“تينوبو” رئيسا جديدا لنيجيريا خلفا لاحمدو بوهاري

الحسين بوالزيت صحفي وباحث في التاريخ

بولا أحمد تينوبو الرئيس الجديد لدولة نيجيريا من أتباع ومريدي الطريقة التيجانية المعروفة، وهي زاوية من الزوايا الدينية التي لعبت دورا مهما في تاريخ المغرب وعموم اقطار شمال افريقيا، ومناطق افريقيا جنوب الصحراء، وقد اسسها سيدي احمد التيجاني دفين مدينة فاس المغربية والتي يرتبط بها متصوفي هذه الزواية ارتباطا روحيا وقويا. وهذا ما يجعل استحالة فهم إنتشار الاسلام في اقطار افريقيا جنوب الصحراء بدون الرجوع الى تاريخ الزوايا والتجارة.

ونخص بالذكر هنا التجار السوسيين الذين عملوا على نشر الديانة الإسلامية في اقطار افريقيا الغربية بطرق سلمية وحضارية راقية وقد لعبت الزوايا دورا محوريا في ذلك ومن هنا سر البصمة المغربية على اسلام افريقيا جنوب الصحراء والتي تبنت بشكل طوعي الاسلام الأمازيغي المعروف باعتداله وتسامحه وعدم تشدده ونبذه للارهاب وتشجيعه لقيم التعايش والاختلاف. البصمة المغربية الأمازيغية على اسلام هذه الاقطار نجدها في اسماء الصلوات الخمس التي مازالت تسمى بأسماء امازيغية من قبيل تيزوارنين، الظهر، تاكزينين ومعناه العصر، تودشي وهي المغرب، وتيضص والمقصود بها صلاة العشاء.

لقد تعمدنا هنا كتابة اسماء الصلوات الخمس بالنطق المحلي لمسلمي إفريقيا جنوب الصحراء وكلها تسميات أمازيغية مازالت متدوالة في سوس والصحراء ومازالت تسمى بها الصلوات الخمس. كما ان البصمة الامازيغية تبدو واضحة على اسم الرئيس الجديد، وهو أمر عادي جدا بالنظر إلى تأثيرات تحركات “ارفاكن ن سوس”، او تجار سوس في مجالات افريقيا جنوب الصحراء ومنها اقطار افريقيا الغربية انطلاقا من السودان الغربي وعاصمته التاريخية والمزدهرة تين بكت. وليس “تومبوكتو”، والمقصود به دولة مالي اليوم.

ومادام الإسلام لم يدخل الى افريقيا جنوب الصحراء وإلى غربها بقوة السلاح والغزوات والحروب المدمرة عكس السودان الغربي الذي كان دخول الإسلام اليها عنيفا وشبيها بالطريقة التي دخل بها الى شمال افريقيا في عهد الغزوات المبكرة، وعلى العكس من ذلك ومن حسن حظ افريقيا الغربية الاطلنتية ان دخول الإسلام اليها كان مقترنا بالتجارة وبالزوايا والتصوف، وكلنا نعلم العقلية البراغماتية للعنصرين فالتجار السوسيين، الذين لعبوا دورا كبيرا في هذا المجال كانوا على وعي بضرورة نشر الاسلام في هذه الربوع بطريقة سلمية حفاظا على توازنات اجتماعية مفيدة للتجارة والدين على حد سواء وهذا ما نستشفه من الذهنية الدفينة للمسلمين في هذه الربوع والتي ناذرا ما تفرق بين الدين والتجارة، وبين الاسلام والطرقية، بين المرجعيات القديمة السابقة في الوجود على الاسلام والشريعة الإسلامية ومقتضياتها.

ينضاف ل لى هذا عنصر الاستقرار في تين بكت من طرف التجار السوسيين، والذي كان يقتضي كياسة من نوع خاص، ووعيا كاملا بتميز الفضاء الجديد واختلافه مع الفضاءات السوسية المعروفة.

واذا كان من سبب مباشر لنجاح مهمة هؤلاء التجار في هذه الاقطار فهي دبلوماسيتهم الناجحة في التعامل مع المواقف الصعبة والتي تقتضي تعاملا ذكيا مع جميع الحالات الطارئة وتدبيرا عقلانيا للاختلاف في فضاء متحرك ومتغير باستمرار… فلا مناص اذن من الاستفادة من هذه التجربة اليوم وهي التي اعتبرت على الدوام مدرسة حقيقية في التدبير والتسيير التجاري…. فلما لا يعمل على استثمار هذه الثقافة على الوجه الاحسن خدمة لقضايا المغرب المصيرية….

اقرأ أيضا

الإحصاء العام: استمرار التلاعب بالمعطيات حول الأمازيغية

أكد التجمع العالمي الأمازيغي، أن أرقام المندوبية تفتقر إلى الأسس العلمية، ولا تعكس الخريطة اللغوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *