حاجي كالو، عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكورديستاني في حوار مع “العالم الأمازيغي”

دولة اتحادية، فيدرالية، برلمانية، مدنية وتعددية هي الحل الأمثل للشعب الكوردي في كوردستان سوريا وللشعب السوري عموما

في حوار حصري مع جريدة «العالم الأمازيغي»، قال حاجي كالو، القيادي وعضو و اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكورديستاني، أحد أكبر الأحزاب الكوردية في سوريا، أن هذا الأخير يسعى جاهدا لتطوير العلاقات الأمازيغية الكوردية، عبر إنشاء جمعيات صداقة ومؤتمرات حوارية والعمل على التواصل بين الشعبين من أجل فتح آفاق جديدة»ن، مضيفا إن «الحزب الديمقراطي الكوردستاني يؤيد تحرر الشعب الأمازيغي.

وفي ما يخص الحل الأنسب لنظام الحكم في سوريا الجديدة، أوضح حاجي كالو إن «الحل الأمثل للشعب الكوردي في كوردستان سوريا وللشعب السوري عموما، هو إنشاء دولة اتحادية، فيدرالية، برلمانية، مدنية وتعددية تضمن حقوق لكل أطياف المجتمع السوري»، وعلاقة بمطلب قيام دولة كورديستان الكبرى، أشار المتحدث إلى «أنه حلم كل كوردي، لكن اعتقد أن الظروف الدولية غير مواتيه ألان لتحقيق ذلك الحلم».

واتهم القيادي الكوردي في حواره دولة مجاورة لكورديستان دون أن يسميه، بصناعة «داعش» التي وصفها بمنظمة إرهابية وتكفيرية بكل معنى الكلمة وتمويلها ودعمها للإرهاب، موضحا أن «منظمة داعش هاجمت المناطق الكوردية في كوردستان العراق وسوريا، بمساعدة حكومات الدول المجاورة لكوردستان وارتكبت مجازر جماعية بحق أبناء شعبنا الكوردي وخصوصا في كوباني وشنكال»، إلا أن قوات البيشمركة يضيف حاجي كالو «استطاعت التصدي «لدعش» ودحرها وتحرير جميع المناطق الكورديه من أشرس منظمة إرهابية في العالم، وثبت جدارة البيشمركة الأبطال بقيادة الرئيس مسعود البارزاني في الدفاع عن تراب الوطن وعن العالم اجمع من هذه الهجمة الشرسة التي تعرض لها بعض الدول وأرادت أن تغزو دول العالم بالأساليب الإرهابية» يورد المتحدث.

من يكون ضيفنا، وكيف تود ان تعرف نفسك لقراء العالم الأمازيغي؟

حاجي كالو من مدينه اسمها ديريك وتم تعريبها إلى المالكية انتسبت إلى صفوف الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا منذ عام 1989 وتدرجت ضمن تنظيماتها إلى أن تم انتخابي في المؤتمر الأخير للحزب عام 2014 عضوا في اللجنة المركزية للحزب.

حدثنا عن حزب الديمقراطي الكورديستاني؟ متى تأسس؟ وما هي أهدافه؟

تأسس الحزب الديمقراطي الكوردستاني -سوريا في 1957/6/14 على يد مجموعه من المناضلين الكورد بعد تعرض شعبنا الى العديد من المشاريع العنصرية ومحاولة انصهاره في البوتقة العربية وناضل منذ تأسيسه وحتى الآن من اجل تامين حقوق الشعب الكوردي الذي بقى مظلوما ومحروما من جميع حقوقه المشروعة على ايدي الحكومات المتعاقبة في سوريا، وناضل الحزب بكل جرءة رغم المعاناة مع الاعتقالات وسجن مؤسسي الحزب وفصل وطرد كوادر حزبنا من وظائف الدولة، لكن الحزب ناضل بكافة الوسائل السلمية ودافع عن وجوده كشعب يعيش على أرضه التاريخية، والحفاظ على لغته وتراثه رغم محاولة انحصاره وضربه في لقمة عيشه كون المناطق الكوردية زراعية، ورغم وجود اكبر منابع نفطية إلا إن الحكومات المتعاقبة في سوريا خاصة بعد تسلم حزب البعث بزمام الدولة قام بجلب موظفين من الداخل السوري وحرمان أبناء المنطقة وتم سلب أراضيهم وتسليمها إلى عرب مغمورين من الرقة وحلب في محاوله منهم لتهجير الكورد وتغير ديمغرافية المنطقة الكوردية وبقي حزبنا مدافعا عن حقوقه شعبه لإفشال المخططات التي تنال من وجوده.

كيف تعاملتم في حزبكم مع النظام السوري خصوصا وأنه يرفض مزاحمة الكورد له سياسيا؟

لا يخفي على أحد النظام ألاستخباراتي الذي مورس في سوريا، والضرب من حديد لكل معارض للسياسة السورية وإلغاء المظاهر السياسية في سوريا من خلال رفع شعار الحزب والدولة، ومن خلالها محاولة تشردم الحركة السياسية الكوردية وتفتيتها، وقد نال ذلك بعض الشيء من خلال إنشاء أحزاب موالية له وبالرغم من ذلك حافظ الحزب على وجوده وكان الشعب الكوردي أول من ناضل في إسقاط النظام السوري عام 2004 أي قبل الربيع «العربي»، ولكن عدم وقوف الشعب السوري معنا تم صمت الثورة الكوردية وتم فصل العمال الكورد من المعامل والمدارس والجامعات، رغم ذلك بقيّ حزبنا وبما يملي علينا واجبنا تجاه قضيتنا الكورديه وقضية الشعب السوري عموما وقفنا مع الشعب السوري بكافة فئاتها وقومياتها وطوائفها عبر مسيرات واعتصامات ضد النظام السوري والمطالبة بإسقاط.

كيف ساهمتم في لم شمل المنادون بالتغير في سوريا اليوم؟

كان لحزبنا دورا بارز بين الوسطين الكوردي والعربي وجميع الطوائف والمذاهب ضمن سوريا وتم تشكيل المجلس الوطني الكوردي وضم بين أطيافه الكثير من الأحزاب السياسية والنخب الثقافية والاجتماعية والمستقلين والمنظمات الشبابية والنسائية وضمن إطار موحد وكان للمجلس دوره فعال عبر الحوارات لتشكيل جبهة أوسع من جميع أطياف الشعب السوري وأنتج عنها لتشكيل ائتلاف قوى الثورة والمعارضة في وجه النظام الدكتاتوري وتمثلت وفودنا مع ممثلين عن قوميات وطوائف أخرى في المحافل الدولية كمؤتمرات رياض والقاهرة وجنيف واستناه وغيرها.

ما موقف الحزب الكورديستاني من الفيدرالية المعلن عليها في شمال سورية؟

الفدرالية تعني الاتحاد وهو نظام سياسي ضمن الطابع الدستوري بين المستويات المختلفة وبخصوص سوريا، فإن الفيدرالية الجغرافية فيها يضمن حقوق كافة مكونات الشعب السوري، أما فيدرالية شمالي سوريا التي طرحها الحزب الاتحاد الديمقراطي، فأولا لا يمكن أن يأتي الفيدرالية بشكل انفرادي، ويجب أن تكون هناك توافق وطني من جميع المكونات السوريه الأخرى وخاصة العرب ثانيا ويجب أن لا يكون ضبابيا وتضليليا.

هل انتم مع قيام دولة فيدرالية في سورية؟

من حق كل الشعوب أن تكون لديها دولة مستقلة، وبالاستناد إلى مبادئ حق تقرير المصير وهو حق مشروع تم إقراره من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبالاستناد إلى مقومات وخصوصيات التي يمتلكها الشعب الكوردي والتي تتمثل بالأرض واللغة والتاريخ والثقافة والهوية، يحق لنا أن نقرر مصيرنا في دولة مستقلة ولكن الظروف الدولية والإقليمية تتحكم، لذلك نرى الحل الأمثل لشعبنا في كوردستان سوريا وللشعب السوري عموما دولة اتحادية -فيدرالية-برلمانية-مدنية -تعددية تضمن فيه حقوق شعبنا الكوردي في سوريا.

وماذا عن كورديستان العراق؟

كوردستان العراق بقيادة الرئيس مسعود البارزاني، منذ انتفاضة آذار 1991حكم نفسه بنفسه، وبعد زوال النظام الدكتاتوري في العراق، التحق مرة أخرى بالدولة العراقية وفق نظام اتحادي وبرلماني ووفق الدستور الجديد، وفي هذه المرحلة أعلن عن استفتاء بتاريخ 2017/9/25 وما يقرره الشعب الكوردي ستكون قرارهم وسنكون لهم مؤيدين وداعمين لهذه الخطوة التي خطأها رئيس إقليم كوردستان العراق والأحزاب الكوردية الأخرى.

وكيف هي علاقتكم بباقي القوى الكوردية؟

الحزب الديمقراطي علاقات مع جميع أحزاب الديمقراطية على الساحة الكوردستانية، في جميع أجزائه ولنا علاقات إستراتيجية ومميزة مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني العراق وسنكون داعما وساندا لجميع أحزاب الكوردية.

ما موقفكم في الحزب الكورديستاني من قيام دولة كوردية كبرى ؟

حلم كل كوردي أن يتحقق ذلك، ولكن اعتقد أن الظروف الدولية غير مواتيه ألان لتحقيق ذلك الحلم.

ماذا يجري اليوم بين القوات الكوردية و»داعش» وأين وصلت المعارك الجارية في المناطق الكوردية؟

منظمة داعش هي منظمة إرهابية وتكفيرية بكل معنى الكلمة وهي منظمة مصطنعة وممولة من بعض الدول التي تدعم الإرهاب، ومنظمة داعش هي التي هاجمت المناطق الكوردية في كوردستان العراق وسوريا وبمساعدة حكومات الدول المجاورة لكوردستان وارتكبت مجازر جماعية بحق أبناء شعبنا الكوردي وخصوصا في كوباني وشنكال ولكن قوات البيشمركة استطاعت التصدي لهم ودحرها وحرر جميع المناطق الكورديه من أشرس منظمة إرهابية في العالم، وثبت جدارة البيشمركة الأبطال بقيادة الرئيس مسعود البارزاني في الدفاع عن تراب الوطن وعن العالم اجمع من هذه الهجمة الشرسة التي تعرض لها بعض الدول وأرادت أن تغزو دول العالم بالأساليب الإرهابية.

يعني نستطيع أن نقول أن القوات الكوردية طردت مقاتلي داعش من مناطقهم؟

نعم تم دحرهم إلى خارج حدود الإقليم، وألان المنطقة خالية من تنظيم داعش.

ماذا تعرف عن العلاقات الأمازيغية ـ الكوردية ؟

الحزب الديمقراطي الكوردستاني -سوريا يرى تحرر أي شعب مظلوم ومقهور منذ البعيد على أيدي الحكام المستبدين، فهو انتصار لهم، لذا ندعم ونؤيد جميع الشعوب المضطهدة في المنطقة والعالم وبالأخص الشعب الأمازيغي.

هل هناك مساعي لتطوير علاقة الشعبين؟

نعم نسعى جاهدين إلى تطوير العلاقات بين الشعبين، عبر جمعيات صداقة ومؤتمرات حوارية والعمل على التواصل مع بعضنا من اجل فتح آفاق جديدة.

كلمة أخيرة؟

أشكركم جزيل الشكر على إتاحة هذه الفرصة لأخاطب الشعب الامازيغي الذي نكن له كل الود والإحترام.

حاوره: منتصر إثري

شاهد أيضاً

الإحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة يُبرز المكتسبات التي حققها الشعب الأمازيغي في العُقود الأخيرة

منذ سنوات وانا اتابع قدر الامكان نضال الشعب الامازيغي عموما، وفي المغرب خصوصا، نتيجة العلاقة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *