حضور “الإذاعة الأمازيغية” في المشهد السمعي البصري الوطني : الأدوار التاريخية والرهانات المستقبلية

انعقدت ندوة حول “حضور الإذاعة الأمازيغية في المشهد السمعي البصري الوطني.. الأدوار التاريخية والرهانات المستقبلية”، يوم الجمعة 10 ماي، بالمعرض الدولي للكتاب في نسخته 29، وذلك من أجل تسليط الضوء على المسار التاريخي ل “الإذاعة الأمازيغية” باعتبارها إذاعة قرب ذات مرجعية عامة تقترح تنوعا واسعا في شبكة برامجها، وتترجم الإرادة الهادفة إلى تقديم منتوج إعلامي عصري هدفه تثمين الأمازيغية لغة وثقافة، وإبراز التنوع الثقافي والتعدد اللغوي الذي يوطد وحدة المغرب وهويته العريقة.

وحسب مداخلات كل من عبد الله الطالب علي مدير برامج الأمازيغية بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، والاعلامية خديجة بوصبري، والكاتب والصحفي الحسن موح أوسي؛ فإن “الإذاعة الأمازيغية”، التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، قدمت الخدمات السمعية البصرية بلغة العريقة بالمغرب.

إذ تأسست سنة 1938، ومرت من تحولات بارزة مكنتها من الاضطلاع بدور أساسي في تجسيد إدماج الثقافة واللغة الأمازيغية بروافدها الثلاثة تمازيغت، تشلحيت تاريفيت في المشهد السمعي البصري الوطني، وعملت على المساهمة ضمن باقة قنوات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة في تقديم خدمة عمومية في المجال السمعي البصري قائمة على معايير الجودة والمهنية والتنوع والتنافسية والمنفعة العمومية. والمساواة في الولوج إليها بين المواطنين والمواطنات والإنصاف في تغطية التراب الوطني.

وفي اضطلاعها بهذا الدور الاستراتيجي، قطعت الإذاعة الأمازيغية مسارا تراكميا في التواصل مع مستمعيها، بدأ من سنة 1938 بيث برامج بالأمازيغية لا تتجاوز أنذاك عشرة دقائق لرافد “تشلحيت” (جنوب المغرب)، ثم تخصيص عشرة دقائق أخرى عام 1952 لرافد تمازيغت” (الوسط)، فعشرة دقائق سنة 1955 لرافد “تاريفيت” (الشمال)، إلى حدود عام 1974 حيث سيرتفع حجم البث باللغة الأمازيغية إلى 12 ساعة بمعدل أربع ساعات يوميا لكل رافد، إذ يبدأ الإرسال من منتصف النهار ويستمر إلى منتصف الليل.

ومع التحول المؤسساتي الكبير الذي شهده المشهد السمعي البصري الوطني وتأسيس الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، تعزز حضور “الإذاعة الأمازيغية”، بالانتقال بتاريخ 15 نونبر 2005 إلى 16 ساعة من البث المتواصل، ما مكن كل الروافد الأمازيغية الثلاث من حصة خمس ساعات من الإرسال يوميا، ومنذ ذلك الحين و”الإذاعة الأمازيغية” تبذل مجهودات مهمة لتمديد بث برامجها، لتصل إلى 24/24 ساعة، وهو ما تحقق سنة 2020.

وبالتالي فإن الإذاعة الامازيغية قطعا أشواط مهمة، وحققت اهداف اساسية، غير أن المتلقي لا يزال يطمح إلى المزيد.

شاهد أيضاً

تقرير رسمي.. “المجلس الوطني لحقوق الإنسان”: تدريس الأمازيغية يسير بوتيرة بطيئة والحيز الزمني في الإعلام “ضيق”

أكد المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أن “هناك تحديات مرتبطة بتعميم تدريس اللغة الأمازيغية، والتأخر في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *