تلقت جمعية أمازيغ صنهاجة الريف ببالغ الدهشة إقدام المندوبية الاقليمية لقطاع الثقافة بالحسيمة بمعية جمعية متواجدة بمدينة الحسيمة على تنظيم مهرجان بمدينة ترگيست التي تبعد 70 كيلومترا عن مركز الاقليم، دون مراعاة للخصوصيات الثقافية والاجتماعية لمدينة ترگيست التي تعتبر حاضرة لقبائل صنهاجة الريف ومركزا حضريا لثلاث دوائر إدارية بالاقليم من أصل خمس.
وأمام هذا الوضع، فإن جمعية “أمازيغ صنهاجة الريف” أصدرت بيان للرأي العام من أجل تصحيح المغالطات التي تبناها هذا المهرجان الذي ظهر للوجود بين عشية وضحاها في إطار سلسلة من المهرجانات تناسلت مؤخرا دون أن يكون لها أي هوية ثقافية او بعد علمي.
وبناء عليه، فإن الجمعية تستغرب إقدام منظمي المهرجان وعلى رأسهم المندوبية الاقليمية لقطاع الثقافة بالحسيمة على تشويه الهوية المجالية والتراث الثقافي المحلي للمنطقة، وذلك بإقدامها على اختيار اسم للمهرجان لا علاقة له بالواقع، وحسب البيان فترگيست هي حاضرة قبائل صنهاجة سراير التي تشكل عصب الريف الذي يربطها بباقي مناطق شمال المملكة، ولا علاقة لها لا بجبالة ولا بالتراث الجبلي. كما أن صنهاجة هي ثاني أقدم مجموعة بشرية تسكن مجال الريف بعد قبائل غمارة.
واشار البيان إلى إقدام المندوبية الاقليمية لقطاع الثقافة بالحسيمة على تنظيم مهرجان بالمنطقة بطريقة مرتجلة وبشراكة مع جمعية لا تنتمي لترگيست تأسست حديثا بمدينة الحسيمة، في حين أن العديد من جمعيات منطقة صنهاجة سبق لها ونظمت مهرجانات بترگيست وإساگن لم يكتب لها الاستمرارية بسبب غياب الدعم العمومي.
وأمام هذه المعطيات، جمعية أمازيغ صنهاجة الريف تدعو المندوبية الاقليمية لقطاع الثقافة بالحسيمة الى تدارك هفواتها وذلك بتصحيح اسم المهرجان وتعويض “التراث الجبلي” ب”التراث الصنهاجي-الريفي” وذلك رفعا لأي لبس واحتراما للهوية المحلية للساكنة، وتثمين اللغة الأمازيغية -تعبير صنهاجة سراير- التي تتحدثها ساكنة دائرة ترگيست ودائرة كتامة وبعض مداشر جماعة بني گميل المكصولين، وذلك باختيار اسم “امگوذ” الذي يعني باللغة العربية “شجرة الارز”، وذلك تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية الرامية الى اعادة الاعتبار للغة والثقافة الامازيغيتين باعتبارها مكونا أساسيا للهوية المغربية.
كما طالب البيان بفتح الدعم العمومي امام الجمعيات الثقافية بمنطقة صنهاجة الريف من اجل حثها على مواكبة الدينامية الثقافية التي تشهدها المملكة، مع إخراج مشروع دار الثقافة بترگيست للوجود حتى يساهم في احتضان الانشطة الثقافية التي تشهدها ترگيست ومنطقة صنهاجة سراير عموما.
وطالبت الجمعية من خلال بيانها ترميم دار المقيم العام الاسباني وتحويلها لمتحف اثنوغرافي لقبائل صنهاجة سراير صونا للذاكرة الجماعية للمنطقة.
وفي الاخير أكد البيان عن دعم كل المبادرات الرامية لرفع التهميش الثقافي و الاقتصادي عن المنطقة سواء تعلق الامر بمهرجانات او أنشطة اخرى مع التأكيد على ضرورة مراعاة الخصوصيات المحلية لمنطقة صنهاجة الريف.
اقرأ أيضا
الإحصاء العام: استمرار التلاعب بالمعطيات حول الأمازيغية
أكد التجمع العالمي الأمازيغي، أن أرقام المندوبية تفتقر إلى الأسس العلمية، ولا تعكس الخريطة اللغوية …