جمعية حراس الذاكرة وطلبة المدرسة الوطنية العليا للهندسة المعمارية بنانسي الفرنسة تعيد ترميم تراث كدورت

نظمت جمعية حراس الذاكرة ورشة بمعية طلبة المدرسة الوطنية العليا للهندسة المعمارية بنانسي الفرنسة، حيث تم استقبال البعثة الطلابية من طرف منظمي الورشة المعمارية، وقامت الدكتورة المهندسة سليمة الناجي بتنشيط هذه الورشة، وتحليل معمار الواحات بالمنطقة على مر العصور، وفق مقاربة هندسية تاريخية تعيد اعتبار تراث المنطقة.

وتمت الورشة بتنسيق مع السلطات المحلية بطلب من المدرسة الوطنية العليا للهندسة المعمارية، والتي ابدت اهتمامها بهندسة مناطق جنوب المغرب بما فيها قبيلة كدورت التي أثارت فضول طلبتها العلمي، شكلا من حيث الزخرفة والزينة ومضمونا من حيث مواد البناء.

وحسب عضو جمعية كدورت ورئيس التعاونية السياحية أوكاس، سعيد بواركان يعود تاريخ واحة كدورت لأقدم من 700 سنة، وتتكون من بيوت متراصة ومتلاحمة بلاحم سكانها، ويبرز شكل البناية تضامن الأهل، وبدأ شكل الواحة يتغير وتخرج البيوت عن نطاق الأبواب السبع للقبيلة التي كانت تجعل منها بيت واحد ملتحم منذ الستينات من القرن الماضي، وزحفت الاسمنت على المواد الطبيعية التي كانت قبل، والتي كانت إيكولوجية 100 بالمائة.
وحسب الدكتورة المهندسة سليمة الناجي التي قامت بتنشيط الورشة التي كانت من تأطير كل من بيير كولنا ومارك بيردي، وهما أساتذة المدرسة الوطنية العليا للهندسة المعمارية بنانسي الفرنسية، وهما من طلب من الجمعية المساعدة من حيث التنظيم واختيار أماكن الزيارة، ومشاريع الورشة ليتم تقديمها لطلبتهم، وحسب الدكتورة سليمة بدأت الرحلة من أكادير أوفلا لقصبة أمغار، لتقديم نماذج حديثة مستوحاة من مواد أساسية تقليدية، وجعل الحجر والخشب أساس البناية، وتم اختيار مواد غير تلك التي أودت بحياة قتلى زلزال أكادير، وبتنسيق مع السلطات المحلية والسيد الوالي، اختار الاساتذة المتخصصون تقنيات تحترم هذه الأسس في مشروع إعادة الترميم.
وفي اليوم الموالي تعرفت البعثة الطلابية عن مكونات بناء مواقع سوق ثغجيجث، ومجموعة من المواقع التي تم ترميمها، منها تمدولت اقا، وشمل الترميم المعابد الدينية اليهودية لتقريب مفهوم الواحة من تاريخها العالمي المنفتح، كما شارك في الورشة الجغرافي دفيد كوري، الذي قدم صورة واضحة عن الغنى المعدني الذي جعل المنطقة قادرة على تشييد دار السكة، خلال فترة دولة سجلماسة، على غرار ما ذكره ابن حوقل وغيره من المخبرين الذين أحاطوا تاريخ المنطقة الوسيط.
وحسب الدكتورة المهندسة سليمة قامت العثة الطلابية بزيارة قصبة أمغار التي تعود للفترة السعدية الشبيهة بصومعة حسان الموحدية بالرباط، وتروي هذه المعلمة تاريخ السلاطين السعديين، واقتصادهم خاصة خلال مرحلة توسع السلطان المنصور الذهبي، وتحدث المتخصصون عن تزنيت وأصوارها المشيدة خلال عهد الحسن الأول، ونقوشها وزخرفتها التي فصل في إطارها القانوني الأستاذ أعمو، والآن يشتغل الفريق على الترميم الذي يحفظ الأصل بالتنسيق مع رئيس الجماعة عبد الله غازي، عن طريق التخطيط العميق لورشات مقبلة مع البعثات الطلابية المهتمة، ستشمل موقع تكمي نوكبور ناحية تفراوت، كما اضافت الدكتورة سليمة أن الطلبة كانوا مهتمين بنمط البناء، وكانت لهم رحلة طويلة مع مختصين كل من موقعه.
والطلبة كانت لهم إقامة دامت ثلاثة أيام بالواحة، ويعود الفضل في ذلك للسيد سعيد واركان، حيث عمل على تقديم تفاصيل الواحة وإطارها التاريخي وتعميرها البشري، واستغلال منابعها المائية، لخلق مساحات خضراء، وخلق توازن بيئي يحترم الطبيعة والإنسان ويحمي التراث، باستعمال مواد البناء التقليدية على حساب المواد الدخيلة والمدمرة.
وحسب الدكتورة سليمة الناجي هذه الورشات كفيلة بخلق جيل من المهندسين لهم دراية تامة بخصوصية المنطقة، وتقنيات بناء ملكها وإرثها المشترك، وقادر على الحفاظ على منظر القبيلة الجميل، خاصة وأنهم يتلقون تكوين من قبل متخصصين في جامعات كبرى مثل السوربون الفرنسية.

اقرأ أيضا

الإحصاء العام: استمرار التلاعب بالمعطيات حول الأمازيغية

أكد التجمع العالمي الأمازيغي، أن أرقام المندوبية تفتقر إلى الأسس العلمية، ولا تعكس الخريطة اللغوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *