نظمت جمعية آيث حذيفة للثقافة والتنمية يوم السبت 09 أبريل 2016، ندوة سياسية وفكرية تحت عنوان “قراءة في راهنية المشهد السياسي بالمغرب” بثانوية الشريف محمد أمزيان بآيث حذيفة، ابتداءا من الساعة الثالثة بعد الزوال (15:00)، من تأطير كل من الأستاذين والمناضلين الأمازيغيين عبد الوافي المساوي وسمير المرابط.
بعد تحية كل شهداء القضية الأمازيغية، والتأطير العام لسياق تنظيم هذه الندوة. أعطيت الكلمة للأستاذ عبد الوافي المساوي ليتطرق للسياق الدولي والإقليمي الذي أفرز مجموعة من “الإصلاحات” التي عرفها المغرب، أو بالأحرى فرضت على المغرب من خلال توصيات وإملاءات مجموعة من المؤسسات المالية الدولية التي تؤثر بشكل كبير في رسم معالم السياسة الدولية، وذلك من خلال توجيه الدول المتخلفة نحو رفع يدها عن القطاعات الاجتماعية الحيوية (التعليم، الشغل…) وتفويتها للخواص.
ثم أعطيت الكلمة للأستاذ سمير المرابط، لتحليل المشهد السياسي بالمغرب، ليحدد مجموعة من النقط الجوهرية والأساسية التي وجب أن يستعين بها أي باحث في تفكيك بنية النسق السياسي بالمغرب، من قبيل التمييز بين مفهوم المشهد السياسي كما هو متعارف عليه في نظريات الفكر السياسي، وبين السلوك السياسي الذي يعبر عن وجود توجيه مسبق للسياسة بالمغرب، وبالتالي وجود مجال ضيق، محدد ومحدود للممارسة السياسية، والتي يطبعها في غالب الأحيان استغباء للشعب المغربي، واستحمار للعقول، ومعظم “الفاعلين السياسيين” لم يضيفوا ولو مساهمة رمزية للسياسة بالمغرب. على العكس، استمروا في سياسات تفقير وتهميش الشعب عبر نزع أراضيهم وتهجيرهم بعد توالي الأزمات الاقتصادية والإجتماعية.
ويضيف بأن “المشهد السياسي” يتسم بمراقبة شديدة من طرف صناع القرار الحقيقيين المتجسدين حسب تعبيره بشكل مباشر في المؤسسة الملكية (بالرغم من وجود أوصاف وتسميات أخرى للمسؤول المباشر عن القرار السياسي بالمغرب كالدولة العميقة وحكومة الظل)، حتى لا يتجاوزوا هؤلاء الفاعلون أو “اللاعبون” الذين وصفهم بالكارتونيين الخطوط الحمراء التي وضعوها مهندسي اللعبة السياسية بالمغرب، مما يجعلهم يلتجؤون إلى تناول تفاهات لا تعبر عن حقيقة واقع الشعب المغربي، وعن مطامحه من أجل وطن حقيقي كما دافعوا عليه الشهداء الحقيقيين للشعب المغربي، مما يؤجل من تناول القضايا الحقيقية للمغاربة عبر إلهاء الشعب والفئات المثقفة الأخرى في أمور هامشية وغير منطقية.
وبخصوص موقع الأمازيغية في “المشهد” السياسي بالمغرب، نبه الأستاذ سمير المرابط إلى المؤامرات المخزنية الموجهة ضد إيمازيغن في الظرفية الراهنة، وذلك بوجود مخطط مخزني من أجل جر بعض الأطراف إلى مستنقع التفاوض باسم إيمازيغن والقبول باللعبة السياسية كما هي، وبالتالي الوقوع في خطأ الإظافات الكمية والعددية للمشهد السياسي، دون التفكير في طروحات وتنظيمات سياسية أمازيغية نوعية تسائل النظام السياسي بالمغرب حول قضايا الشرعية والمشروعية، والهوية والأرض، وبالتالي تكريس مفاهيم الديمقراطية والتعددية السياسية بشكل فعلي وعملي. وأن نتجنب كإيمازيغن أحرار وديمقراطيين بأن نكون الورقة السياسية التالية للملكية بالمغرب وألا نصدق هذه الشعارات (المصالحة، الديمقراطية التشاركية…) التي تعيد شرعنة النظام السياسي كنظام مخزني. ليؤكد في الأخير على أن القضية الأمازيغية غير مشخصنة، وبالتالي من غير المقبول أن يتفاوض أحد باسمهم أو على حساب إرثهم النضالي والفكري، الذي قدموا في سبيله تضحيات جساهم، وشهيد “عمر خالق” الذي يتعرض لمختلف أساليب الاستغلال السياسوي، عبر تحريف النقاش الحقيقي الذي وجب أن يكون، لأن الصراع في المغرب ليس بين الأمازيغيين والعرب، بل هو صراع بين الشعب وبين من يسلبونهم حقوقهم المشروعة، وبين من يغتصبونهم في هويتهم، وبين من ينتزعون أراضيهم بذريعة المنفعة العامة، دون أن نرى أي أثر إيجابي لهذا النزع، ومعتقلين سياسيين (مصطفى أسايا، وحميد أعضوش) أدوا ضريبة دفاعهم عن تصور وخطاب أمازيغيين، زعزعوا الأركان الوهمية التي تأسس عليها النظام السياسي بالمغرب.
جمعية آيث حذيفة للثقافة والتنمية