ينظم مختبر التراث الثقافي واللغوي والأدبي بالجنوب الجزائري وفرقة البحث في التراث والأدب بالجنوب الجزائري بجامعة غرداية، مؤتمرا وطنيا حول موضوع “الأدب الأمازيغي في الجنوب الجزائري، أعلامه وقضاياه الموضوعية والفنية”، وذلك يومي 25- 26 أفريل 2018 بمدينة تغردايت جنوب-غرب الجزائر.
ويهدف الملتقى، حسب الأرضية التي أعدتها اللجنة العلمية، إلى التعريف بالأدب الأمازيغي، باعتباره جزءاً من الهوية الوطنية الجزائرية، ورافداً خصباً للبحث أمام طلبتنا في مرحلة الليسانس والماستر والدكتوراه، ودفع الباحثين إلى مزيد من التنقيب في تخصص الأدب الجزائري الأمازيغي بالجنوب الكبير، والتعرف على التنوع اللهجي الأمازيغي من أجل استخراج خصائصه ومميزاته الفنية والموضوعية، وإفادة الأجيال اللاحقة به.
كما يسعى الملتقى إلى خدمة التراث الوطني من خلال الأنموذج المحلي والتعريف بالدراسات الرائدة في الأدب الأمازيغي بالجنوب الجزائري، وتسليط الضوء على المنتج الأدبي الأمازيغي جمعاً وتعريفاً وترجمة وتوثيقاً ونشراً، وكذا تجميع الطاقات البحثية المشتغلة بالتراث الأمازيغي الجزائري من باحثين ومؤلفين ومبدعين، قصد تثمين جهودهم وتعزيز التنسيق بينهم، وربط أواصر الصلة والتعاون بين مخابر البحث والفرق والمراكز ذات الاهتمام المشترك وطنياً، في إطار استراتيجية شاملة للعناية بالتراث الوطني، والاستثمار فيه من أجل تنميته ونشره.
واعتبرت أرضية الملتقى، الأدب الأمازيغي جزءاً أساسياً من الإرث اللامادي وعنصراً مكوناً لأشكال المعرفة الإنسانية التي تُعنى بالمظاهر الثقافية والحضارية لسكان أقطار شمال إفريقيا منذ القدم وتربطها قواسم مشتركة، ويشمل الأدب الأمازيغي كل الفنون النثرية والشعرية والتراث المتواتر عبر العصور؛ كما يتميز بثرائه وتنوعه بين أدب وأهازيج وموسيقى وفنون شعبية وقصص وحكايات وأمثال… ما يزال معظمه تتناقله الألسن وتجسّده العقول بمهارات إبداعية وأنماطٍ سلوكية متميزة فردية وجماعية.
والجزائر باعتبارها جزءاً رئيسياً ومكوناً هاماً لأقطار المغرب الكبير تزخر بدورها بمثل هذا التراث العريق، إذ تعدّ اللغة الأمازيغية في الجزائر والمتميزة بلهجاتها المحلية المتنوعة (القبائلية والشاوية والتارقية والمزابية والشلحية والقورارية والشنوية…) أحد مكونات الهوية الوطنية وقناة أساسية للتواصل ووسيلة حوار تساعد على تفعيله وفهم حيثياته وتجلية أشكاله بالحفاظ عليه وتوريثه للأجيال القادمة.
ولبحث هذا الإرث الحضاري المتجذّر تأتي الدراسات الأكاديمية الحديثة لتسلط الضوء على هذا التخصص للتعرف عليه وفق المناهج العلمية من جوانب متعددة وتصنيفه والتعريف به ضمن المنظومة الثقافية المتكاملة للهوية الجزائرية، مع محاولة إبراز مكونات الثقافة الأمازيغية بالجنوب الجزائري وتسليط الضوء على التنوع الثقافي الأمازيغي وأعلامه وقضاياه؛ والذي تمتد رقعته الجنوبية بين الجلفة والأغواط والبيض… شمال الصحراء إلى بشار وتندوف غرباً، ومن غرداية إلى ورقلة وتقرت ووادي سوف وأريغ وبسكرة شرقاً، ومن أدرار إلى جانت وإليزي وتمنغست بأقصى الجنوب الجزائري…
ولأجل التعرف أكثر على خصائص ومميزات الأدب الجزائري الأمازيغي في أنماطه الثقافية والفكرية والأدبية والاجتماعية… سطر لهذا الملتقى مجموعة من الأهداف والمحاور آملين تحقيقها والتوصل لوضع أولى اللبنات لهذا التخصص العلمي والأكاديمي المتميز في الجنوب الجزائري.
أمضال أمازيغ: كمال الوسطاني