في إطار الاحتفال باليوم العالمي للموسيقى الذي يصادف سنويا الواحد والعشرين من شهر يونيو، ينظم المعهد الموسيقي الحاج بلعيد تحت إشراف مجلس جماعة تيزنيت حفلا فنيا خاصا لتكريم روح فقيد الساحة الفنية الأمازيغية المحلية والوطنية المرحوم عموري مبارك، وذلك يوم الثلاثاء 21 يونيو 2016 بفضاء قاعة العروض بدار الثقافة محمد خير الدين ابتداء من الساعة العاشرة والنصف ليلا.
هذا الحدث الفني الإجتماعي، سيعرف إلى جانب كلمة رئيس جماعة تيزنيت ومدير المعهد الموسيقي والمندوبة الإقليمية للثقافة ورئيس جمعية أباء و أولياء تلاميذ المعهد مشاركة عدة أصوات فنية محلية من طلبة المعهد اللذين سيؤدون معزوفات موسيقية من الريبيرطوار الخالد للفنان عموري مبارك، إضافة إلى مختارات موسيقية أمازيغية وعالمية.
وتأتي هذه الالتفاتة الفنية حسب المنظمين كعربون محبة واعتراف للجميل الذي أسداه صديق المدينة المرحوم عموري مبارك للمدينة ولشبابها في مجال الموسيقى، حيث كان يلقن بتلقائية أبجديات فن العزف على آلة الكيتارة لثلة من شباب المدينة لفترة ما قبل افتتاح المعهد الحالي، كما كان ينشط سهرات فنية خلال المناسبات العديدة التي تشهدها المدينة.
الفنان عموري مبارك للتذكير من مواليد سنة 1951 بإيركيتن، في مقدمة الأطلس الكبير بالقرب من مدينة تارودانت، وتوفي في 14 فبراير 2015 بالدار البيضاء، وهو واحد من الملحنين، المغنيين والموسيقيين المغاربة المجددين للموسيقى الأمازيغية.
ترعرع عموري الطفل في مدينة تارودانت ونظرا لتفوقه الدراسي انتقل إلى مركز مسيحي بنفس المدينة ودرس اللغة الفرنسية والموسيقى وكان في بدايته يغني بالفرنسية والانجليزية، إلى أن التقى بأعضاء من الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، حيث اهتم بلغته الأصلية الأمازيغية، ليساهم في تكوين مجموعة أوسمان التي لقيت نجاحا حقيقيا بكبريات صالات العرض العالمية مثل الأولمبيا بباريس، قصر الفنون الجميلة لبروكسيل وقصر الشتاء بليون.
افترق أعضاء هذه المجموعة في سنة 1978، فيما واصل عموري مبارك مشواره منفردا وسجل أغنيته المشهورة تازويت نرا نكديم أنمون”. وقد عمل هذا الموسيقي المقتدر على تجديد الأغنية الأمازيغية، رغم المعارضة الشرسة التي تلقاها من فنانين في بداية مشواره، حيث حاول المزج ما بين التراث والحداثة، واستطاع تلحين وغناء ريبرطوارا للشعراء الأمازيغ المعاصرين.
وعلى طول مشواره الموسيقي الحافل، لم يكف عموري مبارك عن الابتكار والتجديد واكتشاف أنغام تقليدية وعصرية. فهو يؤدي نصوصا لكبار الشعراء الأمازيغ المعاصرين أمثال علي صدقي أزايكو، ومحمد المستاوي، وابراهيم أخياط وغيرهم .. وفي مواضيع متواترة مغناة من طرف عموري مبارك، نجد الهوية الأمازيغية، الأرض، الإنسان، الحب، الترحال والمنفى والهجرة، وخلال المهرجان الأول للموسيقى العصرية المغربية سنة 1985 بالمحمدية، حاز عموري مبارك على الجائزة الثالثة على أغنيته الرائعة تحمل اسم المدينة الفرنسية “جونفيليي” من كلمات علي صدقي أزايكو.