أقيمت أمس جلسة ثقافية في حظرة الاستاذ مكي بوسراو ، الذي اتحف الحضور- في رحاب فضاء “ميرامار” الزاهية – بقبسات من نور إمزورن الناهضة .. كما عاشها خلال ستينيات القرن الماضي، فكان أن عكس رؤيته كطفل نبيه لعوالم وشخوص أستثنائية، كان لها الفضل الكبير في تأثيث فضاء إمزورن، رغم “هامشية” بعضها (من منظور الثقافة التقليدية) ..
لقد إستطاع الاستاذ بوسراو أن يسلط الضوء على تلك المرحلة الحساسة ، حتى من دون مبضع الجراح ، ومن دون كاميرا ، أو تقنيات سينمائية ..
بل كانت اللغة الراقية التي وظفها لغة مبينة وغنية ومتعددة : ريفية عربية وإسبانية (إذا لزم الأمر) خاصة حين الإستدلال بمقولات الشخوص / المفاتيح ، التي تناولها في الندوة ..
هي ندوة ، أي نعم ، لكن أفقها أعلى وأشمل، إذ أن الاستاذ مكي بوسراو، وكما أفاد، قد قطع أشواطا هامة في مسعاه النبيل، وهو عازم على إصدار كتابه الثاني ، وسيتناول فيه تأسيس مدينة إمزورن بأسلوبه وبرؤيته الخاصين (بعد كتابه الأول عن التربية والتعليم) علما أن ثمة مشروع كتاب ثالث تعد به خزانة الاستاذ مكي مستقبلا : “الإنسان ذامشوم” .
(تفصيل الحديث فيه وعنه سيكون يوم الجمعة القادم ).
تفاعل القاعة مع الوجبة الفكرية الدسمة هذه ، كان ذا قيمة مضافة ..
وثمة اقتراحات وعد الأستاذ مكي بوسراو بأخذها مستقبلا بعين الإعتبار ، مثمنا حضور كل أصدقائه ، وكذا مجهودات القيم على الفضاء، الاستاذ أحمد المرابط، وكذا مجهودات أعضاء وعضوات جمعية “ميرامار” التي برعت في تقديم الندوة وختمها على إيقاعات أغنية ريفية رقيقة ، وفي أجمل حلة ، وبكامل “مشمشها” وكرمها الحاتمي .. وهي قالت وتقول:
مرحبا بالمكي ، و بجديده الفكري ، وبرفيقة عمره في حضن الحسيمة / الجوهرة .”
البليشي أحمد