جريدة «العالم الأمازيغي» صوت المغرب العميق في الإعلام الأمازيغي المكتوب

خديجة عزيز: جريدة «العالم الأمازيغي» صوت المغرب العميق في الإعلام الأمازيغي المكتوب 

صدر العدد الأول من جريدة «العالم الأمازيغي» الرائدة في الصحافة الأمازيغية بشمال إفريقيا، بتاريخ 31 ماي 2001، مما شكل حدثا مهما بالنسبة للإعلام المغربي الذي يعالج قضايا اللغة والثقافة الأمازيغية.

جريدة «العالم الأمازيغي» بفضل جهود طاقمها الإداري والصحفي الذي تترأسه أيقونة الإعلام الأمازيغي المكتوب السيدة أمينة ابن الشيخ «تامايورت» بمعية الأستاذ رشيد راخا، استطاعت أن تضمن لها مكانة خاصة لدى النخبة الأمازيغية من مثقفين وإعلاميين وطلبة وغيرهم.

تطلعنا الجريدة كل شهر على مستجدات العمل الجمعوي ومستجدات الشأن الأمازيغي عموما، كما تشكل ولا زالت فضاءا مهما لإبداعات الشباب والأبحاث الجامعية والمقالات الصحفية، التي تعالج تجليات اللغة والثقافة الأمازيغيتين من زوايا أنتروبولوجية وبيئية وغيرها من الحقول المعرفية.

كما تضمن كذلك بفضل موقعها الإلكتروني الولوج إلى كل مستجد في الساحة السياسية والفكرية، وترصد كذلك مختلف الإسهامات الإبداعية من فنون وآداب ومعارف أخرى.

وكما أشارت السيدة أمينة بن الشيخ في إحدى الحوارات، فتأسيس هذه الجريدة الرائدة في الصحافة الأمازيغية المكتوبة، جاء لسد الفراغ الذي يعرفه الإعلام الأمازيغي المكتوب، واستطاعت أن تستقطب مجموعة من الأقلام المتميزة المهتمة بالشأن الثقافي الأمازيغي التي تحرر موادها بثلاث لغات، هي العربية والأمازيغية والفرنسية، وبخصوص المحتوى فهو يتسم بالتنوع من حيث اللغة المستعملة أو القضايا التي يطرحها الطاقم الصحفي للجريدة، الذي يؤثث صفحات الجريدة بمقالات صحافية مركزة وقصاصات الأخبار والتغطيات لمختلف الأنشطة الثقافية التي ينظمها مختلف الفاعلين. إضافة إلى التعريف برجالات الحركة الأمازيغية ونسائها وخصوصا الذين طواهم النسيان، وإبراز المخزون التراثي الأمازيغي.

بالفعل ونحن نحتفل بالذكرى العشرين لتأسيس جريدة «العالم الأمازيغي»، يمكن القول أنها ساهمت وما تزال بشكل مستمر في النهوض باللغة والثقافة الأمازيغيتين في مجال الصحافة المكتوبة، وتساهم كذلك في تطوير اللغة الأمازيغية وذلك بتوفير فضاء إعلامي للنقاش في قضايا بيئية وثقافية واجتماعية وحقوقية.

وبفضل هذه الجريدة الرائدة استطاعت حروف «تيفيناغ» أن تصمد من الناحية الإعلامية حيث تضم في أرشيفها مجموعة من الملفات حول القضية الأمازيغية، سواء بالمغرب أو بدول شمال افريقيا كالجزائر وليبيا وتونس، كما استرعت الجريدة انتباه بعض الباحثين، مما جعلهم يتناولونها بالدراسة، حيث استقطب تألقها أبحاثا أكاديمية دولية، ونشير هنا إلى الباحث الفرنسي جولي فيللونو، الذي قدم رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا بجامعة مرسيليا، كلية القانون والعلوم السياسية.

وكأنها عازمة على الوفاء لخطها التحريري الذي تبنته منذ اليوم الأول، فقد أفردت صفحةً كاملة لتحقيقات متنوعة تتناول قضايا حقوقية وقضايا النساء وغيرها.

إن تاريخ جريدة «العالم الأمازيغي» وهي تحتفل بذكرى تأسيسها مرتبط بتاريخ الصحافة الأمازيغية عموما والتي تعد صحافة نضالية حيث تساهم بقسط وافر في الدفاع عن قضايا اللغة والثقافة الأمازيغيتين.

وإذا كانت كل صحيفة تحمل بعض تفاصيل التاريخ وحكايا الوطن بأبعادها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فإن ذلك ينطبق على جريدة «العالم الأمازيغي» التي تمثل صوت المغرب العميق.

اقرأ أيضا

”العالم الأمازيغي” صيوان ذاكرة النضال الأمازيغي ورجالاته العظام

هذه الجريدة. أعيد، هذه الجريدة كالكشكول. تم بين أعمدتها منذ صدورها الأول كيف هي الأمازيغية. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *