خلدت الحركة الثقافية الأمازيغية ـ موقع تيطاوين، يوم أمس الثلاثاء 06 فبراير 2018، الذكرى 55 لرحيل الشهيد محمد بن عبد الكريم الخطابي، رائد مدرسة التحرر العالمية؛ وذلك بتنظيمها لشكل نضالي في رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمارتيل.
وتم بالمناسبة التعريف بالشهيد “مولاي موحند” من مختلف الجوانب، والدور الكبير الذي لعبه في مواجهة القوى الاستعمارية، كما تمت الإشارة إلى تنكر التاريخ الرسمي المغربي لهذا البطل التاريخي، “مما يدل على زيف شعار المصالحة مع الماضي الذي رفعه النظام المخزني القائم في البلاد وأذياله”.
كما لم يفت مناضلي الحركة التطرق لأهم المحطات التاريخية والبطولات التي صنعها هذا البطل والتي للاسف غيبت عن كل المقررات الدراسية الرسمية، وإن تمت الإشارة إليها فإنها تكون جد محتشمة ولا تليق حتى بمقامه ومما قدمه للوطن من تضحيات جسام بقيت وستبقى موشومة في الذاكرة الجماعية لإيمازيغن؛ وذلك من خلال طرده للمستعمر الأجنبي من الريف الأمازيغي، وكذا بكفاحه المستميت في سبيل تحقيق مشروعه التحرري الذي دام سنوات طوال.
وجاء في التعريف بابن عبد الكريم الخطابي “بالرغم من الانتصارات التي حققها الأمير إلا أنها لم تجعله يتخلى عن مبادئه ذات الطابع الإنساني ويتجلى ذلك بوضوح في عدم الدخول إلى مدينة مليلية، يوم 23 يوليوز 1921، مباشرة بعد فوزه في معركة أنوال يوم 21، من ذات الشهر والسنة”.
وأشار مؤطروا حلقية النقاش، التي جسدت الشكل النضالي، أن مولاي موحند “عاش رجلا ذو قناعات مبدئية استنبطها من الأرض التي دافع عليها طوال حياته بكل الوسائل المتاحة له في زمانه، وعاش فيها مرفوع الرأس، إلى أن تحالفت عليه القوى الاستعمارية سنة 1926 الخارجية منها والداخلية: الأولى التي تتمثل في إسبانيا وفرنسا، والثانية تتمثل في النظام العروبي الذي كان دائما ضد المشروع التحررى لمولاي موحند، وذلك بتسخير لأذياله المتمثلة في الزوايا والشيوخ المتشبثين بالتطرف الديني الذي كان مولاي موحند يسعى الى تحرير العقول من هذه الاوهام، وتم مواجهته بتحريض الشعب على عدم اتباع خطواته ومشاريعه.. لأنه يرى في ذلك التحرر زواله-النظام المخزني- وزيف شعاراته واندثار لآلياته وشرعيته المبنية على الخيال والوهم والطوبائية”.
كما تمت الاشارة إلى مرحلة نفي مولاي موحند إلى جزيرة “لاريونيون” حيث قضى فيها ما يقارب 21 سنة بعيدا عن وطنيه وعن أرضه التي دافع عنها بشراسة. الى ان يرحل على متن باخرة كانت متجهة صوب فرنسا الا انه تم انزاله بالقاهرة هنالك بدأ مرحلة اخرى من مشروعه التحرري المتمثلة في مواقفه الجريئة التي تموقف بها مولاي موحند إيزاء معاهدة (ايكس ليبان) سنة 1955 وكذلك الاستقلال الشكلي للمغرب 1956، حيث اعتبر هذه المعاهدة بمثابة خيانة عظمى للشعب المغربي كافة، إذ تم إخراج المستعمر من الباب وإدخاله من النافذة، مما سينتج عنها ما سماه الزعيم الخطابي ب: “الاحتقلال”، كدمج بين مصطلحي الاستقلال والاحتلال.
واستحضر المتدخلون، في ذات الشكل النضالي، عددا من أقوال الزعيم الخطابي: كـ “ليس في الحرية حل وسط”، “إذا كنت محكوما من طرف أناس لا يفهمون لغتك، فاعلم أنك مستعمر”، “إن الكفاح الحقيقي هو الذي ينبثق من وجدان الشعب لأنه لا يتوقف حتى النصر”.
أمضال أمازيغ: مراسلة