حوار مع الباحث بمركز البحث الديداكتيكي والبرامج البيداغوجية بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية كمال أقا

قدم نفسك باختصار لقرائنا؟

اسمي كمال أقا من مواليد 1979 بتمردولت تنجداد إقليم الرشيدية، حاصل على الباكالوريا آداب عصرية بثانوية الحسن الثاني بتنجداد، والتحقت بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس لأحصل بها على شواهد الإجازة ودبلوم الدراسات العليا المعمقة والدكتوراه في المعجمية العربية والأمازيغية. التحقت بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية باحثا بمركز البحث الديداكتيكي والبرامج البيداغوجية منذ سنة 2009 إلى الآن حيث أشتغل باحثا مؤهلا ومنسقا لوحدة الدراسة والبحث البرامج البيداغوجية.

ما هي القيمة المضافة التي يشكلها تكريم الفعاليات التربوية العاملة في مجال تدريس اللغة الأمازيغية في إطار الاحتفاء باليوم العالمي للمدرس؟

كما تعلمون يحتفل العالم في كل بقاع المعمور يوم 05 أكتوبر من كل سنة باليوم العالمي للمدرس. وهي مناسبة يقف فيها مختلف الفاعلين الحكوميين وغير الحكوميين إضافة لكافة أبناء شعب ما عند المجهودات الجبارة التي يقوم بها الفاعلون التربويون بمختلف فئاتهم في سبيل تكوين وتأطير الأجيال اللاحقة، إضافة إلى الوقوف عند مكامن نقص المنظومات التربوية فيما له علاقة بوضعية المدرسين وظروف اشتغالهم.

ولقد كان المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية من بين بين المؤسسات الوطنية التي أبت إلا أن تشارك أسرة التعليم هذا الاحتفاء منذ سنين، وأكرمت زهاء 65 فاعلا تربويا عدد من المؤسسات التربوية والجمعوية العاملة في مجال تدريس اللغة الأمازيغية.

هذه المناسبة يتخذ لها المعهد كل سنة شعارا يروم الاعتراف بحجم ما بذل ويبذل من طرف الفاعلين التربويين في مجال تدريس اللغة الأمازيغية بالمدرسة المغربية والمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين والجامعات الموطنة للدراسات الأمازيغية بمجموع التراب الوطنين هذا من جهة، ومن جهة أخرى تعتبر المناسبة لحظة لفتح نقاش أكاديمي حول قضية من قضايا درس اللغة الأمازيغية نخرج بها بتوصيات وآراء نرى أنها ستغني التجربة وتطورها نحو الأفضل.

هذه الآراء والتوصيات ترفعها العمادة للمدبرين الحكوميين كوجهات نظر وإبداء للرأي من طرف متخصصين للعمل بها مستقبلا. واعتبارا لخصوصيات هذه السنة أي سنة 2020 في ظل جائحة كورونا التي أتمنى أن يتعافى العالم بها في أقرب الآجال، حتم على المعهد تنظيم هذا الاحتفاء عن بعد عبر تقديم منشورات النشاط والسير الذاتية للمحتفى بهم عبر بوابة المعهدwww.ircam.ma .واتخذ لهذه السنة شعار ” أساتذة اللغة الأمازيغية وتحدي الإبداع والتدريس أوقات الأزمات”.

وانطلاقا من المثل القائل الضغط هو الذي يولد الانفجار،. إذ يتمثل الضغط في ضرورة مواصلة عملية تعليم وتعلم اللغة الأمازيغية وفق ما تقتضيه التدابير الاحترازية، ألا هو التعليم عن بعد. وتمثل الانفجار المولد من ذلك الضغط في حجم الإنجازات والحوامل التربوية التي قام بتأليفها السيدات والسادة أساتذة التعليم الابتدائي بتنسيق مع مفتشي ومفتشات المادة، وكذا من خلال المصوغات والدروس التي وفرها السادة المكونون والمكونات في المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين والجامعات المغربية لمواصلة التعليم عن بعد والاستجابة للمتطلبات في الوقت المناسب.

وتبعا لذلك كله تميزت هذه السنة بتكريم الفعاليات المشهود لها بالكفاءة في مجال ممارستها الصفية حضوريا، وتكريم الفعاليات التي ساهمت في توفير العدد البيداغوجية المساعدة في تعليم اللغة الأمازيغية عن بعد.

وماذا عن تدريس اللغة الأمازيغية؟

شكل إدراج اللغة الأمازيغية في المدرسة المغربية سنة 2003 تحولا مجتمعيا يشهد بنجاعته مختلف الأكاديميين والسياسيين والحقوقيين والجمعويين في تصالح المغرب مع ثقافته وتاريخه بصفة عامة من خلال مكون اللغة والثقافة الأمازيغيتين. ولقد كان الطموح كبيرا أن يتحقق تعميمها في كافة المستويات الابتدائية على الأقل في غضون 2010. إلا أنه وللأسف لم يتحقق من ذلك إلا ما يقارب 14% .

وأمام هذا الوضع تم تبني عدة مبادرات من شأنها توسيع دائرة المستفيدين من درس اللغة الأمازيغية، ومن أهم تلك المبادرات خلق شعبة التخصص بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين. إلا أن العدد المخصص له لا يمكن أن يلبي حتى عشر المطلوب في العشرية المقبلة فما بالك بالتعميم الكلي ( مثلا في سنة 2019 لم يتجاوز عدد المتدربين في تخصص الأمازيغية 181 متدربا من اصل 15000 متدربا جديدا). إذن شتان بين الطموح والواقع. وما يظهر أن حجم الحماس الذي بدأت به الوزارة في التعاطي مع ملف اللغة الأمازيغية لم يكن هو نفسه في السنين الأخيرة، بل أصبحنا نسمع عن مشاكل إضافية من بينها مشكل عدد الأقسام بالنسبة للمتخصصين من خلال المنهاج المنقح، وغياب المفتش المؤطر بالنسبة لعدد منهم، والاصطدام ببعض التصرفات التي لا تتماشى ودستور 2011 الذي جعل من اللغة الأمازيغية لغة رسمية للدولة، من بينها رفض بعض المديريات الإقليمية أو مديري بعض المدارس لتدريسها في مؤسساتهم. آمل أن يتم التنزيل الفعلي لمقتضيات القانون الإطار 51-17 الذي ينبني على عدة مبادئ مهمة أرى فيها إنصافا للغة الأمازيغية، إن أحسن تأويل نصوصه، وكذا العمل بمقتضيات القانون التنظيمي الخاص بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية والتي من بينها تعميم تدريسها على مختلف مستويات التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي التأهيلي، وتوسيع العرض على مستوى الجامعة.

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

هي مشاريع ترتبط بالمستجدات الدستورية والتربوية السالف ذكرها، والتي تقننها برامج العمل الخاصة بالمركز الذي يحصل لي الشرف أن أنتمي إليه، مركز البحث الديداكتيكي والبرامج البيداغوجية. ومن جملة ذلك مواصلة العمل في تأليف الحوامل التربوية وإغناء الخزانة التربوية الأمازيغية بكل من شأنه المساعدة على تعليم اللغة الأمازيغية حضوريا وعن بعد؛ العمل على تأليف العدد البيداغوجية المساعدة في تعليم اللغة الأمازيغية للكبار، وفي برامج محو الأمية؛ العمل على تأليف العدد البيداغوجية المساعدة في توطين اللغة الأمازيغية بالتعليم الأولي؛ دون أن أنسى مواصلة المشاركة في النقاش الأكاديمي التنخصصي فيما له علاقة ببيداغوجيا وأندراغوجيا وديداكتيك اللغة الأمازيغية.

كلمة أخيرة

أود أن أجدد الشكر لأمضال أمازيغ بريس وللعاملين بها على حضورهم القوي في تغطية مختلف الأنشطة التي تعنى باللغة والثقافة الأمازيغيتين من جهة، ومن فسحها المجال للمهتمين بالشأن الأمازيغية في عدة قضايا وثيقة الصلة باللغة والثقافة الأمازيغية، والتعليم من بينها. وأود أن أجدد التهاني والاعتراف بمجهودات مختلف العاملين في مجال التربية والتكوين بمختلف بقاع المعمور من أجل غد أفضل للإنسانية جمعاء.

حاوره/ موحا مخلص

اقرأ أيضا

ندوة حول موضوع الفلسفة والحرب: مآزق العيش المشترك

نظمت شعبة الفلسفة، بالتعاون مع مجتمع الخطاب وتكامل المعارف وماستر الفلسفة المعاصرة: مفاهيم نظرية وعملية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *