حديث رزنامة اليوم دردشة حول فيديو كليب” سلام ” لسعد لمجرد الدي ثار حوله نقاش افتراضي واختلفت حوله الآراء وخاصة في شق اعتماده لمقطع ثراتي من فن أحواش .
وبصرف النظر عن جودة التصوير والإخراج الذي اعتمد احدث تكنولوجيا الصورة والديكور فإن هذا الكليب يبقى عاديا بمضمون بسيط ودون رسالة واضحة. ويفتقر لجمالية وتناسق الكلمة والموسيقى .
الفيديو كليب “سلام” اعتمد اللغة الانجليزية واللسان الدارج المغربي والمصري وأقحم فيه مقطع من “لازمة” من فن أحواش
سلام داخ وعاليكوم سلام
سلمغ فلاتون ألوز دواتاي
ولا العين دوامان
واعتقد أن هذا المقطع وضع في غير سياقه لكونه “لازمة” تردد في احدى رقصات احواش غالبا ماتكون توطئة لأهازيج وسجال شعري يمكن ان يتناول مواضيع مختلفة حسب المناسبة والشعراء المحاورين.
إخراج الكليب كان في شكل قصة مصورة مغناة تبتدئ بلقطة لمستكشف آثار أجنبي وفي لحظة يأس من وجود كنز أثري مهم يدعو فريقه للمغادرة فإذا بأحدهم يخبره باكتشاف عبارة رموز تشبه حروف تيفيناغ على حائط بموقع التنقيب .
لتنطلق مشاهد “الفارس المغوار ” في البحث عن “الاميرة الحسناء” تنطلق اهازيج فرقة احواش وكلمات الاغنية بالانجليزية وباللسان الدارج المشرقي ” سلام وعالايكوم ردو السلام، وبعدها ينطلق الفرسان في وصلة ” فانتازيا” وإطلاق البنادق .
يظهر من جديد عالم الآثار من وسط غبار التنقيب الرموز فيعثر على قلادة برموز مشعة تظهر فجأة في يد الفارس المغوار .
وبعدها يظهر “الفارس المغوار ” رفقة الاميرة الحسناء بلباس وهم يرقصون على انغام الاغنية بلباس عصري ….
سعد لمجرد اقتبس ووظف في هذا الفيديو كليب “لازمة” رقصة احواش ودمجها في هذا العمل لورود كلمة ” سلام ” فيها بشكل واضح
هذه الكلمة المفتاح سر نجاح بعض الاعمال الفنية العالمية وهي كلمة عربية دخلت القاموس العالمي من بابه الواسع كما هو الشأن لكلمة peace و shalom و paix .
أكيد ان سعد لمجرد أقحم هذه اللازمة المتضمنة لكلمة ” سلام ” بغاية ضمان التسويق وضمان عبور منتوجه للحدود .
سعد المجرد وظف لغات ولهجات متعددة وكذا حروفا ورموزا وتمثلات اسطورية وتاريخية .
هذا الكليب استوحى جزءا من المشاهد الرئيسية فيه من أفلام عالمية تتناول موضوع الآثار جلها من الخيال العلمي .
لم يكن هذا العمل موفقا في محاولة إسقاط هذه المشاهد من افلام الخيال العلمي واعتبار اكتشاف تيفيناغ والرقصة احواش والفانتازيا اكتشافا جديدا و تنقيبا في حفريات التاريخ .
لكون المكون الامازيغي وحرف تيفيناغ والتبوريدة واللباس والحلي الامازيغي هي في حكم الحاضر والمعيش اليومي ولازالت واضحة وبادية للعيان إلا لمن على عينيه غشاوة .
تناول الامازيغية والهوية والحضارة بهكذا إخراج استخفاف بها وإجحاف في حق الهوية والوطن والوطنية .
تقزيم الحضارة الامازيغية وحصر قيمها في الفلكلور والتبوريدة والحلي وتقديمها كمومياءات وكنوز اثرية سيكون مآلها المتاحف خطاب سلبي سيئ النية لا يخدم سوى تقزيم وإقبار ماتبقى من هذه الحضارة العريقة التي لازالت تمثلاتها في المعاش اليومي للمواطن المغربي .
اعتبار هذا العمل قد يخدم قضية الهوية ويسوق الامازيغية للعالمية تحليل سطحي فج .
هو مجرد عمل فني للاستهلاك المؤقت بإمكانيات تصويرية حديثة ودون مضمون يذكر، ويحمل رسائل ملغومة .
لهذا لا تنساقوا كثيرا وراء غرائبية وعجائبية وجاذبية الصورة .
فغالبا ماتحمل رسائل ملغومة…….