ابراهيم باوش – صحافي بالقناة الثامنة وصحافي سابق ب”العالم الأمازيغي”: جريدة «العالم الأمازيغي» مسيرة مستمرة رغم العراقيل
عندما فكرنا، في بداية الألفية، في تأسيس منبر إعلامي مختلف عن ما ألفناه في التجربة الجمعوية الأمازيغية، كان تفكيرا مفعما بالحذر والتوجس وطافحا بالأمل والتطلع من جهة أخرى.
جاءت الفكرة والتجربة في زمن عرف انتظارية مملة، نتيجة تراكمات سلبية تعرض لها الجسم الجمعوي الأمازيغي، بعد فتور المجلس الوطني للتنسيق بين الجمعيات الأمازيغية وانقسام الكونكريس العالمي الأمازيغي وتراجع نضالية بعض الجمعيات الأمازيغية، الذي أعقبه تراجع الجرائد التي كانت تشرف عليها.
عدة عوامل مشجعة دفعت الفريق إلى عدم التفكير في فشل التجربة، منها ذلك الحضور الوازن والمحترم للخطاب الأمازيغي في جل الفعاليات المنظمة في المغرب، وكذلك نضج الحركية الإعلامية التي خلقتها الجمعيات وبعض الشخصيات التي عملت على إصدار جرائد ومجلات عودت القارئ على البحث عن المنابر الإعلامية في الأكشاك، ثم أن فريق جريدة العالم الأمازيغي كان يفكر في صيغ البداية والإنطلاق في اللحظة التي كان الخطاب الرسمي، على أعلى مستوى، يفكر، هو الآخر في فتح ملف الأمازيغية، كإرث لكل المغاربة.
جاءت جريدة «العالم الأمازيغي»، بجهود تشكيلة معروفة لدى المناضلين الجمعويين، تشكيلة تعرف تناقضات وتكاملات الحركة الجمعوية، وانطلقت بلغات ثلاث مكتوبة بأحرف ثلاث، فاسحة المجال لجيل جديد يرى الشأن الأمازيغي برؤى جديدة.
طوال هذه السنوات العشرين من استمرار جريدة «العالم الأمازيغي» في الصدور، كان الإصرار ملحا على أن التوقف سيعني فشل التجربة وخلو الساحة الوطنية من منبر معبر بلغة تاريخية اقتحمت الدستور المغربي، في بادرة حسن نوايا تجاه الهوية الأمازيغية في المغرب.
قبل دسترة الأمازيغية سنة 2011، واكبت جريدة «العالم الأمازيغي» ميلاد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وولوج الأمازيغية فصول المدرسة العمومية، كلغة مدرسية، كما واكبت تطور الإذاعة الأمازيغية وانطلاق قناة تامازيغت.
ساهمت كتابات ومقالات وتحليلات صفحات «العالم الأمازيغي» في كل هذا النقاش العمومي الحر والواعي، بعيدا عن الكتابات العاطفية أو الاندفاعات غير المدروسة.
نتذكر أسماء شاركت في وضع اللبنات وأخرى واكبت البناء، والمهم هو أن تستمر جريدة أمازيغية بقيادة نسائية لتعبر بلسان الأحرار عن تطلعات الأمازيغ في مغرب يتصالح مع ذاته بمسؤولية وإدراك.