
هذا التراجع الحاد ناتج أساساً عن الضخ المفرط والاستغلال الزراعي المكثف، خاصة خلال سنوات تنفيذ مخطط المغرب الأخضر. ورغم أن المخطط سعى إلى تطوير الإنتاج الفلاحي، إلا أنه تسبب في ارتفاع كبير في استهلاك المياه الجوفية. ففي سنة 2024، شكل الضخ من الآبار 90% من إجمالي المياه المستخرجة، وهو رقم وصفه الخبراء بأنه “مقلق وغير قابل للاستمرار”.
إنذار يشمل جميع مناطق المغرب
الدراسة لا تقتصر على حوض الحوز، مجاط، بل تحذر من أن أحواضاً أخرى مثل سوس-ماسة وتادلة تعرف نفس الحالة وقد تواجه نفس المصير. ومع تفاقم آثار التغير المناخي وارتفاع الطلب على المياه، يصبح خطر انهيار الموارد الجوفية واسع النطاق أمراً واقعياً.
باستخدام تقنيات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي، والاستشعار عن بعد، والنمذجة الرقمية، تمكن الباحثون من تتبع تأثير الأمطار والثلوج والممارسات الزراعية على الحوض. وأظهرت النتائج أن الزيادة الطفيفة في التغذية الطبيعية لا تكفي لتعويض الاستنزاف الكبير.
أرقام صادمة
انخفضت سعة التخزين بنسبة 53% بين عامي 1971 و2024. ووصل انخفاض منسوب المياه إلى 90 متراً، وقد يتجاوز 100 متر بحلول عام 2040. كما تجاوز الضخ الزراعي مليار متر مكعب سنوياً، وتوسعت المناطق الجافة بشكل يهدد الزراعة والمجتمعات المحلية.
توصيات واضحة للحفاظ على المورد
لإنقاذ الوضع، تقترح الدراسة مجموعة من الإجراءات. تقليص الضخ بنسبة 25% يمكن أن يحد من الجفاف ويعيد التوازن. كما توصي بإعادة تغذية الحوض بشكل اصطناعي، وتحديث أنظمة الري، وتشجيع الزراعة الأقل استهلاكاً للماء، وتعزيز الحوكمة المحلية والمراقبة المستمرة.
نداء إلى المجتمع
قال الدكتور لحسن المزواري، أحد المؤلفين الرئيسين للدراسة: «هذه ليست فقط قضية علمية، بل قضية مجتمعية. علينا أن نتحرك الآن لحماية مياهنا الجوفية. لكل مواطن وفلاح وصانع قرار دور مهم في هذه المعركة.»
تشكل هذه الدراسة جرس إنذار للمغرب والدول شبه الجافة. وتؤكد أنه بالإرادة والتخطيط السليم، يمكننا إدارة مواردنا المائية بشكل مستدام، أما التأخير فسيؤدي إلى تفاقم الأزمة.
الرابط نحو الدراسة: https://doi.org/10.1016/j.chemosphere.2025.144743
جريدة العالم الأمازيغي صوت الإنسان الحر
