تنظيمات أمازيغية: عبث تدريس الأمازيغية لم يعد مرحليا بل أصبح قاعدة تهدف إلى “إبادة” اللغة الأمازيغية

أعلنت عدد من التنظيمات الأمازيغية عن رفضها “القاطع للسياسة اللغوية المغربية القائمة على الميز والإقصاء والتي تلغي مبدأ تكافؤ الفرص وتعرقل التحصيل المعرفي السليم للتلاميذ وتؤثر سلبا على نموهم النفسي والوجداني والعاطفي”.

وحملت الجمعيات الموقعة على بيان بشأن تدريس الأمازيغية، توصلت به “العالم الأمازيغي”، الدولة المغربية ما يتعرض له أساتذة وأستاذات اللغة الأمازيغية من استفزازات وإهانات وشطط حيث يمارس عليهم الميز العنصري ويفرض عليهم في بعض الأحيان تدريس مواد لا علاقة لها بتخصصهم”.

أضف إلى ذلك – يضيف البيان “غياب مفتش تربوي خاص بالمادة وعدم وجود إطار مرجعي لتدبير الزمن المدرسي يجعل أساتذة اللغة الأمازيغية عرضة للتعسف من طرف المديرين والمفتشين التربويين”.

وطالبت الجمعيات الأمازيغية الموقعة على هذا البيان “الدولة المغربية بتدريس اللغة الأمازيغة بشكل جدي يليق بمقامها باعتبارها لغة أصيلة وأصلية لهذا الوطن وتعميمها على امتداد خريطة المغرب في التعليم العمومي والخصوصي ولجميع الأسلاك التعليمية في أفق جعلها لغة للتدريس، وكذا إدراجها في التربية الغير النظامية وفي برامج محو الأمية، مع مراعاة تجديد المناهج الدراسية لمسايرة مستجدات العصر”.

كما دعت “جميع الجمعيات والهيئات والفعاليات الأمازيغية لإعطاء الأولوية لملف تدريس اللغة الأمازيغية الذي يعد مدخلا أساسيا للنهوض بالأمازيغية لغة وثقافة وحضارة وتحقيق العدالة اللغوية كمنطلق لنشر قيم المواطنة وللبناء الديموقراطي”.

وفي ما يلي نص البيان كاملا:
بيان بشأن تدريس اللغة الأمازيغية بالمغرب

منذ أن تقرر الشروع في تدريس اللغة الأمازيغية كمادة دراسية في المؤسسات التعليمية المغربية سنة 2003، عرف هذا المشروع الوطني الهام العديد من المشاكل والعراقيل المفتعلة بغية إفشاله في أفق إقباره بشكل نهائي، وهو ما ينم عنه التعامل العشوائي والتدبير الارتجالي لهذا الملف طيلة هذه الفترة. ولذالك لم يراوح هذا الورش مكانه بعد سبع عشرة سنة لعدم توفر الإرادة السياسية اللازمة لأجرأة مضامين القرارات المتخذة في هذا الشأن والمضي قدما في تطوير الآليات القانونية والطرائق البيداغوجية الكفيلة بتحسين وتجويد تدريس اللغة الأمازيغية.

ويتجلى عدم اهتمام الدولة المغربية بتدريس اللغة الأمازيغية من خلال الغلاف الزمني المخصص لها ومن خلال هزالة الأرقام المتعلقة بعدد التلاميذ المستفيدين من هذه العملية وكذا عدد الأساتذة المتخصصين الذين يتم توظيفهم. أضف إلى ذلك ما يعانيه هؤلاء الأساتذة والأستاذات من مضايقات وإهانات، وفي بعض الأحيان يتم طردهم من طرف بعض المدراء كما لو أنهم غرباء عن المنظومة التربوية، كما هو الحال في العاصمة الرباط وفي مدينة العرائش، وهو ما يضرب عرض الحائط كل القوانين والأعراف دون محاسبة ولا مراقبة. ناهيك عن طريقة تدبير الحصص المخصصة للغة الأمازيغية والتي غالبا ما تدرج في الوقت الميت من الزمن المدرسي.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا العبث لم يعد مرحليا ولا يشكل استثناء بل أصبح قاعدة لتدبير تدريس اللغة الأمازيغية وآلية تدخل ضمن إستراتيجية لعرقلة تعليم اللغة الأمازيغية وإجهاض هذا المشروع. وهو ما يبن بالملموس أن العقيدة الإديولوجية للدولة المغربية المرتكزة على العداء السرمدي للأمازيغية لم تتغير، بل تتجدد وبشكل أقوى وتهدف إلى إبادة اللغة الأمازيغية من خلال تسخير جميع الإمكانيات لتطويقها وخنقها عن طريق الضغط الإديولوجي والسياسي الذي يتم تصريفه عبر الإعلام والإدارة والمدرسة وباقي الأجهزة الإديولوجية.

وبالنظر إلى الخطورة التي تشكلها السياسة اللغوية المتبعة على مستقبل اللغة الأمازيغية التي تعد من اللغات المهددة بالانقراض، فإننا نحن الجمعيات الموقعة أسفله، نعلن للرأي العام الوطني والدولي ما يلي:

رفضنا القاطع للسياسة اللغوية المغربية القائمة على الميز والإقصاء والتي تلغي مبدأ تكافؤ الفرص وتعرقل التحصيل المعرفي السليم للتلاميذ وتؤثر سلبا على نموهم النفسي والوجداني والعاطفي؛

تحميلنا الدولة المغربية ما يتعرض له أساتذة وأستاذات اللغة الأمازيغية من استفزازات وإهانات وشطط حيث يمارس عليهم الميز العنصري ويفرض عليهم في بعض الأحيان تدريس مواد لا علاقة لها بتخصصهم، أضف إلى ذلك غياب مفتش تربوي خاص بالمادة وعدم وجود إطار مرجعي لتدبير الزمن المدرسي يجعل أساتذة اللغة الأمازيغية عرضة للتعسف من طرف المديرين والمفتشين التربويين؛

مطالبتنا الدولة المغربية بتدريس اللغة الأمازيغة بشكل جدي يليق بمقامها باعتبارها لغة أصيلة وأصلية لهذا الوطن وتعميمها على امتداد خريطة المغرب في التعليم العمومي والخصوصي ولجميع الأسلاك التعليمية في أفق جعلها لغة للتدريس، وكذا إدراجها في التربية الغير النظامية وفي برامج محو الأمية، مع مراعاة تجديد المناهج الدراسية لمسايرة مستجدات العصر؛

دعوتنا جميع الجمعيات والهيئات والفعاليات الأمازيغية لإعطاء الأولوية لملف تدريس اللغة الأمازيغية الذي يعد مدخلا أساسيا للنهوض بالأمازيغية لغة وثقافة وحضارة وتحقيق العدالة اللغوية كمنطلق لنشر قيم المواطنة وللبناء الديموقراطي.

الجمعيات الموقعة:
جمعية أكال بالحاجب
جمعية ماسينيسا بطنجة
جمعية أسيد بمكناس
جمعية أمغار للثقافة والتنمية بخنيفرة
حرر يوم 24 أكتوبر 2020

اقرأ أيضا

ندوة حول موضوع الفلسفة والحرب: مآزق العيش المشترك

نظمت شعبة الفلسفة، بالتعاون مع مجتمع الخطاب وتكامل المعارف وماستر الفلسفة المعاصرة: مفاهيم نظرية وعملية، …

تعليق واحد

  1. الأكثر من ذلك انه تم إقصاء الأمازيغية في التعليم بالتناوب ودلك بطريقة فنية و دلك عندما خسروا الأساتذة بين تدريس الأمازيغية 10 دقائق في الزمن المخصص للتعليم وهو زمن يغادر فيه التلاميذ قاعات الدراسة . بالإضافة إلى عامل آخر وهو سيطرت شهة سيطرت أساتذة إسلاميون وعربين على المجالس التربوية و تراجع الخطير الفاعل الأمازيغي مما أعطى الانطباع للدولة ان الأمر لا يعدوا ان يكون سحابة صيف عابرة . أناشد إخوتي الامازيغ ان يهودا لفتح مرحلة حاسمة للصراع الهوياتي في المغرب وحماية الامازيغية بقرارات سياسية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *