بعد قراءتي لما كتبه احدهم عن الأمازيغية مؤخرا ووجله من ولوج أوراق النقد، مستغيثا بهبل واللات والعزى وإشراف قريش، وكآن الفيل قادم لهدم الكعبة، أو خرج عليه “ياجوج وماجوج”. وأمام ذعر الرجل، اكتشفت البون الشاسع بين النص وروحه وبين قراءات ذاتية تنم عن سوء الفهم أو التأويل الخاطئ أو المتعمد.
ومن باب النصيحة في الدين أود أن اذكر صاحبنا من باب ” فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين” وأقول، أولا :كون اختلاف الألوان والألسنة آيات من آيات ألله…ثانيا: وجود أعاجم بجنب الرسول الكريم ( سلمان، صهيب…) وكانوا له سنداوعضدا. ثالثا أغلب الذين نصروا الدين وحتى العربية من العجم، البخاري، يوسف بن تاشفين سيبويه …..المختار السوسي واليوسي …وأسماء لا يسع المجال لذكرها..
رابعا، إن معيار التفاضل عند الله تعالى هو التقوى وليس العرق أو اللغة .خامسا : من الشيم اللا يعض المرء يدا مدت له لما قدم غازيا أو فاتحا..،وبما أن عالمنا الجليل لم يستوعب مبادئ التعايش الذي دعا إليه الشرع الحنيف بكوننا شعوبا وقبائل المطلوب أن نتعارف، فليتعظ بدستور دنيوي ينص على كون الأمازيغية اللغة الرسمية للبلد الذي يسكنه، والتي من المنتظر طبعا إن تعم الحياة العامة والمرافق بعد إصدار قانونها التنظيمي الذي تمادى بنو جلدته في تأخيره،
إن ربط الإسلام بالعروبة تقزيم لدين سماوي اوحي به شريعة للعالمين وأقول العالمين ، ليسبح العجم والعرب والجماد والحيوان والنبات والجن….لله تعالى .فادا استوعبنا روح النص الذي هو من لدن حكيم عليم ،تتضح لنا من أول قراءة لي أعناق النصوص لتتماشى مع هوى النفس أو أيديولوجيا خبيثة تسعى لتذويب هويات الآخرين، ويتضح بالملموس من خلال إطلالات بعضهم من حين لآخر ، بقايا الفكر البائد المتجاوز تلبية لحاجة في نفسه، غير قادر على استيعاب وجود دول كثيرة في عالم اليوم لها أكثر من لغة رسمية في البلد الواحد دون شوشرة ولا أحقاد ولا ضغينة ، وتسري أمور الدنيا بينهم بانسياب متكامل، بل ابعد من ذلك دول تؤمن بالإسلام دينا في حفاظ على أعجميتها، من فرس،أتراك،….وتحضرت إذ لم تربط العقيدة ببول البعير بل بالعلم وبكلمة ” إقرأ” التي جاءت بالعربية واستوعبها العجم .
ولو لم تكن لحوم العلماء مسمومة( وأي علماء) لأفضت لك كأعجمي في زيف الإدعاء….وسألتمس لك سبعين عذرا، ولكل جواد كبوة، وخير الخطائين التوابون، والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.