وقعت المؤسسة الوطنية للمتاحف والمجلس الدولي للمتاحف الإسرائيلي (الأيكوم)، الأربعاء بالرباط، مذكرة تفاهم، تروم تعزيز الروابط المهنية والثقافية بين المؤسستين، ودعم تبادل الخبرات في مجال المتاحف والتراث الثقافي.
وبهذه المناسبة، أكد رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، مهدي قطبي، في تصريح لوكالة المغرب للأنباء، أن “هذه الاتفاقية تهدف إلى المساهمة في تطوير التكوين وتعزيز تبادل الخبرات والتجارب في قطاع المتاحف، من أجل إفادة أشقائنا الأفارقة”.
وأضاف أن “المتاحف الإسرائيلية تضم أعمال فنية رائعة، وتتمتع بثقة جالياتها في جميع أنحاء العالم، الذين يعرضون أعمالهم الفنية الحديثة والمعاصرة”.
كما أبرز مهدي قطبي أن المجلس الدولي للمتاحف الإسرائيلي على استعداد للتعاون وإثراء المؤسسة الوطنية للمتاحف بالأعمال الفنية “الرائعة”، لفنانين كبار ميزوا الساحة الفنية العالمية، مثل بيكاسو ومارك شاغال.
وأضاف أنه “من خلال الاتفاقيات المتعددة المبرمة مع متاحف مختلفة حول العالم، أصبحت المملكة نموذجا بالنظر إلى خصوصيتها في إفريقيا والعالم العربي”.
وصرح أيضا أنه “منذ استئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية، تم تعزيز العديد من المجالات على الصعيد الثنائي، لا سيما الصناعة والثقافة”، مضيفا أن “الثقافة ضرورية باعتبارها تمثل أحد الجسور التي لا يمكن تدميرها، ووسيلة ثمينة لمعرفة الآخر”.
كما أشاد رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف بتكريس معرفة الآخر من خلال التوقيع على مذكرة التفاهم هاته، مبرزا أن العديد من الإسرائيليين من أصل مغربي يحملون المغرب وجلالة الملك في قلوبهم.
وأشار إلى أن المغرب، بلد الحوار والتعايش، قام بفضل الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بإنشاء متحف للفنون الاسلامية ومتحف للثقافة اليهودية.
من جهتها، أعربت مديرة المجلس الدولي للمتاحف الإسرائيلي، سميرة راز، عن سعادتها بالتواجد في المغرب، واصفة توقيع هذه المذكرة بـ “لحظة تاريخية” يرمز لها بـ “جسر رائع في قطاع المتاحف والمعارض”.
وأضافت في تصريح للصحافة أن قطاع المتاحف كبير ويتيح بناء جسور بين الفنانين الإسرائيليين والمغاربة، لا سيما من خلال تبادل المعارض، موضحة أن الثقافة تفتح الطريق أمام “حوار حقيقي بين الدول”.
كما أعربت سميرة راز، التي تقوم حاليا بزيارة عمل إلى المغرب برفقة وفد كبير، عن تأثرها بوجود متحف في المملكة مخصص للذاكرة اليهودية.
من جانبها، أشارت مديرة متحف الشعب اليهودي، أوريت شاحام غوفر، إلى أن هذا التعاون الثقافي بين البلدين سيسمح للشعب المغربي باكتشاف تأثير تراثه على الثقافة الإسرائيلية، مضيفة أن مذكرة التفاهم بين البلدين التي تم توقيعها اليوم “ستعزز بشكل كبير العلاقات بين بلدينا”.
وتهدف هذه المذكرة التي أشرف على توقيعها رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف ومدير المجلس الدولي للمتاحف الإسرائيلي، إلى تقاسم التجارب في المجالات ذات الاهتمام المشترك، ولا سيما استعمال تكنولوجيا الاتصال والتواصل في عمليات الأرشفة وتبادل المعارض وإعارة الأعمال الفنية.
كما تروم المساهمة في تعزيز العلاقات بين الشعبين، وتطوير التعاون على أساس المساواة والمصالح المتبادلة، وتسهيل المشاركة المتبادلة في المؤتمرات والندوات حول علم المتاحف، وضمان الولوج الحر للباحثين العاملين في إطار هذه المذكرة.