حراك الجزائر في الجمعة الثامنة

أحمد الدغرني

الجمعة الثامنة في حراك الجزائر تستحق اهتمام جميع من يهمه اصلاح الأوضاع في منطقة شمال افريقيا ،ولها مميزات عن سابقاتها، نذكر منها:

1-تجاوز الحراك أحادية مكونات الشعب (عروبة وإسلام..)وحمل الراية الأمازيغية(راية الوحدة )،وحمل راية الجمهورية الأولى، وتخلى الحراك عن رايات شعوب الشرق الأوسط كلها ورايات الجهاديين الإسلاميين،ورفع شعارات “لا عراق، لا سوريا،لا يمن”، واستعملت الأمازيغية في التلفزات بمختلف تعابيرهم من القبائل، والشاوية،وتاماشيق(تعبير الطوارق)،وتعتبرالراية الأمازيغية في الحراك رسالة سياسية الى شعوب المنطقة ،لتراجع سياستها في مجال معرفة ركائز الوحدة بين الشعوب، وتكريم الذين بادروا بوضع هذه الراية سنة 1997، لكن لوحظ خروج بعض الملتحين وعائلاتهم، أقحموا الشعارات الدينية في مظاهرة الحراك، مثل “بِسْم الله، الجزائر دولة إسلامية “لكنهم فئة قليلة بالنسبة لعدد من شارك في الحراك، وذكرت قناة النهار الجزائرية أنهم من الجبهة الإسلامية للإنقاذFIS، كما أعلنت الشرطة عن اكتشاف عناصر داخل الحراك كانت تخطط لأفعال ارهابية، وهده الأ خبار تحتمل الحقيقة، كما تحتمل تقليد سياسة استخدام البلطجية في مصر سنة 2011, وكذلك في كثير من المناسبات في حراك المغرب، وخاصة في حراك الريف سنة 2016, أو مستوردة من فرنسا حيث استعمل مصطلح Les casseurs لمحاربة مظاهرات Les Gilets jaunesسنة 2019….

2- أفشل الحراك تهديدات السلطة باستعمال القوة، لتفريق المتظاهرين، بسبب تزايد عدد المشاركين في الحراك، وتعميم الحراك على جميع مناطق الجزائر، ولايملك الحاكمون القدرة على تغطية مناطق الحراك بالشرطة والعسكر رغم ترديد الحراك لشعارات رحيل الباءات الأربعة بن صالح، وبدوي، بوشارب، وبلعيز، و إعلان الشرطة اعتقال 108من الأشخاص، ووقوع ماسمته بأعمال شغب نتجحً عنها جرح 27 شرطيا، وان الشرطة تعرضت لاعتداءات بالحجارة، والأسلحة الحادة وكأنها تشبه تهم المخزن المغربي لقادة حراك الريف وجرادة…ونقلت وسائل إعلام الجزائر أن السلطات حاولت منع السيارات القادمة من مختلف الجهات لتشارك في الحراك، وتحداها المتظاهرون وشاركوا في المظاهرة، ولكن كيف ستكون معاملة الناس. في الجمعة التاسعة؟

3- حافظ الحراك على تحالف الشعب مع العسكر، لتجنب المواجهة معهم، وتجنب تأييد قواعد العسكر لمن يسميهم الحراك بالعصابة، وذلك يرتكز على كون الشباب الجزائري تعرض لتجنيد اجباري صارم منذ أكثر من خمسة عشرعاما ،وشرع المغرب متأخرا عن الجزائر في هذا التجنيد وبدأه في سنة2016.

4- طرح الحراك بحدة مطلب فتح ملفات الفساد الإداري والسياسي ، وخاصة ملف سوناتراك، والأتوروت،،وميزانية تمويل حراسة الحدود الجزائرية بما في ذلك مع المغرب، وملفات تهريب الأموال الى الخارج….

5-تكريس مبدأ “سلمية” ليسجل قطيعة مع أسلوب المجاهدين، و الإرهابيين، والقتال المسلح، وهي أساليب كانت تتشدق بها ايديولوجية عناصر الجمهورية الأولى، وتتشدق بها الحركات الوطنية في كل أقطار شمال افريقيا ممن يسمون مقاومين ضد فرنسا وإسبانيا وإيطاليا ويرفضها شباب هذه الأقطارالذي يريد أن يذهب اليها ولو بالإنتحار في البحار، والهجرة السرية….

6- لكن الحراك لازال محتشما فيما يخص نزع فتيل العداوة مع الجيران التي هي جزء مهم من سياسة فساد الجمهورية الأولى، وعلى الشعب المغربي أن يساهم في تسهيل ادماج الأخوة والسلم في صفوف الحراك ليكون مناسبة لوقف العداوة المفتعلة التي تمارسها سلطات البلدين، وهي جزء من الفساد السياسي الذي يصرف أموال الشعب في إنعاش العداوة وشراء الأسلحة، ومنح الإمتيازات باسم الدفاع عن الوحدة الترابية…وقد حان الوقت لإعلان شباب المغرب أنه لا عداوة مع شعب الجزائر الذي يطالب الآن برحيل جهاز الحكم الذي بنى سياسة العداوة التي استمرت منذ سنة 1962….

7- صدور بلاغ نادي القضاة الجزائريين بمقاطعة مراقبة الانتحابات الرئاسية ، وقوانين القوائم الأنتخابية تضامنا مع الحراك، وهذا التحرك الصادر عن القضاة يعتبر خطوة مهمة جدا في مجال استقلال القضاء، وفضح ملفات تعليمات سياسية صدرت من الحكام الى القضاة، وهي ظاهرة لم يعرفها أي واحد من أقطار شمال افريقيا التي تعاني من عدم استقلال القضاء.

اقرأ أيضا

قراءة وتحليل لقرار مجلس الأمن رقم 2756 حول الصحراء المغربية

قبل أن نبدأ في التفصيل وشرح مقتضيات القرار 2756، يبقى جليا بنا أن نقف على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *