حول مسيرة “Akal” الأرض بأنفا الدار البيضاء

كتبها رشيد بولعود

كان لابد لملف الأرض والثروة أن يظهر من جديد بساحة الماريشال أنفا الدار البيضاء ضد مخلفات مسيرات عسكر الماريشال ابتداءًا من 1914م(la colonisation française) وماريشالات مغرب ما بعد 1956م ، وهنا مسيرة أكال 25 نوفمبر 2018م حولها قال الناس الكثير ، ففيهم من قال هي ضد الرحل والرعي الجائر وآخرون صرحوا كونها ضد الحلوف وبوغابة… ،وقسم آخر ربطها بإسرائيل والشياطين وهو القسم الذي أحس بالكثير من اليأس والإحباط والفشل في تحرير أراضي فلسطين والعراق وبرابعة العدوية وسوريا وفشل في كل شيء وزادهم الإحباط أكثر عندما شعروا أن المغاربة بدأوا يهتمون بمشاكلهم وأراضهيم…

وما يهمنا هنا هو القسم المشارك في مسيرة الأرض،Akal ونذكر لهم بشيء من الماضي أن حول ” قضية أكال، Akal ” ظهرت مسيرات جيوش ماسينيا وسيفاكس وتاكفاريناس ضد مسيرات عسكر روما، كما ديهيا وأكسيل ضد مسيرات حسان بن نعمان وعقبة بن نافع… ،ومسيرات موحا أوحمو أزيي 1914م (الأطلس المركز) وزايد أوحماد وعسوا أوباسلام 1934م (أسامر) ومحند بن عبد الكريم الخطابي (الريف) وأمغار سعيد (أيت بعمران) ومسيرة جيش التحرير 1957م… ضدا على مسيرات عسكر فرنسا وإسبانيا، ومسيرة 25 نوفمبر 2018م بأنفا وسابقاتها وحتى التي ستأتي بعدها هي نوع من التجديد السياسي للماضي ضد مسيرات المشروع السياسي التوافقي الفرنسي المخزني ابتداءًا من 1912م/1914م وهو مشروع وضعت له فرنسا إطاره السياسي المعرفي فيما كان يعرف ب(la colonisation de connaissance) وهي مهمة البعثة المعرفية الفرنسية المعتمدة على نشاط مخبريها العسكريين ( مشروع ميشو بيلير) ابتداءًا من أعمال جاك منيه و” شارل دوفوكو ” 1887م (صاحب تقرير التعرف على المغرب،la connaissance du maroc) وهي مهمة ركزت في الأساس على بلاد قبائل البربر (أراضي البربر) وأسست فرنسا لهذا الغرض خرائط طبوغرافية وجغرافية وجيولوجية وإحصاء ومنوغرافيات… ، كما لابد من التذكير أن أول ما شرعت به فرنسا بعد التوافق الفرنسي المخزني 1912م هو إصدار قوانين وظهائر تستهدف مصادرة الأراضي ونزعها ابتداءًا من قانون 1914م وظهور مصطلح الغابة و بوغابة garde forestière et du territoire” وقانون المياه والغابات” بمقتضيات ظهير 1917م ( أراضي الدولة، الإستغلال والانتفاع) وتجذر الإشارة إلى كون مصطلح “الغابة” لم يكن معروفا لدى إيمازيغن في محاكمهم وقانوانينهم العرفية والسياسية في تدبيرهم للأراضي، وظهور الغابة هو على حساب أراضي القبائل، و بوغابة اليوم هو بو البحار وبو الفوسفاط وبو المعادن وبو الذهب والفضة(ثروة الغابة) وبو ثروة شجر الأرز(الأطلس) وبو ثروة أركان(سوس) … وهذا ما يعني به أخنوش وزير المياه والغابات أمام منظمي مسيرة أكال في حوارهم الأخير : ” إنه إرث ثقيل…” وقال لهم ذلك حتى لا يحدثهم على ملف الإرث وتاريخ الإرث و ثروة الإرث ، ومن هم الورثة و الغير الورثة وكيف حصلوا عليه ؟ كما لابد من الإشارة كون هذا “الإرث الثقيل ” بمعنى ملف الأراضي وما تحت الأراضي وما فوق الأراضي ظل يندرج ضمن قضايا التوافق السياسي بين الحكومات والبرلمانات المتعاقبة منذ 1956م بما فيها النقابات و الأحزاب لا تستطيع أن تدرجه ضمن برامجها السياسية حيث غنمت حصتها من الإرث(الأراضي) فيما يعرف ب ” خذام الدولة ” (برلمانيين، نواب، مستشارين، وزراء، رؤساء الأحزاب…) وبالدارجة المغربية فهم فعلا خدموا ثروة الأراضي واستفادوا من وضعها السياسي مقابل التزام الصمت ، ونفتح هنا للشباب والمهتمين ورش دراسة هذا الإرث والمستفيدين حصريا من الإرث كما هي مناسبة لنجدد فيها دعوتنا لإحصاء ثروة الإرث(الأرض) وكل ضحايا الإرث والمنتفعين من ثروة الإرث إلى اليوم.

ووجب التنبيه كون قضية الأراضي هي فعلا ” إرث ثقيل ” وهي القضية الوطنية رقم (1) وتتجاوز رئاسة الحكومة والبرلمان بكثير ولا يمتلك فيها الإسلامي سعد الدين العثماني أي شيء سوى إذا كان سيحدث الناس عن الحلال والحرام في أكل الحلوف وأحاديث السنة حول لحم الحلوف …ونقول هذا الكلام كون قطاع المياه والغابات من اختصاصات “المخزن الاقتصادي” وهو فعلا المتخصص في خزن ثروة الأراضي والتصريف فيها منذ أن وضع لها الفرنسيون علم الإدارة وسياسة تأسيس المندوبيات (les délégations) وتشريعاتها القانونية والتقسيم الترابي والمجالي (المندوبية المكلفة بالمياه والغابات)، ووجب التنبيه كذلك أن لهذا المشروع ملحق سياسي آخر خصوصًا ما يعرف اليوم بتحديد أملاك الدولة ابتداءًا من 2014م وظهر بعدها ” المخطط الأخضر ” وقانون الرعي والرعاة وكلها تندرج ضمن مسيرة مصادرة الأراضي وتفويتها للأجانب والخليجيين (بالحوز، بالأطلس،بسوس ، وبتافيلالت…) وهنا نوجه الأهالي المتضررين بفعالياتهم وتنظيماتهم الحقوقية أن يبحثوا كذالك في هذا الجانب ويسألوا عن الرحل والترحال والرعي الجائر السائد تحت الأراضي وبالبحار… كما هي مناسبة لنطرح للشباب والمهتمين صيغ حركات جديدة ومسيرات جديدة يتكتل فيها أيت الريف وأيت سوس، وأيت فزاز بالأطلس، وأيت أسامر… ودراسة إمكانية تنظيم الهامش (فلاحين، عمال، تجار، حرفيين، مهنيين، فقراء، طلاب، أساتذة، تلاميذ…) والإشتغال على أرضية معطى “ثروة الأرض” لرفع التهميش والإقصاء والحيف السياسي في اعتقادنا قضايا الأرض والثروة هي قضايا استراتيجية والرأسمال السياسي للحركة الأمازيغية مستقبلا، فإذا كانت حركة القرن 20م قد انطلقت من سؤال الذات فمن وجهة نظرنا أصبح من الضروري لحركة القرن 21م أن تهتم بسؤال الأرض والثروة والإقتصاد والسياسة حتى يعلم المنسيون والمقصيون أن قضية الأرض منها بدأ كل شيء.

شاهد أيضاً

«مهند القاطع» عروبة الأمازيغ / الكُرد… قدر أم خيار ؟!

يتسائل مهند القاطع، ثم يجيب على نفسه في مكان أخر ( الهوية لأي شعب ليست …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *