قال “تكتل تَمْغْرَبيتْ للإلتقائيات المواطنة” إن “ورش تدريس اللغة الأمازيغية يشكل عصب السياسة الوطنية للدولة حيال الأمازيغية، كما أنها الورش الذي بدونه لا يمكن تحقيق الشيء الكثير من الأهداف التي نص عليها كل من الخطاب الملكي ليوم 30يوليو 2001 وخطاب أجدير يوم 17 أكتوبر من نفس السنة”، مشيرا إلى أنه “لا يمكن الحديث عن نجاح السياسة الوطنية للدولة حيال الأمازيغية دون التقدم في ورش تدريس اللغة الأمازيغية”.
وعبر التكتل المعروف اختصارا ب “تاضا تَمْغْرَبيتْ” في بيان توصلنا به، عن قلقه الكبير من التذمر والإحباط الذي يسود في أوساط أساتذة اللغة الأمازيغية، مشيرا أنه ” يواكب الأشكال الاحتجاجية التي ينظمها هؤلاء الأساتذة وتنسيقياتهم وآخرها الإضراب الجهوي الذي نظمته التنسيقية الجهوية لأساتذة اللغة الأمازيغية بجهة سوس ماسة”.
وأشار التكتل إلى التدبير “الكارثي لهذا الملف، من طرف الحكومات السابقة، من انتهاك صريح للمادة الخامسة من الدستور، ومن تشجيع لجيوب مقاومة تدريس اللغة الأمازيغية والتي انتعشت (جيوب المقاومة) لأسباب إيديولوجية ومزاجية في دواليب الوزارة والمديريات الجهوية للتربية والتكوين وفي صفوف بعض الأطر التربوية” وفق تعبيرها.
“وأخذا بعين الاعتبار التزام الحكومة الجديدة بإحداث نقلة نوعية في تدبير ورش تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية”، يضيف ذات البيان “لا يمكن إدماج الأمازيغية في مجال التشريع والمعلومات والإبداع الثقافي والفني، فضلا عن استعمالها في الإدارات وفي مجموع المرافق العمومية، كما التزمت بذلك الحكومة، دون مساهمة المدرسة العمومية من خلال إنجاح ورش تدريس اللغة الأمازيغية.
وعبّرت تاضا تَمْغْرَبيتْ، عن “تضامنها مع أساتذة اللغة الأمازيغية ضحايا الإجراءات الكارثية التي اعتمدتها الحكومات السابقة في تدبيرها لورش تدريس اللغة الأمازيغية”، داعية “الحكومة الحالية إلى إحداث القطيعة مع ما كان معمولا به في تدبير ورش تدريس اللغة الأمازيغية طيلة العشر سنوات الأخيرة، وإلى إنجاز افتحاص شامل لهذا التدبير للوقوف على مكامن الخلل وسوء التدبير وجيوب مقاومة تدريس اللغة الأمازيغية، وذلك من أجل اتخاذ التدابير الضرورية لإنجاح هذا الورش الوطني الاستراتيجي.”
وشدّد ذات المصدر على أن “الإرادة السياسية هي الضامن الأساسي لنجاح ورش تدريس الأمازيغية، فإن غابت تُركَ الورش للمتلاعبين والمتربصين به، وإن حضرت سار الورش في اتجاه تحقيق الأهداف المنتظرة منه”، مضيفا “فالقراءة المتأنية لمسار هذا الورش تؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن حضور الإرادة السياسية في الفترة الممتدة من 2003 إلى 2007 هي التي ساهمت في إخراج هذا الورش إلى الوجود كما ساهمت في تعبئة الموارد الضرورية من أجل تأهيل اللغة الأمازيغية وتهيئة متن الأمازيغية وتكوين المدرسين والمكونين وتأهيل الأطر التربوية حتى تواكب إدماج اللغة الأمازيغية في المنظومة التعليمية.”
ودعت تاضا تَمْغْرَبيتْ وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة إلى الإنصات لصوت أساتذة اللغة الأمازيغية، والعمل على إخراج “ورش تدريس الأمازيغية من الأزمة التي تسبب فيها التدبير الكارثي للملف منذ سنة 2007″؛ موضحة أن هذا الورش “يعيش اليوم على إيقاع مشاكل سوريالية لا تليق بمغرب ما بعد دستور 2011 ، من قبيل: عدم توفير حجرات دراسية لأساتذة اللغة الأمازيغية، واحتقار بعض المسؤولين داخل الوزارة للمذكرات الوزارية التي تؤطر تدريس اللغة الأمازيغية، وفوضى الغلاف الزمني المخصص للغة الأمازيغية، ناهيك عن تكليف أساتذة هذه اللغة لسد الخصاص في مواد دراسية أخرى، والاعتداءات المتكررة على بعضهم من طرف غلاة جيوب المقاومة” وفق ما جاء في البيان.
منتصر إثري