يهدف الدليل إلى تنمية وتقوية قدرات مستعمليه/مستعملاته فيما يتعلق بتدريس اللغة الأمازيغية
س①: في البداية، عرفنا من يكون كمال أقا؟ وأوجز لنا مساركم الدراسي، وعن مهامكم داخل المركز.
في البداية، اسمحوا لي أن أتقدم إليكم، السيد موحى مخليص، على هاته الاستضافة، كما أود أن اشكركم على المجهودات المبذولة ولا تزال في سبيل التعريف بالثقافة واللغة الأمازيغيتين ومنجزها الأكاديمي. كورقة تعريف مقتضبة أنا كمال أقا 45 سنة من مواليد قصر تمردولت أسرير بتنجداد الرشيدية، تابعت دراستي في المستوى الابتدائي بمجموعة مدارس موسى بن نصير بأملال، بعدها التحقت بإعدادية الوحدة، فثانوية الحسن الثاني بتنجداد، التي حصلت فيها على الباكالوريا شعبة الآداب العصرية سنة 1998، لألتحق بعدها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة مولاي إسماعيل مكناس، والتي قضيت فيها 11 سنة توجت بحصولي على الدكتوراه في اللسانيات التطبيقية وتكنولوجيا المعلومات والتواصل، في موضوع إعداد المعاجم المحلاتية ثنائية اللغة عربية أمازيغية. بعدها التحقت بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية باحثا بمركز البحث الديداكتيكي والبرامج البيداغوجية لأشتغل مع ثلة من زملائي في مجال إعداد الحوامل التربوية المساعدة في تعليم وتعلم اللغة الأمازيغية كالعدة البيداغوجية الخاصة بالأقسام المشتركة بتنسيق مع مركز التجديد التربوي والتجريب، والدلائل التربوية الموجهة لأساتذة التعليم الابتدائي وتلك الموجهة للأساتذة الراغبين في تدريس الأمازيغية للكبار، والمعجم المدرسي، وإعداد الموارد الرقمية، إضافة إلى إسهامي في إعداد الدراسات التقويمية المسائلة لمستوى إدراج اللغة الأمازيغية في المدرسة المغربية إن على مستوى التحصيل أو على مستوى الممارسة الصفية، دون أن أنسى إسهامي مع زملائي بالمركز في تكوين الفاعلين التربويين في مستجدات البحث التربوي في الأمازيغية وذلك بتنسيق مع المدبرين المركزيين والجهويين لوزارة التربية الوطنية.
س②: ما هي الأهداف التي تقف وراء إصدار المركز الذي تنتمون إليه لـ “دليل مدرس ومدرسة اللغة الأمازيغية في المعاهد العليا والمؤسسات العمومية”؟
مواصلة منه في تنزيل وأجرأة المهام المنوطة به حسب منطوق الظهير المحدث له، خص المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، مجال تعليم وتعلم اللغة الأمازيغية للكبار الناطقين بغيرها أهمية كبرى تمثلت أساسا، حتى قبل إعداد دليل مدرس ومدرسة اللغة الأمازيغية في المعاهد العليا والمؤسسات العمومية، في برمجته لعدد من دروس اللغة والتواصل بالأمازيغية للكبار الناطقين بغيرها، وبالمجان، استفاد منه عددا مهما من المغاربة والأجانب ما بين 2008 و2013. وتتويجا لهذا المسار كان لابد من التفكير في إعداد الأدوات الديداكتيكية المصاحبة لتدريس اللغة الأمازيغية للكبار، والتي بدأت أولا بإعداد سلسلة ‘ ساولات س تمازيغت” بالفروع اللغوية الثلاث تريفيت، تمازيغت وتشلحييت، ليأتي بعدها إعداد هذا الدليل الساعي إلى المساهمة في إشعاع اللغة الأمازيغية على المستوى الوطني بوصفها لغة رسمية للدولة المغربية إلى جانب اللغة العربية، وذلك عبر تمكين المدرسين/المدرسات الراغبين في تدريس الأمازيغية للكبار في معاهد التكوين وفي المؤسسات العمومية ومختلف فئات الكبار الناطقين بغير الأمازيغية من دليل يسهل عملية تحقيق وانجاز المهمة المنوطة بهم.
س③: ما هي المنهجية التي اعتمدتم في إنجازه؟
هو عمل موجه، كما قلت، إلى مدرسي اللغة الأمازيغية الممارسين في المعاهد العليا لتكوين الأطر وفي المؤسسات العمومية. غير أنه يمكن توظيفه واستعماله في تعليم هذه اللغة لأي فرد يرغب في تعلّمها. ولقد تم تطويره ومراجعته وتتميمه انطلاقاً من تجربة سنوات عديدة من تدريس اللغة الأمازيغية لفائدة فئة الكبار وطلبة المعاهد العليا لتكوين الأطر، وذلك بالاعتماد على مجموعة من النصوص المرجعية، وخاصة توجيهات الظهير المحدث والمنظم للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والوضع الجديد للغة الأمازيغية بوصفها لغة رسمية للدولة إلى جانب اللغة العربية (يراجع الفصل الخامس من دستور المغرب، 2011)؛ ومنشور رئيس الحكومة رقم 05/2017 المتعلق بـ “تدريس الأمازيغية في المؤسسات والمعاهد العليا”، والذي يوصي من خلاله القطاعات الحكومية، التي تشرف على تلك المؤسسات والمعاهد، وبالتنسيق مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، بوضع برامج للتكوين لتعلّم اللغة الأمازيغية للطلبة والأطر التي تتابع تكوينات داخل هذه المعاهد؛ والقانون الإطار رقم 51.17، بتاريخ 09 غشت 2019 المتعلق بالتربية والتكوين والبحث العلمي، والذي تمت صياغته انطلاقا من الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015-2030؛ والقانون التنظيمي رقم 26-16، بتاريخ 26 شتنبر 2019 المحدد لسيرورة تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، وكذا مختلف أشكال إدراجها في التعليم والمجالات العامة ذات الأولوية؛ والقانون التنظيمي رقم 04-16 بتاريخ 02 أبريل 2020 المتعلق بالمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، والذي من مهامه وضع تصور استراتيجي وتوجهات عامة لفائدة الدولة فيما يتعلق بالسياسة اللغوية والثقافية والعمل على حماية وتنمية اللغتين الرسميتين، الأمازيغية والعربية.
يهدف الدليل بشكل عام إلى تنمية وتقوية قدرات مستعمليه/مستعملاته فيما يتعلق بتدريس اللغة الأمازيغية، من خلال تمكينهم من منهجية تجمع بين ما هو نظري وما هو تطبيقي في آن واحد. ويتمثّل الهدف الإجرائي لهذا الدليل في تمكين مستعمليه من عناصر للإجابة عن الأسئلة الآتية: أية مضامين يتم تدريسها ولأي مستوى تعليمي؟ أية كفايات يتم تنميتها؟ كيف يمكن معالجة الجوانب اللغوية، خصوصاً ما يتعلق بالمعجم والنحو والصرف والإملاء؟ كيف يمكن مقاربة علاقة الكتابي/الشفوي؟ كيف يتم تدريس وتقييم الفهم الشفوي، الإنتاج الشفوي، الفهم الكتابي والإنتاج الكتابي؟ فالإجابات عن هذه الأسئلة يتم تعزيزها عبر جذاذات تطبيقية تؤدي وظيفة الدعامات بغرض إعداد الدروس.
ولم يكن الهدف فرض منهجية نموذجية، بقدر ما كان المسعى من هذا القسم تقديم التوجهات المنهجية المعززة بجملة من الجذاذات البيداغوجية وشبكات التقييم التي من شأنها تنمية وتقييم الكفاية الشفوية والكفاية الكتابية لدى المتعلمين/المتعلمات حسب الإطار النظري الذي يستقي أسسه من المقاربة بالكفايات والمقاربة بالفعل وبيداغوجيا المشروع وبيداغوجيا الإدماج.
يتكون هذا الدليل من ثلاثة أقسام. القسم الأول يحمل عنوان “تنمية الكفاية الخطية/الكتابية”، تقدم حرف تيفيناغ-إيركام والقواعد الإملائية وتقطيع السلسلة الكلامية. ويتناول القسم الثاني “تنمية الكفاية التواصلية والثقافية”. ويقترح برنامجاً دراسياً وتنظيماً بيداغوجياً للتعلّمات الخاصة بالمستويين 1 و2، كما يقدم الأسس والتوجهات العامة للنموذج الديداكتيكي الذي يعتمده هذا التنظيم، مع جرد وتحديد المرجعية الخاصة بالكفايات النهائية المرحلية المراد تنميتها، فضلاً عن الموارد التي يتوجّب تثبيتها والمهام المراد القيام بها من طرف المتعلمين/المتعلمات في كل درس وخلال كل مرحلة أو مستوى خاص بالكفايات المحددة
وفيما يتعلق بالقسم الثالث، الموسوم بـ: “الموارد البيداغوجية”، فهو يساهم في تزويد المدرسين والمدرسات بمضامين من أجل تنمية الكفايات اللغوية لدى المتعلمين/المتعلمات من قبيل المسارد الموضوعاتية والعبارات والعناصر النحوية والصرفية. وبالإضافة إلى ذلك، يضع هذا القسم رهن إشارة الأساتذة مجموعة من الدعامات على شكل حوارات ونصوص قرائية حسب المستوى الدراسي وحسب الدرس ومرحلة كل كفاية.
وقد تم تذييل هذا العمل بمراجع بيبليوغرافية، الهدف منها هو توفير أداة للعمل تمكّن كل مستعمل من تكييفها وإغنائها حسب تجربته.
س④: ماذا يمكنكم إضافته بخصوص الممارسات التَّعَلُّيمِيَّة؟
انطلقت هذه الدراسة، والتي هي من منشورات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية سنة 2022، من سؤال محوري مفاده: كيف تتم عملية تعليم القراءة في اللغة الأمازيغية على المستويين الديداكتيكي والبيداغوجي بالمستويين الرابع والسادس بالتعليم الابتدائي؟
أما الغاية من إنجاز هذه الدراسة فإنها تتمثل في معرفة مدى تنمية المدرس(ة) لاستراتيجيات القراءة لدى المتعلمين والمتعلمات في اللغة الأمازيغية بالمستويين الرابع والسادس، ومن أجل بلوغ هذا الهدف، تم الاستناد إلى منهجية قوامها الملاحظة الصفية الآنية للعملية التعليمية، مع إجراء مقابلات شبه موجهة مع الأساتذة المعنيين بالدراسة. وبالتالي، فإن هذه الدراسة اشتغلت على عينة من مدرسي ومدرسات اللغة الأمازيغية الذين يمارسون مهامهم بالمستويين الرابع والسادس ابتدائي، بلغ عددهم 30 أستاذ وأستاذة موزعين على ست أكاديميات جهوية للتربية والتكوين. واعتمدت هذه الدراسة جملة من الأدوات من أجل تجميع المعطيات الخاصة بها، تمثلت في شبكة لملاحظة المنهجية المعتمدة من طرف الأستاذ في تنمية استراتيجيات القراءة لدى المتعلمين بالمستويين الرابع والسادس. وقد تم بناء هذه الشبكة استنادا إلى إطار مرجعي للكفايات يساير مضامين كتب اللغة الأمازيغية والدلائل البيداغوجية بمستويي الرابع والسادس من التعليم الابتدائي.
وبغاية تعميق التحليل وتفسير النتائج التي سيتم التوصل إليها عن طريق الملاحظة، تم اعتماد استجواب شبه موجه مع الأساتذة المعنيين بالملاحظات بكل من المستويين التعليميين السالفين الذكر.
س⑤: هل من مشاريع مستقبلية للمركز؟
إسهاما منه في تنزيل مقتضيات القانون التنظيمي الخاص بتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، برمج مركز البحث الديداكتيكي والبرامج البيداغوجية في برنامج عمله إعداد مصوغة للتكوين الموجهة لراغبين في تدريس اللغة الأمازيغية للكبار، وهي مصوغة ستعزز الدليل الذي تحدثنا عنه سابقا، كما برمج إعداد عدة حوامل ومعينات ديداكتيكية، وكذا موارد رقمية مساعدة لتدريس اللغة الأمازيغية بالمدرسة المغربية بتنسيق مع عدد من الأساتذة المبدعين الممارسين، دون أن ينسى تطعيم البحث الأساس بدراسات أكاديمية من بينها بحث جماعي متمحور على الكتاب المدرسي للغة الأمازيغية بناؤه وتقييمه وآفاق تطويره.
-كلمة أخيرة.
أجدد الشكر مرة أخرى لصحيفتكم على الاهتمام المتواصل بالتعريف بالمنجز الأكاديمي لمؤسسة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، مجددا التأكيد أن مركز البحث الديداكتيكي والبرامج البيداغوجية عازم على الإسهام الفعلي في إعداد المناهج والبرامج الخاصة بتدريس اللغة الأمازيغية في مستويات التعليم الأولي والإعدادي والثانوي وبرامج محو الأمية باللغة الأمازيغية، كما ينص على ذلك القانون الإطار 51-17 والقانون التنظيمي 26-16 والالتزامات الحكومية المعبر عنها في هذا الصدد.
إنجاز: موحا مخليص