انعقدت يوم 10 فبراير 2025 لجنة تحكيم جائزة ابن رشد للوئام والتعايش، التابعة لـجمعية الصداقة الأندلسية المغربية – منتدى ابن رشد، للبث في الترشيحات الواردة من المغرب وإسبانيا، والتي كانت عديدة ومتميزة هذا العام. وقررت اللجنة منح جائزة ابن رشد للوئام والتعايش في نسختها الثانية، للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية (SNRT)، وللمترجمة التي تحمل الجنسيتين المغربية والإسبانية مليكة امبارك لوبيز. وذلك تقديرًا لجهودهما في تعزيز التعايش والحوار والتعددية الثقافية.
وقد أبلغت اللجنة الإدارية لجمعية الصداقة الأندلسية المغربية – منتدى ابن رشد الفائزين رسميًا بقرار منحهم الجائزة، حيث أعرب كل من فيصل العرايشي ومليكة إمبارك لوبيز عن شكرهما العميق والتزامهما بحضور الحفل التكريمي في يونيو المقبل في الرباط.
وسيُقام حفل التكريم الرسمي برعاية مؤسسة بالياريا، حيث سيتم منح الفائزين تمثالًا برونزيًا للفيلسوف الأندلسي ابن رشد، الذي يُعتبر نموذجًا للانفتاح الفكري، التسامح، والحوار بين الثقافات. والتمثال هو عمل للنحات القرطبي لويس م. غارسيا.
ويُذكر أن الجائزة في دورتها الأولى قد مُنحت إلى شبكة معاهد سيرفانتيس في المغرب وللمفكر المغربي عبد القادر الشاوي، حيث تم تنظيم حفل التكريم في قصر كارلوس الخامس في قصر الحمراء (غرناطة)، تحت رعاية سفيرة المملكة المغربية في إسبانيا، السيدة كريمة بنيعيش.
و تُمنح جائزة ابن رشد للوئام والتعايش تكريمًا للأفراد أو المؤسسات العامة والخاصة في إسبانيا والمغرب، الذين يساهمون في تعزيز الفهم المتبادل، التعايش السلمي، الحوار، حرية الفكر، حقوق الإنسان، السلام، العدالة، حماية البيئة، احترام الأقليات، والدفاع عن حقوق المرأة والتسامح والإدماج الثقافي.
وللاشارة، مليكة إمبارك لوبيز هي مترجمة مغربية إسبانية، وُلدت في مدريد لأب مغربي وأم إسبانية، ودرست فيلولوجيا اللغة الإسبانية في جامعة محمد الخامس في الرباط. تعتبر مثالًا للتبادل الثقافي المثمر بين الشمال والجنوب، حيث لعبت دورًا بارزًا في نقل الأدب المغاربي والفرنسي إلى اللغة الإسبانية. وقد حصلت على جائزة الترجمة الوطنية في إسبانيا لعام 2017، وترجمت إلى الإسبانية أعمالًا لمؤلفين مرموقين مثل طه عبد الرحمن، محمد شكري، إدمون عمران، وعبد الله العروي. كما حصلت في عام 2015 على جائزة جيراردو دي كريمونا لتعزيز الترجمة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، إلى جانب المترجم الفلسطيني صالح علماني، ومدرسة المترجمين في بيروت، ومؤسسة Next Page في بلغاريا.