، وفق تعبير عدد منهم.
وقال السيناريست الأمازيغي، عبد الله المنّاني، إن “الموقع الخاص بوزارة الثقافة غالبا ما يحاول أن يبعث لنا برسالة مفادها أن الوزارة لا تعترف سوى بالفنانين الناطقين بالدارجة، حتى الذين غادرونا منهم”.
وأضاف المنّاني متسائلا :” كيف نفسر التعجيل بنشر تعزيات خاصة بهم مع حرمان العائلة الفنية الناطقة بالأمازيغية من تعزية خاصة بالفنانين الذين يغادرونهم أمثال الفنان القدير أحمد أزناگ مؤخرا؟”. قبل أن يعود المتحدث ويقول “هذا ليس بغريب على وزارة تمعن في نقل كل الأنشطة التي تنظم وفي شعارها الانتماء العروبي كالمهرجان العربي، الجائزة العربية، الملتقى العربي مع الاكتفاء بنشر بلاغ حول جائزة الثقافة الامازيغية رغم أنها تنتمي إلى مؤسسة لها موقعها وهياكلها وليست مجتمع مدني..”. وفق تعبيره.
وشدّد السيناريست، عبد الله المناني على أن “الموقع الالكتروني لوزارة الثقافة مدعو وعبره الوزارة كلها إلى التخلي عن تلك النظرة الدونية للجسم الفني الأمازيغي والانخراط في مسار المصالحة الذي سنته الدولة، مع كل مكونات المجتمع المغربي فنيا وثقافيا ومجتمعيا”.
وعلق الفنّان الأمازيغي، رشيد أسلال على الموضوع قائلا :”تصر وزارة الثقافة على نهج أسلوب الإقصاء حتى في التعزية و كأن الفنان الأمازيغي لا يهمها حيا أو ميتا أليس كذلك؟”.
بدوره، قال الناشط، أگلدون اذبكريم إن إقدام وزارة الثقافة عبر موقعها الالكتروني على تعزية أهالي فنانين مغاربة دون غيرهم و إقصاء أهل الفنان الراحل احمد ازناگ من التعزية يكرس توجه الدولة بقصد أو بدون قصد في مسلسل تهميش الإنسان الأمازيغي حيّا وميتا”. وأضاف أن “تمغربيت التي تشنف بها الدولة آذاننا كل حين على المحك”.
الناشط الأمازيغي، رشيد توفيق، بدوره علق على “إقصاء” وزارة الثقافة لأسرة الممثل الراحل، أحمد أزنّاك من التعزية قائلا”:للأسف حتى في الموت هناك ميز، ليستمر الإهمال للفنان الأمازيغي رغم مسيرته التي تفوق في بعض الأحيان على فنّانين آخرين”. وتساءل الناشط رشيد توفيق “إلى متى سيستمر هدا الميز؟”.
بدوره، قال الناشط الأمازيغي والناقد الفني، يوبا إزولا إنه “يحز في النفس ما آلت إليه تعامل وزارة الثقافة مع الفنانين الأمازيغ”. مضيفا “احمد أزناك رحمة الله عليه، تجاهله الإعلام الرسمي ، كما تجاهله المسؤولون لحظة وفاته، لم يحضر أي مسؤول جنازته ، ولم تبعث برقية العزاء، كما هو الشأن بالنسبة غيره من الممثلين الآخرين”.
واسترسل إزولا قائلا:”رحم الله كل فناني سوس ورحمة الله على العمل التضامني في الحقل الأمازيغي، وإلى متى سنضل نبيع كرامتنا هكذا بأبخس الأثمان”. وفق تعبيره
منتصر إثري