تقرير حول وضعية الأمازيغ في الجزائر سنة 2016

14329929_1311716458868382_6976951610140764375_n

المقدمة:

في شهر فبراير من سنة 2016 تمت المصادقة على دستور جديد للجزائر، حيث نصت ديباجة  الدستور على أن دولة الجزائر أرض عربية وتنتمي للمغرب العربي الكبير، وتم إدراج ترسيم اللغة الأمازيغية في المادة الثالثة مكرر، ما يعني أنها  لم ترق إلى نفس مستوى اللغة العربية، وكذا تنص المادة 178 على أنه في حالة تعديل الدستور لا يمكن المساس باللغة العربية لأنها تعتبر من الثوابت الوطنية، دون ذكر  الأمازيغية، كما أن المؤسسات الحكومية ولا التابعة للإدارة العمومية لم تغير اللافتات لكتابتها بحرف تيفيناغ، وكذا لم يعمم تدريس اللغة الأمازيغية في جميع أنحاء القطر الوطني، بل اكتفت وزارة التربية ببعض الأقسام النموذجية في بعض الولايات، وبالتالي فهذا يعتبر إقصاء مباشرا للأمازيغ السكان الأصلين للجزائر وشمال إفريقيا.

من خلال تتبعنا للطريقة التي رسمت بها الأمازيغية في الجزائر، نرى أنها بمثابة إهانة للسكان الأصلين باعتبارهم كلاجئين في أوطانهم، وهي كذالك سياسة تداركية من طرف النظام الجزائري ضد الحركات  الأمازيغية المطالبة  بتقرير مصيرها  أو التي تطالب بالحكم الذاتي لأقاليمها، بعدما تحولت مطالبها من مطالب ثقافية إلى مطالب سياسية، وفي ضل هذه الظروف نسجل ما يلي:

  • حرية التعبير والتجمع

يعتبر القمع والمضايقات والاعتقالات والمتابعات القضائية، ضد النشطاء الأمازيغ، الوسيلة الوحيدة التي تستعملها السلطة الجزائرية لوقف نشاط المناضلين في المناطق الأمازيغية.

  • إقليم أت أمزاب:

في خرق سافر للدستور، تم في إقليم أت أمزاب تمديد حالة الطوارئ للمرة الثالثة على التوالي، أي إلى غاية شهر يناير 2017، وهذا التمديد جاء بمزيد من القمع لشعب أت أمزاب من أجل حرمانه من المطالبة بحقوقه بطرق سلمية، حيث تعيش الأحياء التي يقطنها الأمازيغ دون سواها حالة حصار ومداهمات واعتقالات بكل عنصرية وإهانة للسكان، كما تم اعتقال إطارات و مناضلي  الحركة  من اجل الحكم الذاتي لمزاب، اعتقل اثنين من إطاراتها و ثلاثة من المناضلين وأربعة آخرين  صدر أمر بالقبض في حقهم، ملف قضية اعتقال الدكتور فخار كمال الدين رئيس حركة من اجل الحكم الذاتي لمزاب ورفقائه المعتقلين بعد أكثر من سنة يتراوح مكانه رغم تقارير  المنظمات الحقوقية هيمون رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية امنستي وتقرير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية التي تدين الاعتقالات التعسفية في حق النشطاء الأمازيغ في أمزاب ونداءات المنظمات الأمازيغية أمام الهيئات الأممية، التعذيب النفسي و عدم وجود رعاية صحية للمساجين أدت الى وفاة ثلاثة أمازيغ مرابين في ظروف غامضة  بسجن لمنيعة وغرداية، سجلنا تحرشات جنسية ضد شباب أمازيغ أت أمزاب في سجن لمنيعة، تمارس السلطة الجزائرية مضايقات ضد هيئة دفاع الدكتور فخار كمال الدين ورفقائه حيث نجحت في سحب عدت محامين تأسيسهم من القضية، الأستاذ احمين نور الدين الذي رفض الاستسلام لضغوطات النظام هو الآن متابع في قضية مفبركة و المحامي الأستاذ دبوز صالح بعدما اعتقل بدار النقابات في العاصمة في  شهر فيفري الماضي الأن هو يخضع للتحقيق و الرقابة القضائية من طرف الغرفة الثانية للمحكمة غرداية وبأوامر من سلطة الوالي بعد التشاور مع الأجهزة الأمنية و قادة الجيش  (حسب تسجيل مسرب لكلمته في دورة المجلس الشعبي الولائي).                    

عرفت عملية إقصاء الأساتذة المتعاقدين الأمازيغ الدين كانوا مستخلفين للأساتذة العرب الذين رفضوا تدريس المزابيين أثناء الأحداث بكل عنصرية ، حيث عرف الدخول المدرسي لهده السنة يوم 04 سبتمبر 2016  مقاطعة الدراسة من طرف 19 جمعية أولياء التلاميذ اي ما يعادل 8674 تلميذ مزابي لم يلتحق بمقاعد الدراسة.

السلطات المحلية تغض الطرف عن البناءات العشوائية و الفوضوية من طرف أشخاص قادمين من مناطق مختلفة من الجزائر، سلب لمساحات شاسعة من الأراضي بطريقة ممنهجة و أمام مرأى  السلطات العمومية، استقدام مستثمرين من خارج إقليم أت أمزاب  و منحهم أراضي بالدينار الرمزي في وقت فرض غرامات خيالية على التجار و المستثمرين المزابيين.

  • إقليم القبائل:
  • حرية الرأي

عرف هذا الإقليم قمع بطريقة ممنهجة ضد مناضلي الحركة من اجل تقرير مصير القبائل ( MAK  )، حيث عرف النشطاء و إطار الحركة استدعاءات مستمرة من طرف الأمن واعتقالات لرئيس الحركة السيد بوعزيز أت شبيب وبعض إطاراتها، اسمرار قمع المسيرات والتجمعات من طرف القوة العمومية.

  • حرية المعتقد

حرية الرأي والمعتقد مضمونة من طرف الدستور الجزائري في مادته 35، لكن السلطة الجزائرية لم تحترم هده المادة، تتعرض الطائفة المسيحية في الجزائر الى مضايقات مستمرة  و عدم مزاولة أداء ديانتهم  بكل حرية و علنا، وفي سابقة خطير حيث أدين يوم 07 أوت 2016  من طرف محكمة الاستئناف بولاية سطيف السيد بوحفص سليمان أمازيغي ومسيحي الديانة بثلاثة سنوات سجن نافذة و غرامة مالية تقدر بمائة  آلاف دينار بتهمة الإساءة للدين الإسلامي بمنشور على صفحته الفايسبوك.

  • إقليم الشاوية:

شهد إقليم الشاوية سياسة ممنهجة من التعريب منذ 1962 ،حيث عمدت السلطة الجزائرية بتشويه تاريخ المنطقة – بإقامة مهرجان الجزائر عاصمة الثقافة العربية- في عاصمة الأمازيغ سيرت ومنعت فرق مسرحية أمازيغية المشاركة في مهرجان المسرح بمدينة قالمة، أقدم مجهولين بحرق تمثال الملكة دهيا في ولاية خنشلة  حيث نظم حقوقيون و نشطاء القضية الأمازيغية وقفة احتجاجية سلمية تنديدا لهدا العمل الإجرامي أمام تمثال الملكة أقدمت قوات الدرك بتفريق المعتصمين بالقنابل المسيلة للدموع، في مدرسة تابعة للقطاع العمومي معلمة في الصف الابتدائي و في تسجيل لها على المباشر نشرت فيديو كيف تعلم الأيديولوجية العربية الإسلامية في أوساط التلاميذ من أصول أمازيغية.

الخاتمة:

في ختام تقريرينا نطلب من منظمة الأمم المتحدة استعمال صلاحياتها لفرض على الدولة الجزائرية احترام و تطبيق المعاهدات التي صادقت عليها في اطار احترام حقوق الإنسان و الضغط على السلطة الجزائرية لإطلاق سراح المعتقلين الأمازيغ وايفاد لجنة تحقيق لكشف هده التجاوزات كما نطلب من منظمة  الصليب الأحمر و منظمة العفو الدولية:

  • زيارة سجن المنيعة و غرداية و اللقاء مع الدكتور فخار كمال الدين و المناضلين لرفع انشغالاتهم للجهات الدولية الوصية.
  • زيارة سجن ولاية سطيف و لقاء مع بوحفص سليمان.
  • زيارة سجن ولاية سعيد زيارة اقدم سجين سياسي بابا نجار محمد.
  • إيفاد ملاحظين لمتابعة مجريات محاكمة الدكتور فخار كمال الدين ورفقائه.

إيفاد لجنة تحقيق دولية تحت رعاية الأمم المتحدة للتحقيق:

  • التحقيق في أحداث أت أمزاب.
  • التحقيق في وفيات المساجين داخل سجن لمنيعة و تغردايت (غرداية).
  • التحقيق في السياسة والاعتقالات الممنهجة ضد مناضلي الحركة من اجل تقرير مصير القبائل.

 

المغرب يوم: 08 سبتمبر 2016

مندوب الجزائر للتجمع العالمي الأمازيغي

سكوتي خضير

 

شاهد أيضاً

“المتمرد الأمازيغي” معتوب لوناس…26 سنة على اغتيال أشرس معارض للنظام العسكري الجزائري

خلد ابناء منطقة القبائل ومعهم كل عشاق الأغنية الأمازيغية، أول أمس الثلاثاء 25 يونيو الجاري، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *