جمعية أمزيان تحرك خشبة المسرح بالدورة الثالثة للإقامة الفنية

بقلب مدينة الناظور، شرق المملكة المغربية، استهلت الدورة الثالثة للإقامة الفنية، التي تهدف الى تكوين الممثل. مبادرة تأخذها جمعية أمزيان للمرة الثالثة، مجمعة ممثلين من جميع انحاء التراب الوطني، راغبين في تلقي تكوين، على مدار سبعة أيام.

و خلال فعاليات الإقامة الفنية ، تنوعت الحصص بين ما هو تطبيقي ، و نظري أيضا ، وذلك تحت تأطير كل من الاستاذ حفيظ البدري ، و نور الدين الطويل ، و اللذان سهرا على تقديم أكثر عدد من المعلومات و التمارين لصقل الموهبة ، بشكل يخول للممثل الاندماج في الشخصية ، عبر تقنية تسمى بالستانسلافسكي، بحيث يرى المؤطر نور الدين الطويل ، أن هذه التقنية أو المنهج ، تعتمد على الواقعية النفسية ، من خلال التركيز على مبدأ العضوية ، أي الرجوع إلى الطبيعة الإنسانية و بالتالي يكون أداء الممثل صادقا و طبيعيا ، و هذا المنهج طبق و تطور بأمريكا و أخرج لنا باقة من الممثلين ، ك روبيرت دينيرو ، آل باتشينو ….

هي خطوة تعطي أهمية بالدرجة الأولى للممثل، باعتباره حلقة الوصل بين العمل الفني والجمهور، مسألة لا يتم الوقوف عليها بشكل كبير وخاصة حينما يتعلق الأمر بالمجال الفني المغربي، الشيء الذي تم التعبير عنه خلال الحصص المبرمجة، بحيث تتم محاولة إعادة إحياء الجدية، الدقة، والتركيز في العمل الفني.

توالت الحصص التدريبية، تميزت بجدية واتقان للعمل، إضافة إلى حضور مسرحيات أمازيغية عالجت مواضيع مختلفة، وذلك على ركح خشبة المركب الثقافي للمدينة، من بينها حقوق المرأة، أزمة البطالة، وكل ما يعنى بالمنطقة الريفية بشكل خاص، توالت بعدها مناقشات بين أعضاء الفرق المسرحية، والمشاركين، تحت جوي فني، تم فيه تبادل للمعلومات والتجارب، رغبة في تطوير الأفكار والانفتاح على الآخر.

حب خشبة المسرح، لم يمنع اللجنة المنظمة وبشراكة مع السيناريست السيد المنصوري من عرض مقتطفات من أفلام، تمت دراستها والوقوف عند تفاصيلها، تحت تأطير الأستاذ الذي أغنى الحوار بمعلومات قيمة على المستوى النظري، اذ يعتبر أن الممثل هو ليس فقط ميكانزيم على الخشبة، بل حمولة من المعلومات وثقافة واسعة تترجم بشكل عقلاني، لتوصل فن المعاناة بحقيقته الكاملة.

كل هذه المعلومات المقدمة والتي توجت الى عرض في اليوم الأخير، أفضت الى خلق علاقات إنسانية مفعمة بالحياة والصدق، فالأهم من العمل بأكمله هو روح الفريق، هو اللحظات العصيبة التي مرت وامتزجت بفرح وضحكات من القلب، هي تفاصيل صغيرة، تذكرنا بنبل الفن، فقد جلس الشمال والجنوب، وتصادق الشرق مع الغرب، امتزجت اللغات ولم تخلق أزمة، تبادلت الحوارات واشتدت الأصوات العذبة بالغناء، هذه هي حقيقة أب الفنون، ملاذ للإبداع، لنشر الحب والسلم والسلام.

إكرام كوحل/ صحفية متدربة

اقرأ أيضا

اكادير تحتضن كأس محمد السادس الدولية للجيت سكي

بمناسبة تخليد ذكرى عيد الاستقلال المجيد،وفي اطار برنامجها السنوي ،الجمعية المغربية للجيت سكي بأكادير المنضوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *