جهة المجهول.. درعا-تافيلالت والمصير المجهول

بقلم: ادريس سوسي

جهة درعا-تافيلالت، هي الجهة رقم ثمانية حسب التقسيم الجديد لما يسمى الجهوية الموسعة، جهة مترامية الأطراف، حيث تعتبر ثاني أكبر جهة مساحة، والأولى من حيث تفشي الإقصاء والتهميش والتفقير… هي تسمى وتتموقع بالمغرب غير النافع، لأنها منتفع بها وبثرواتها من معادن وثروة بشرية وشمس وريح، التي تُهجَّر قسرا أمام أعين ساكنتها  التي تتخبط في الفقر الحرمان…

جهة درعا-تافيلالت، حتى التاريخ، تاريخ سنوات الجمر والرصاص، جعل منها مشتلا للمعتقلات السرية، من أشهرها معتقل تازممارت ومعتقل أگدز ومعتقل قلعة مگونة ومعتقل أغبالو ن كردوس والائحة طويلة، ورغم مرور ما يسمى الإنصاف والمصالحة وجبر الضرر الجماعي  إلا أن هذا الإنصاف لم يكتمل، لقد ولد خديجا بمصحة المجلس الإستشاري “لحقوق إنسان” (مع تمزيغ الكلمة 2)، حيث مازالت أجواء تلك السنوات تخيم على الجهة التي حرمت من التنمية ولازالت تعاني من مكر التاريخ  الأسود ولعنة الجغرافية وقساوة المناخ…

جهة درعا-تافيلالت، هي جهة الشيح والريح التي يعتمدها المركز كمنطقة للتنقيلات التأديبية بامتياز لكل مسؤول أخل بواجبه المهني هناك بالمغرب النافع، كأن ساكنة هاته الجهة لا تستحق مسؤولين أكفاء ونزهاء ليقوموا بتدبير شؤونهم الإدارية، حظ الجهة أن يسيره مسؤولين من طينة (الغير منضبطين  malle discipline) حتى أضحت هاته الجهة مثل إصلاحية كبيرة تعتمدها الدولة لتأديب ومعاقبة مسؤوليها الكسالى والمتورطين في الإخلال بواجباتهم المهنية…

مما يجعلنا نطرح سؤالا عريضا: ألا يعتبر هذا عقابا جماعيا عندما توكل مؤسسات جهة درعا-تافيلالت ليسيرها ثلة من المسؤولين المقصرين في مهامهم في المغرب الآخر المكون  من طنجة وأگادير والرباط والبيضاء وفاس ومراكش ووووو إلخ… أليس هذا هزلا وحيفا…

جهة درعا-تافيلالت التي يدب البؤس والفقر فوق أرضها رغم الثراء القابع تحت أرضها من ثروة بشرية وثروات مادية ولامادية التي تزخر بها، ولكن سوء التسيير والتدبير جعل منها جهة توصف بالفقر رغم أن منهجية التفقير هي الحقيقة الغائبة أو المغيبة مع سبق الإصرار والترصد وبفعل فاعلين…

جهة درعا-تافيلالت.. جهة المجهول؟ والمجهول؟ والمجهول؟…

– جريمة الإقصاء والتهميش والتفقير التي شهدها مسرح الجريمة بالجهة، وبعد البحث والتقصي سجلت القضية ضد المجهول…

– أثرياء عِلِّية القوم الذين حصلوا على أراضي شاسعة شيدوا فوقها ضيعات بدعوى الاستثمار في المجهول…

– مستقبل ساكنة الجهة أجزم أنه سلك طريقا في اتجاه المجهول…

(المجهول فيه أوفيه غير الله يدير شي تاويل اوصافي)

جهة درعا-تافيلالت هي “الماضي الأليم” و”الحاضر الجريح” و”المستقبل المبهم”…  الماضي الأليم لأن التاريخ لم ينصف هاته الرقعة من الوطن، إن علمنا أن المقاومة الشرسة لصد المستعمر بدأت منها، وجبال الأطلس الكبير الشرقي شاهدة على التضحيات الجسام لمقاومة جبال “بادو” و”بوگافر” و”تازيزاوت” و”أيت يعقوب” واللائحة طويلة…

الحاضر الجريح هو ما تعانيه هاته الجهة من إقصاء وتهميش ممنهجين، حتى التنمية فيها معاقة ومشلولة: خدمات صحية رديئة، وتعليم منهك وبنية تحتية وفوقية متهالكة وشبه منعدمة في بعض الأماكن… والمستقبل المبهم للجهة والذي عجز حتى العرافون والمنجمون والمنظرون عن سبر أغواره وقراءة طالع هاته الجهة التي تتخبط في العبثية الناتجة من دخان نار السياسة الملتهبة بين الفرقاء السياسيين بسبب سياسة الأرض المحروقة، وهؤلاء أرادوا أن يجعلوا منها جهة معاقة بعد تفقيرها بمباركة أهلها من المصوتين في الصناديق…

ختاما: أختم بالدعاء الجامع / اللهم إني من درعا-تافيلالت وأنت أرحم الراحمين… ربنا لا تواخدنا بما فعل السفهاء منا والسلام عليكم.

شاهد أيضاً

الجزائر والصحراء المغربية

خصصت مجموعة “لوماتان” أشغال الدورة السابعة لـ “منتدى المغرب اليوم”، التي نظمتها يوم الخامس من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *