تقرير عن مشاركة جمعية ذاكرة الريف في مؤتمرات منظمة حظر الأسلحة الكيماوية

انسجاما مع أهداف جمعية ذاكرة الريف، خصوصا في شقها المتعلق بالاهتمام بتاريخ الريف القديم منه والحديث ،مع التركيز على القضايا المرتبطة بالمقاومة الريفية، وإثارة الجرائم المرتكبة في حق الريف، مع إيلاء اهتمام خاص للحرب الكيماوية ضد ساكنة الريف، نظمت الجمعية أنشطة مختلفة نجملها فيما يلي:
– تنظيم ندوات حول موضوع استعمال الغازات الكيماوية ضد الريفيين بمشاركة أساتذة باحثين ومهتمين، توجت بتنظيم الملتقى العاشر للذاكرة والتاريخ حول موضوع الحرب الكيماوية ضد الريف في شهر مايو 2016، حيث تم تكريم المؤرخ سبستيان بلفور وتقديم الترجمة العربية لكتابه العناق المميت.
– إلقاء عروض بعدد من المؤسسات التعليمية ولدى العديد من الجمعيات.
– نشر مقالات في بعض المواقع والجرائد.
– المشاركة في ندوات متعلقة بالموضوع نظُمت من قبل هيئات أخرى.
– تأطير عدد من الندوات والمحاضرات بالجامعات والمدن في المغرب وخارجه.
– التحسيس بمخاطر المواد الكيماوية المستعملة وتأثيراتها على الساكنة .
– إعداد مطويات وملصقات لنفس الهدف.
وبهدف تدويل الموضوع وتحسيس المنظمات العالمية بالعدوان الذي طال منطقة الريف وساكنتها ،ولإعطاء دفعة أخرى لمطالب الريفيين بكشف الحقيقة ومعاقبة الجناة وجبر الضرر وحمايتهم من آثار الغازات السامة، لجأت الجمعية إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية عبر تنسيقية المنظمات غير الحكومية العاملة في إطار هذه المنظمة الدولية. هكذا تم تقديم طلب للانضمام إلى هذه الهيئة الدولية ،حيث حظي بالقبول وشاركت جمعيتنا في مؤتمر المنظمة الحادي والعشرين سنة 2016.
تمثلت مشاركتنا الأولى في إلقاء كلمة خلال الجلسة العامة ،قام خلالها الأستاذ عبد المجيد عزوزي بتوضيح موقف جمعيتنا ومنظورها للعمل المشترك مع هذه المنظمة وما تنتظره من الدول الأطراف.
كما قام الأستاذ عبد المجيد أيضا بتقديم عرض بمقر المنظمة بلاهاي خلال المنتدى المنظم على هامش أشغال المؤتمر، وذلك حول استعمال الغازات السامة ضد الريفيين، واستهدف ممثلي الجمعيات والمنظمات غير الحكومية. وقد تضمن العرض المحاور التالية:
– السياق التاريخي الذي شهد اقتناء الإسبان للأسلحة الكيماوية وتصنيعها ثم استخدامها ضد الريفيين.
– الاستعمال الفعلي للأسلحة الكيماوية، والاعتماد على غاز الخردل على وجه الخصوص، ثم استهداف المدنيين في القرى والأسواق لحصد أكبر عدد من الضحايا وإلحاق أفدح الأضرار بالإنسان والبيئة .
– الآثار الآنية والبعيدة المدى كأمراض السرطان والتشوهات الخلقية، وإمكانية انتقال هذه الأمراض إلى الأجيال اللاحقة عبر الطفرة الوراثية.
– التوصيات المقدمة للمؤتمر والمتمثلة في:
1. اعتراف الإسبان والمتآمرين معهم باستعمال الأسلحة الكيماوية ضد سكان الريف وبيئته.
2. ضمان حرية الاطلاع على الأرشيفات العسكرية وكل المعلومات المتعلقة بهذا الاستعمال للوقوف على الكميات المستخدمة وحجم الأضرار.
3. ضمان حرية البحث والدراسة حول آثار الحرب الكيماوية بمساعدة خبراء دوليين.
4. جبر الضرر من طرف الجناة لما يعنيه هذا الأمر من إنصاف للريفيين.
5. حث منظمة حظر الأسلحة الكيماوية على القيام بمشاريع تهدف إلى تحديد المناطق الملوثة وتدمير بقايا المواد الكيماوية، فضلا عن إنجاز دراسات علمية حول آثار غاز الخردل البعيدة المدى وإمكانية وجود طفرة وراثية تسمح بانتقال الأمراض السرطانية إلى الأجيال اللاحقة .

شاركت جمعية ذاكرة الريف للمرة الثانية، وكان ذلك خلال المؤتمر الثاني والعشرين المنعقد بلاهاي سنة 2017. وهذه أهم محاور الكلمة المقدمة خلال الجلسة العامة:
بعد التذكير بأهداف المنظمة المتمثلة أساسا في القضاء على أسلحة الدمار الشامل عبر تحريم إنتاج واستعمال الأسلحة الكيماوية من طرف الدول الأعضاء في المنظمة أو تطويرها أو إنتاجها أو اقتنائها أو تخزينها أو الاحتفاظ بها أو تحويلها إلى موقع آخر، والتأكيد على التزام هذه الدول بتدمير كل مخزوناتها من هذه الأسلحة ووسائل إنتاجها وحتى الأسلحة المتخلى عنها في الدول التي استعمرتها في السابق ،تمت الإشارة إلى اعتقاد جمعيتنا بوجود بقايا غاز الخردل في التربة والفرشة المائية في الريف منذ الحرب الريفية ما بين 1921 و1927، إذ من المعلوم أن مخاطر هذا الغاز وآثاره على البيئة وصحة المواطنين تستمر لعدة عقود.
قمنا أيضا بتذكير الحاضرين بالتوصيات المقدمة في نفس القاعة خلال المؤتمر الحادي والعشرين والمتمثلة في النقط الأساسية التالية:
1. اعتراف الإسبان والمتآمرين معهم باستعمال الأسلحة الكيماوية ضد سكان الريف وبيئته.
2. ضمان حرية الاطلاع على الأرشيفات العسكرية وكل المعلومات المتعلقة بهذا الاستعمال للوقوف على الكميات المستخدمة وحجم الأضرار.
3. ضمان حرية البحث والدراسة حول آثار الحرب الكيماوية بمساعدة خبراء دوليين.
4. جبر الضرر من طرف الجناة لما يعنيه هذا الأمر من إنصاف للريفيين.
5. حث منظمة حظر الأسلحة الكيماوية على القيام بمشاريع تهدف إلى تحديد المناطق الملوثة وتدمير بقايا المواد الكيماوية، فضلا عن إنجاز دراسات علمية حول آثار غاز الخردل البعيدة المدى وإمكانية وجود طفرة وراثية تسمح بانتقال الأمراض السرطانية إلى الأجيال اللاحقة .
آثارنا انتباه الحاضرين أيضا إلى أن نسبة حالات مرض السرطان في الريف تفوق كثيرا مثيلتها في باقي أرجاء المغرب وأصبحت بالتالي مخيفة للساكنة. لذا يؤكد الريفيون على تمكينهم من أجوبة واضحة حول أسئلة ملحة من قبيل:
1- كم حجم غاز الخردل المستعمل في الحرب الريفية؟
2- كيف تخلصت السلطات العسكرية الإسبانية من غاز الخردل المتبقي من الحرب الذي أنتجته في مختلف المصانع في إسبانيا، لكن بالخصوص ذلك المصنع في لامايسترانثا بشاطئ سبخة بوعرك على الساحل المتوسطي في الأراضي المغربية؟
3- هل يمكن لغاز الخردل أن يتسبب في أمراض السرطان بالنسبة للأجيال اللاحقة عبر الطفرة الوراثية؟
أختتمت الكلمة بدعوة الجميع إلى استحضار الجانب الإنساني للمسألة وتجاوز كل الخلافات السياسية .
فالريفيون يموتون كل يوم وليس بمقدورهم انتظار السياسيين والسلطات العسكرية حل خلافاتهم قبل تزويد الريفيين بأجوبة واضحة حول أسئلة كالتي طرحت أعلاه.
وإصرارا منا على تطوير عملنا والبحث عن صيغ أخرى لبلوغ الأهداف المسطرة، شاركت جمعيتنا للسنة الثالثة، وقمنا خلالها بتسليم طلب رسمي إلى الأمين العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية باسم رئيس الجمعية، طلبنا عبرها من هذه الهيئة الدولية إرسال خبرائها لإجراء دراسات حول مدى تلوث التربة والفرشة المائية بالغازات السامة المستعملة خلال الحرب الريفية ما بين 1921 و1927. وهذا نص الملتمس باللغة الإنجليزية:

Charif Al Idrissi Cultural Complex,
Al Hoceima, 32000
0212662476874omar.lemallam@gmail.com RIF MEMORY

ASSOCIATION

Request to send OPCW inspectors to the Rif in Morocco
November 12, 2018
The Organisation for the Prohibition of Chemical Weapons
Johan de Wittlaan 32 2517 JR The Hague The Netherlands.
Dear Director General,
I make this heartfelt appeal to the OPCW on behalf of the Rifians to help clarify the situation in the Rif concerning the potential dangers today, of the use of mustard gas during the Rif war between 1921 and 1927. It is known that the remains and dangers of this gas can last for decades.
The Rifians need to be sure that their soil and water are no more contaminated by mustard gas. No one better than the OPCW inspectors can provide decisive and reliable answers. That is why I am addressing this petition to the organisation you are presiding.
Historians such as Sebastian Balfour and Maria Rosa de Madariaga have shed sufficient light on this subject to prove the use of chemical weapons against civilians. A starting point for research and inspection could be the area surrounding the city of Al Hoceima where the landing operations took place on September 8, 1925, and the site of La Maestranza gas factory on the Mediterranean coast in the Moroccan territory.

Respectfully,
Omar Lemallam
President of the Association

مساعينا داخل منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لم تقتصر على الأنشطة الرسمية من قبيل إلقاء الكلمات في الجلسة العامة أو تقديم العروض والمشاركة في جميع الأنشطة الموازية لأشغال المؤتمرات، بل تعدتها إلى ربط علاقات مع ممثلي المنظمات غير الحكومية وبحث سبل التعاون معها وإفادتنا في بلوغ أهدافنا.
استمرت محاولاتنا وتمكنا من المشاركة للمرة الرابعة، بممثلين هذه المرة هما عمر المعلم رئيس جمعية ذاكرة الريف، وعبد المجيد عزوزي عضو في الجمعية. كانت مشاركتنا فرصة لتوزيع بطاقات على الحاضرين في المؤتمر، تتضمن أهداف جمعيتنا وأنشطتها المتعلقة باستعمال الغازات السامة ضد الريفيين، وتحسيس المشاركين وإقناعهم بشرعية مطالبنا وألقينا أيضا كلمة في الجلسة العامة لهذا المؤتمر هذا نصها:

السيد الرئيس، الأمين العام للمنظمة، ممثلو الدول الأعضاء المحترمين، زملائي في ائتلاف المنظمة ومعاهدة حظر الأسلحة الكيماوية، أيها الحضور الكريم.
إنه لشرف لي ولمن دواعي سروري الحضور معكم للسنة الرابعة لتمثيل جمعية ذاكرة الريف في هذا المؤتمر الهام. شكرا على منحي هذه الفرصة التي تحققت بفضل دعم الدكتور بول والكر الذي أهنئه بالمناسبة على المثابرة في العمل وإشراك المجتمع المدني في أشغال ائتلاف معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية.
غني عن القول تأكيد تمسكنا ببنود معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية والتزامنا بمبادئها وغاياتها، ونعني بذلك القضاء على أسلحة الدمار الشامل عبر حظر تطويرها أو إنتاجها أو اقتنائها أو تخزينها أو الاحتفاظ بها أو نقلها أو استعمالها من طرف الدول الأعضاء في المنظمة.
السيد الرئيس،
أشرت في الكلمة التي قدمتها هنا سنة 2016، إلى اعتقادنا بوجود بقايا غاز الخردل في الريف، سواء في التربة أو الفرشة المائية، والتي تعود إلى فترة حرب الريف ما بين 1921 و1927، وذلك بناء على تأكيد الخبراء على استمرار مخاطر هذا الغاز وتأثيراته لعهود طويلة. لهذا السبب بالتحديد، التمسنا منكم جميعا العمل على حماية البيئة والريفيين من هذه المخاطر. طلبنا من الدول الأعضاء في المنظمة ضمان حرية الحصول على المعلومات والاطلاع على الأرشيفات العسكرية، وحرية البحث ودراسة انعكاسات الحرب الكيماوية بمساعدة الخبراء من جميع أنحاء العالم. كان لدينا اعتقاد راسخ بأن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية ستدعم البرامج التي تهدف إلى تحديد المناطق الملوثة وتدمير بقايا المواد السامة ،علاوة على إنجاز دراسات علمية حول الآثار البعيدة المدى لغاز الخردل، وحول إمكانية انتقال مرض السرطان إلى الأجيال اللاحقة عبر الطفرة الوراثية.
السيد الرئيس،
قدمت في نفس هذه القاعة كلمة ثانية سنة 2017 للتأكيد على مطالب الريفيين المتمثلة في النقط الخمس التالية: أولا، اعتراف الجناة باستعمال الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين الريفيين. ثانيا، ضمان حرية الاطلاع على الأرشيف العسكري للدول المستعمِرة. ثالثا، ضمان حرية دراسة آثار الحرب الكيماوية بمساعدة الخبراء الدوليين. رابعا، جبر الضرر وتقديم التعويض المناسب عن الأذى الذي لحق بالريف والريفيين، وبالتالي تحقيق الإنصاف المنشود. خامسا، إنجاز مشاريع تهدف إلى تحديد المناطق الملوثة في الريف وتدمير بقايا المواد السامة، والقيام بدراسات حول آثار غاز الخردل البعيدة المدى ،وتقصي إمكانية انتقال الخلايا السرطانية عبر الطفرة الوراثية.
السيد الرئيس،
قدمنا في السنة الماضية ملتمسا إلى الأمين العام نطلب فيه بعث مفتشي وخبراء المنظمة إلى الريف بهدف استجلاء الوضع في المنطقة بخصوص المخاطر الكامنة اليوم، جراء استعمال غاز الخرد خلال حرب الريف ما بين 1921 و1927.
يصبو الريفيون إلى التأكد من خلو التربة والفرشة المائية من بقايا غاز الخردل. ومفتشو المنظمة هم الأنسب والأجدر لتقديم أجوبة شافية وموثوق بها.
كانت لدينا آمال كبيرة عندما عرضنا مطالبنا خلال المؤتمر الثاني والعشرين للمنظمة سنة 2016، وعندما أكدنا على هذه المطالب في المؤتمر الثالث والعشرين في السنة الموالية، وعندما تقدمنا بطلب رسمي إلى الأمين العام للمنظمة في السنة الماضية، لكننا لم نتوصل للأسف بأي جواب، مما يدعو إلى التساؤل عن جدوى اللجوء إلى هذه الهيئة.
شكرا على حسن الإصغاء، وأرجو أن تدُرج هذه الكلمة ضمن وثائق مؤتمر الدول الأعضاء وتنُشر في الموقع الإلكتروني للمنظمة.

مجهوداتنا شملت أيضا الجانب الإعلامي، فقمنا بالتعريف بأنشطتنا وإخبار العموم بتطور الملف ،وكذا محاولة إشراك المهتمين والغيورين على مصلحة الريف، انطلاقا من قناعتنا بضرورة تكاثف الجهود. لذا نشكر كل من ساهم في مساعدتنا في هذا المجال. نستغل الفرصة ونحن نقدم هذا التقرير حول طبيعة مشاركتنا في المؤتمرات الأربعة الأخيرة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، لنعبر عن استعدادنا للتعاون مع كل من يرغب في إغناء عملنا عبر النقد البناء والمساندة وتوضيح الرؤى وتصحيح الهفوات. فمرحبا بآرائكم.

جمعية ذاكرة الريف

اقرأ أيضا

مؤسسة عبد العزيز خلوق التمسماني تحتفي بعودة مجلة “دار النيابة” بعد 40 عامًا من الغياب

في خطوة لافتة تهدف إلى إحياء التراث الثقافي والعلمي، أعلنت مؤسسة عبد العزيز خلوق التمسماني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *