جمعية ماسينيسا الثقافية بطنجة تحيي السنة الأمازيغية 2975 وتكرم الصحفي الأمازيغي عبد الحكيم كّربوز

كما دأبت على ذلك منذ 33 سنة خلت ، أحيت جمعية ماسينيسا الثقافية بطنجة ليلة 13/01/2025 رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2975 في جو حميمي ملؤه الفرح والابتهاج بهذا الحدث الذي يعكس جانبا من عراقة الحضارة الأمازيغية ، الذي لطالما ناضلت الحركة الأمازيغية من أجل إبرازه وترسيخه والاعتراف به عيدا وطنيا وعطلة رسمية مؤدى عنها وهو ما تحقق عندنا مؤخرا بالمغرب كما في بعض دول الجوار في انتظار تعميمه …

برنامج الحفل تقاسمته ثلاث فقرات : أولها كلمة رئيس جمعية ماسينيسا المناضل :محي الدين العيادي الذي رحب بالحاضرين القادمين من كل أرجاء طنجة كما من بعض مدن ريفنا الممتد (الحسيمة والناظور والنواحي) مبينا الدلالة الرمزية التي ينطوي عليها الاعتراف الرسمي بهذا العيد الوطني الأمازيغي، وهي رغبة المغرب في المصالحة مع ذاته ومع هويته الأمازيغية الأصيلة والإقرار الصريح بانهيار صنم النكران والحجود الذي أعمى بصيرة المناوئين لعهود طويلة …مشيدا بالدور النضالي والطلائعي للحركة الأمازيغية، في الدفع باتجاه تحقيق هذا المكسب الهام وقبله : الدسترة ـ التعليم ـ والإعلام … في انتظار تفعيل حقيقي لكل هذه المكتسبات على أرض الواقع…مذكرا بالكلفة النضالية الباهضة التي أدتها فعاليات الحركة الأمازيغية وإطاراتها المكافحة ، ومنها جمعيتنا ماسينيسا التي لازلت تعاني إلى اليوم من قساوة الحصار المباشر والغير المباشر محرومة من حقها في تعميم أنشطها خارج مقرها الرسمي كما ينعم بذلك سواها من محترفي االهرج والمرج …مغتنما فرصة هذه المناسبة لإعلان استنكاره لمثل هذه الأساليب القروسطية في لجم صوت ماسينيسا ومعها كل الإطارات الديمقراطية الحقوقية منها والنقابية والاجتماعية…مطالبا الجهات المسؤولة عن هذا الوضع بردم الهوية الفاصلة بين الاعتراف الرسمي بالحقوق الأمازيغية والحصار الواقعي لها .. ووضع حد لهذه المفارقة العجيبة والمفضوحة عندنا . ودعى في الأخير أعضاء الجمعية وعموم منخرطيها ومحبيها إلى التشبث بمبادئ وثوابت هذه الأخيرة واحتضانها كشعلة وقادة وعلامة بارزة للنضال الديمقراطي الأمازيغي بالمغرب..

بعده تقدم ذ. محمد الزياني ، بعرض موجز حول القيمة الحضارية والدلالة التاريخية والثقافية والرمزية لحدث الاحتفال بأسوكاس أماينو عند إمازيغن ، بعيدا عن الانزياح الغوغائي والفلكلوري االذي يحاول البعض حشر هذه المناسبة فيه عنوة .. ، مؤطرا عرضه هذا ضمن العناوين التالية : ـ أسكاس أماينو : تسميات مختلفة لمسمى واحد ـ التقويم الأمازيغي وعلاقته بالتقويم القمري الهجري والشمسي الميلادي (الكريكوري) ـ المرجعية التاريخية ـ المرجعية الطبيعية / الفلاحية ـ دلالة الاحتفال : مظاهره وطقوسه …مبينا أصالة وقدم هذا الاحتفال عند إمازيغن أينما وجدوا ، واقفا عند بداية التقويم الشمسي الفلاحي الذي اعتمده الأمازيغ منذ ان اعتلى الزعيم شاشونق لسدة الحكم الفرعوني ضمن العائلة 22 سنة 950 قبل الميلاد ، ويعتبر هذا البعد التاريخي كاف لتبيان عمق و قدم هذه الحضارة الأمازيغية ، وما مظاهر وطقوس هذا الاحتفال المتنوعة والغنية ، إلا دليلا ساطعا على هذا الثراء القيمي والرمزي الذي ساهم به الأمازيغ في تشييد الحضارة الإنسانية ..هذا الرصيد الذي ما فتئت السياسات المهيمنة في بلدان ثمازغا ، على طمسه واجتثاث أثره وتجفيف ينابيعه..لولا صحوة الحركات المناضلة في البلدان المذكورة كما في الشتات ، التي ظلت ولا تزال تقاوم من أجل استعادة العمق الهوياتي لهذه الأرض وشعوبها ..

بعد هذا العرض ، حلت لحظة الحميمية والفرحة العارمة التي عمت قاعة الحفل أثناء مناداة رئيس الجمعية على الصحفي عبد الحكيم كّربوز : الإسم الذي حضي بحفاوة التكريم هذه السنة من لدن جمعية ماسينيسا كوجه من الوجوه اللامعة في المشهد لإعلامي الأمازيغي بالإذاعة الوطنية ، اعترافا بعطائه السخي وبجهوده الممتدة عبر ثلاثة عقود من العمل المتواصل صحبة الميكروفون مذيعا للأخبار ومتتبعا لكل الأنشطة ذات العلاقة براهن ومستقبل الأمازيغية ببلادنا ..وكان شرف ماسينيسا أن جعلت هذا التكريم عنوانا لتخليدها لرأس السنة الأمازيغية الجديدة 2975 …وسط أجواء يغمرها عنفوان الاحتفال بتبادل تهاني العيد وتناول ما لذ وطاب من مما أعد من طقوس المأكولات خاصة بهذه المناسبة على إيقاع أنغام موسيقية وأصوات سجية مرافقة لأغاني تماهت مع زغاريد فتيات كلهن طاقة وحيوية في استظهار واستعراض أروع ما يختزنه تراثنا الغنائي اّلأمازيغي بشتى ألوانه ، لينخرط الكل في نشوة الفرحة التي أطرت لحظة التكريم التي تناوب عليها أعضاء الجمعية وأصدقاء المحتفى به الذين وشحوا صدره بوسام الشرف والنبل النضاليين عبر شهادات بعضهم وكذا عبر ما أعدته له ماسينيسا من عدة رمزية بالغة القيمة والأهمية : شهادة تقديرية مع درع زجاجي محكم الصياغة مرفوقين ببورتريه يجسد شخصية المحتفى به كما قاربتها ريشة الفنان التشكيلي المعروف عبد القادر السكاكي ..وهو اعتراف صادق لهذه الجمعية المناضلة وأطرها بجميل ما قدمه الصحفي ع الحكيم من أجل الأمازيغية ، وفي غمرة هذه الأجواء ، والتحام السواعد لالتقاط الصور التذكارية ..تقدم عبد الحكيم وعلامة التأثر بادية على محياه وعيناه تغرورق دمعا ، ليبوح باعترافه وبمدى غبطته وسعادته وهو يحضى بحفاوة الاستقبال وهذا الحب الصادق الذي هيج في دواخله ما عجز عن وصفه من أحاسيس ومشاعر جياشة ..معترفا بجميل ماسينيسا مكتبا ومنخرطين إزاء شخصه “المتواضع “بما ستحتفظ به ذاكرته مدى الحياة من مغزى هذه الالتفاتة الكريمة و دلالتها الرمزية في حياته المهنية والنضالية …وهو يبوح باعترافه هذا قبيل تقاعده بأيام معدودة ، يقر بأنه كله افتخار واعتزاز بما راكمته الأمازيغية من مكتسبات بفضل جهود الجميع …

ز ـ م بطنجة في 01 ين ـ يور 2975 الموافق ل14 يناير 2025

اقرأ أيضا

أكادير ميموري تعلن عن تنظيم الدورة الثالثة من تظاهرة “تالويكاند” (تالبرجت ويكاند)

أعلنت جمعية أكادير ميموري عن تنظيم الدورة الثالثة من تظاهرة “تالويكاند” (تالبرجت ويكاند) خلال الفترة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *